يحتفل العالم في الثالث عشر من شباط من كل عام في اليوم العالمي للإذاعة، ويعود سبب اختيار هذا اليوم وفقاً لما حددته (اليونسكو)، إلى اليوم الذي بدأ فيه أول بث إذاعي للأمم المتحدة عام 1946.
ويتمثل موضوع اليوم العالمي للإذاعة لهذا العام، المعنون بــ’’إذاعة متجددة لعالم متجدد‘‘، للتذكير بمدى ارتباط هذه الوسيلة بتاريخ البشري، ومواكبتها لمختلف التطورات التي طرأت على مجتمعاتنا، وتكييف خدماتها مع هذه التطورات، فالإذاعة تتغير على وقع التغير في العالم.
وفي أثناء جائحة كوفيد - 19، يسرت الإذاعة مواصلة العملية التعليمية، كما كانت عنصرا هاما في التصدي للمغالطات الإعلامية، وأداة فعالة في نشر الوعي بالتدابير المقررة للحماية من انتشار الجائحة من مثل التباعد.
ولذلك فإن شعار الاحتفالية لهذا العام’’ إذاعة متجددة لعالم متجدد‘‘هو بمثابة مديح لمرونة الإذاعة، وإشادة بقدرتها على التكيف الدائم مع التحولات المجتمعية واحتياجات المستمعين. ولإن الاستماع إلى الإذاعة متاح في كل زمن ومكان، فهي لم تزل الأداة الإعلامية الأوسع انتشارا، فضلا عن أنها تتيح مساحة تضمن للجميع التعبير عن آرائهم.
ولعبت الإذاعة كوسيلة إعلامية دورا مهما في كافة مناحي الحياة في الأردن منذ انطلاق أول إذاعة في المملكة وهي إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية عام 1959م.
وزير الثقافة باسم الطويسي، قال إن الإذاعة اليوم، أصبح لها حضور حقيقي في المشهد الإعلامي الأردني وأصبحت تنافس وتساهم في سد الفجوة الإتصالية بين عمان وباقي محافطات المملكة.
وأكد في لقاء على راديو البلد، على أهمية وجود الإذاعة اليوم وتجددها، مضيفا "أنها استطاعت إثبات حضورها في مجتمعات العالم المختلفة"، منوهاً إلى تقرير اتحاد الإذاعات الأوروبية في عام 2018 الذي أظهر أن الإذاعات هي أكثر وسائل الإعلام موثوقية لدى الأوروبيين كمصدر أول للأخبار.
وأشار الطويسي إلى أن عام 2005 شكل انتشاراً ملحوظاً في توزع الإذاعات في جميع محافظات المملكة، حيث استطاعت ربط المجتمعات في بعضها البعض، وخلق حالة إعلامية جديدة في الأردن، لافتاً إلى عدد الإذاعات في المملكة، حيث أنها تتوزع على 40 إذاعة مرخصة رسمياً موزعة بين القطاعات المختلفة، العام والخاص والإذاعات المجتمعية.
واعتبر الطويسي أن الإذاعات أصبحت تشكل حلقة وصل بين الحكومات والشعوب، وتوصل صوتهم، وتخلق حالة من التقبل الوجداني لديهم، وتحفز المجتمعات على المزيد من التغيير.
بدوره، لفت مدير عام شبكة الإعلام المجتمعي داوود كتاب، إلى أن تجربة الإذاعات عبر الإنترنت هي تجربة فريدة متجددة.
وأكد على السرعة والمصداقية التي تتمتع بها الإذاعات، واحتوائها على مستوى عالٍ من التفاعلية بين المذيع والمتلقي، وأنها تمنح نوعاً من الاستقلالية في بث الأخبار وتنقيحها.
وأشارت مديرة راديو البلد ومديرة مشروع "صوتِك هويتِك" عطاف الروضان، إلى أن شعار الإذاعة لهذا العام "إذاعة متجددة لعالم متجدد" هو صميم العمل في راديو البلد وفي مشروع "صوتِك هويتِك".
وتعتبر الروضان أن الإذاعة قادرة على أن تصل إلى التفاصيل الدقيقة في حياة الناس والنساء والفتيات، ولوحظ هذا من تقارير المراسلات التي تناولت العديد من العناوين التي تمس الـ "جندر" وهموم ومشاكل النساء.
ولفتت إلى المشروع الذي سينطلق في بداية آذار وهو إعادة إحياء شبكة الأردن الإخبارية، وجاء هذا المشروع ليكون نافذة للشباب والشابات في جميع أنحاء المملكة، وتغطي التقارير البرلمانية والتنموية والمجتمعية في كل محافظة لتبث على راديو البلد، وأيضاً برنامج عن فئة ذوي الإعاقة.
وقالت الإعلامية جمان مجلي في مداخلتها عبر برنامج "طلة صبح" إن دور الإذاعة اليوم توعوي توجيهي بعيداً عن تضليل الحقائق والتزييف.
وأشارت إلى أن أهمية الإذاعة تأتي من الطبيعة البشرية التي تتلقى الرسالة الإعلامية، لأن الإنسان بحاجة دوماً إلى التواصل الإنساني والإجتماعي.
وتابعت مجلي أن الإذاعات كإحدى وسائل الاتصال الجماهيري، بإمكانها تسليط الضوء على الكثير من القضايا التي يعاني منها الناس وخلق قضايا رأي عام، مؤكدة أهمية امتلاك صاحب الرسالة الإعلامية العناصر الأساسية التي تزيد من نجاح فكرته وبثها، كالمصداقية والتمكن والوعي والثقافة والحكمة، والترفع عن القضايا الشخصية.
وفي استطلاع للرأي، أعدته الزميلة رند الشياب، لعدد من المواطنين حول أهمية دور الإذاعات ومدى متابعتهم لها، بين عدد من المواطنين أهمية ما تبثه الإذاعات من محتوى عبر برامجها في مختلف مجالات الحياة.
ورغم التطور الرقمي والتكنولوجي الذي وصل إليه العالم، خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن الإذاعة بقيت من أكثر وسائل الإعلام انتشارا ومحافظة على جماهيرها.