انتباه: داخل العقل الصهيوني
في دراسة سابقة لي حول مراكز الدراسات الاستراتيجية في اسرائيل ودورها في صنع القرار تبين لي ان أكثر من 90% من القرارات الرسمية تتكئ في جوهرها على نتائج دراسات مراكز دراساتهم الاستراتيجية.
وفي هذا المقال أنقل لكم " حرفيا " توصيات احد ابرز خبرائهم في احد اهم مراكز دراساتهم الاستراتيجية للرد على عملية "طوفان الاقصى"، وهو الخبير "كوبي مايكل"(Copi Michael) المسؤول عن تحرير "التقييم الاستراتيجي الاسرائيلي" في معهد الامن القومي الاسرائيلي، ويقول في توصياته حرفيا(ترجمة حرفية ودون تدخل مني في اية فقرة) ما يلي:
1- إن هجوم حماس ليس مجرد مفاجأة، بل هو نتيجة لفشل استخباراتي وعملياتي هائل، بتكلفة أعلى مما قد يبدو، والتي ستظل محفورة في الوعي الوطني لسنوات عديدة. إن الهجوم الذي شنته حماس كان ثمن فشل نموذج ضبط النفس والاحتواء والإدمان على الهدوء، والذي رافق إسرائيل منذ عام 2009. وسوف يكون هناك وقت لإجراء التحقيقات وجلد الذات، ولكن بمجرد استعادة السيطرة على المجتمعات المحيطة بغزة. وبعد استعادتها، يجب أن يصبح الهدف الاستراتيجي للحملة ضد حماس واضحا.
2- لقد أعلنت إسرائيل حالة الحرب لأول مرة منذ عام 1973، وهذا له أهمية كبرى - من الناحية القانونية والمعرفية والعملياتية، وسيحدد أيضًا الهدف والأهداف الإستراتيجية للحملة العسكرية. فالهدف الاستراتيجي يجب أن يسعى إلى إحداث تغيير جذري في مكانة حماس ونفوذها على الساحة الفلسطينية. إن مصدر قوة حماس يكمن في قدراتها العسكرية، ولذلك يجب التحرك نحو الهجوم الشديد على قدرات حماس العسكرية وقيادتها. هذه الضربة سوف تخدم ثلاثة أغراض أساسية رئيسية:
أ- إضعاف نفوذ حماس على التنظيم الارهابي في الضفة الغربية. وتعتبر حماس أحد أهم العناصر المؤثرة والمغذية للتنظيم الإرهابي في الضفة الغربية، وهي المسؤولة عن تصعيد الوضع هناك.
ب- إضعاف نفوذ إيران في الساحة الفلسطينية، إذ أن المعادلة القائمة هي أن حماس قوية = نفوذ إيراني أكبر في الساحة الفلسطينية.
ت- تعزيز صورة القوة الإسرائيلية وردع حزب الله وإيران والجهات الفاعلة الأخرى، التي قد ترى في هجوم حماس تأكيداً على أن الوقت قد حان لمهاجمة إسرائيل من جبهات عديدة من أجل إسقاطها.
3- إن بطارية الشرعية الدولية مشحونة بالكامل في هذا الوقت الى جانب اسرائيل ، ولكنها بحكم طبيعتها تفرغ بسرعة نسبية، وبالتالي فإن الضربة الإسرائيلية تحتاج إلى أن تكون سريعة وعميقة وكبيرة، لضمان تحقيق إنجازات مهمة قبل أن تضطر إسرائيل إلى مواجهة مجموعة من الضغوط من المجتمع الدولي على اسرائيل.
4- إن العدد الضخم من الإسرائيليين المختطفين في أراضي قطاع غزة يزيد من تعقيد التحدي، ولكن الجهد الرئيسي في هذا الوقت لابد وأن يوجه إلى الضربة العسكرية، التي يتلخص هدفها في سحق قدرات حماس العسكرية. وبدون تحقيق هذا الهدف لن تجد إسرائيل صعوبة في إطلاق سراح المختطفين فحسب، بل ستتورط وتعلق في مستنقع خطير ليس فقط ضد حماس والساحة الفلسطينية، بل في الساحات الأخرى أيضا.
5- الواقع يفرض على القيادة الإسرائيلية أن تتخلى عن نموذج الاحتواء والحل، والتغيير النموذجي الضروري يجب أن يتحقق بالكامل، وفي أسرع وقت ممكن، وبسيف من حديد ويد واثقة.
تحليل ما كتبه الخبير الصهيوني:
1- يشير الى ان "طوفان الاقصى" فتح المنطقة على احتمالات اتساع دائرة المواجهة ، وقد تكون شراسة المواجهة هي الاعلى منذ انشاء هذا الكيان الاستعماري،
2- الخطة الصهيونية تستوجب ان تتداعى قوى المقاومة –وبعيدا عن قطيع التطبيع- لعقد قمة يتم خلالها بحث بند واحد هو "خطة المواجهة للجنون الاسرائيلي القادم".
3- دعوة القوى الوطنية وبخاصة في مصر لمظاهرات عارمة لمساندة قوى المقاومة وتيسير تقديم الدعم المادي والمعنوي وبخاصة الطاقة والأدوية والغذاء والاسمنت.
4- ان يترافق مع التظاهرات الشعبية بعض التحركات من جبهات المقاومة لخلق شعور بان المنطقة مقبلة على اضطراب واسع بالقدر الذي يقلق القوى الكبرى.
5- محاولة تنسيق التوجه الى الأمم المتحدة نظرا لأن تركيبة المجلس حاليا مواتية للطرف الفلسطيني ، فالطرف العربي حاليا ممثل بدولة من أكثر الدول العربية مهارة دبلوماسية وخبرة وهي الجزائر(ويكفي تذكر قدرتها على الغاء توجه الاتحاد الافريقي لموقع المراقب لاسرائيل)