اليكسا والمواقع الالكترونية الاردنية والضحك على ذقن المعلنيين

الرابط المختصر

تتنافس في الآونة الاخيرة المواقع الاخبارية الالكترونية في الاردن على ترتيب مقياس Alexa لمواقعها.
ومقياس اليكسا هو مقياس يقوم بترتيب المواقع الالكترونية حسب عدد الزوار للموقع.

يعتمد مقياس اليكسا في تصنيف المواقع على ترتيب المواقع حسب عدد الزوار بناء على مقياس من 1 الى 4،000،000 بحيث يكون الموقع رقم 1 اكثر المواقع زيارة في العالم والموقع رقم 4،000،000 اقل المواقع زيارة في العالم بحدود زيارة واحدة كل اسبوعين.
وتبتهج المواقع الاخبارية بزيادة تصنيفها على اليكسا فتقوم بالتهليل والتمجيد واقناع الزوار ان موقعها هو الاكثر شهرة بالاردن والدليل القاطع على ذلك تصنيف اليكسا.
ويعتمد العديد من اصحاب المواقع الاخبارية على اقناع المعلنين الاردنيين ان موقعهم هو الاكثر شهرة ويتلقى اكبر عدد من الزوار بدليل ان موقع Alexa الالكتروني صنف موقعهم على انه الافضل على مستوى الاردن او العالم.
ولكن الكثير من الناس لا يعلمون ان هذا الكلا م غير صحيح وان ما يجري هو عملية تضليل للمعلن.
فبالنظر لكيفية عمل واحتساب الزوار عند شركة اليكسا، فان ارقام وترتيبات اليكسا غير ممثلة لعدد زوار المواقع الحقيقي وعليه لا تصلح لترتيب شهرة المواقع.


قامت شركة اليكسا بانتاج شريط ادوات يدعى Alexa toolbar وهو برنامج صغير يندمج مع متصفح الانترنت على جهاز الكمبيوتر ويقوم بتتبع زيارات المستخدم وارسال عناوين المواقع التي يزورها الى شركة اليكسا.


وبالاعتماد على تلك المعلومات تقوم شركة اليكسا بترتيب المواقع حسب عدد الزيارات التي تتلقاها.


ومع انه للوهلة الاولى تبدو هذه العملية دقيقة في حساب ترتيب المواقع الا انها مضللة تماماً وليست علمية على الاطلاق. فبرنامج اليكسا ليس موجوداً في جميع اجهزة الكمبيوتر ويجب على الزائر ان يقوم بتركيب البرنامج على جهازه ليتم احتساب زياراته.


وتكمن المشكلة الاكبر لدى مقياس اليكسا بعدد مستخدميها. فعدد مستخدمين الانترنت في العالم كله عند يوم 30/6/2008 بلغ 1,463,632,361 حسب احصائيات شركة نيلسون والاتحاد الدولي للاتصالات بينما لا تفصح شركة اليكسا عن العدد الحقيقي لمستخدمي الانترنت من الذين قاموا بتنزيل وتركيب برنامجها وان قالت انهم يبلغون “عدة ملايين” حسب موقعها الالكتروني.


فلو فرضنا ان الـ”عدة ملايين” يبلغون في اقصى حد عشرة ملايين مستخدم، فمعنى هذا ان نسبة عدد مستخدمي الانترنت الذين يرسلون لشركة اليكسا بيانات تصفحهم تبلغ 0.68% اي اقل من واحد بالمئة.
علمياً هذه نسبة ضئيلة جداً وغير معبرة عن مستخدمين الانترنت.


وفي علم الاحصائيات، يجب ان تكون عينة الدراسة عشوائية وممثلة لمجتمع الدراسة لاعتمادها كعينة ممثلة عن مجتمع الدراسة الا انه في حالة اليكسا، فان عينة الدراسة ليست عشوائية او ممثلة لمجتمع الدراسة. فعلى مستخدم الانترنت ان يقوم بتركيب برنامجهم على جهازه ليتم احتساب زياراته وهذا ينفي صفة العشوائية عن عينة الدراسة.


وتركز شركة اليكسا على توزيع برنامجها في الولايات الامريكية المتحدة لان برنامجها يعرض اعلانات دعائية من شركة Adbrite التي تركز على استهداف مستخدمين الانترنت في الولايات الامريكية المتحدة بسبب كبر حجم سوق الاعلانات الامريكية على شبكة الانترنت. وهذا بدورة ينفي خاصية الشمولية لمجتمع الدراسة.


من يبحث عن دقة مقياس اليسكا لعدد الزوار سيجد ان شركة اليكسا نفسها قالت بالحرف الواحد على موقعها في صفحة “About the Alexa Traffic Ranking” : “بيانات عدد الزوار تعتمد على شريط ادوات Alexa والتي قد لا تكون عينة ممثلة لمستخدمين الانترنت في العالم. وبالاعتماد على اختلاف عينة الدراسة لدينا عن مجتمع مستخدمي الانترنت، فانه قد نبالغ او نقلل من تقدير عدد الزوار الحقيقين لاي موقع الكتروني محدد”.


فان كانت نفس شركة اليكسا تقول ان ارقامها غير دقيقة ولا تمثل مستخدمي الانترنت فاي اثبات اكثر من هذا يحتاج المرء لكي لا يعتمد على هذه المقياس لبيان شهرة المواقع الالكترونية؟ اما من يرغب من اصحاب المواقع بالاستمرار بتضليل المعلنيين بالاعتماد على مقياس اليكسا، فانه يوجد العديد من الشركات العالمية التي تقدم خدمة “تضخيم عدد زوار الموقع على اليكسا ورفع ترتيب الموقع” مقابل اسعار زهيدة لا تتجاوز الـعشرة دولارات! واللبيب من الاشارة يفهم.