"الوحدات" يستقبل النكبة عقب توقف الإضرابات

الرابط المختصر

انتهى الإضراب الذي نفذه العاملون في الأونروا منذ صباح الثلاثاء الماضي، وعادت وتيرة الحياة داخل مخيم الوحدات إلى حالها مع بعض الخسائر التي جنتها عائلات داوت مرضاها في عيادات خاصة وتغيب الطلاب عن مدارسهم وازدياد أكوام النفايات.  

لكن أكوام النفايات التي اعتاد عمال النظافة التابعين للأونروا تخليص أزقة المخيم منها، رمت ثقلها خلال الإضراب على عمال الوطن التابعين لأمانة عمان المسؤولين عن الشوارع الرئيسة.        
 
ورغم ما حققه المضربون من مطالبهم إلا أن مواطنين من سكان المخيم قالوا لعمان نت إنهم دفعوا ضريبة الإضراب، إذ ازدادت أكوام النفايات على مداخل أزقة المخيم، واضطر البعض إلى التكلف ودفع ثمن العلاج في العيادات الخاصة بعد إغلاق المركز الصحي التابع للأونروا.
 
انتهى الإضراب يوم الخميس بهدوء وحانت ذكرى النكبة يوم الجمعة بنفس الهدوء. تجمعت الملصقات على مقربة من شارع سمية التجاري داخل مخيم الوحدات، تحمل صورا وشعارات عن النكبة واحتفالات نادي الوحدات بالنكبة.
 
أبو محمد سائق سرفيس على خط الوحدات، يقول أنه ومنذ بدء الإضراب "والحركة خفيفة" لا يوجد ركاب كالمعتاد فالطلاب توقفوا عن الدوام في مدارس الأونروا، وبعضهم بات يبحث عن رزق عيش عائلته بين ألواح بسطات الملابس المهترئة المتكومة فوق بعضها البعض.
 
الإضراب أثر سلبا على أولاد أبي محمد، كما يقول، "يرضي الأساتذة أن يعطلوا ويبقى أولادنا في الشوارع والأزقة". لكن أبي يرى أيضا أن "الإضراب" وسيلة لايصال مطالب من لهم حقوق.   
 
الشيخ فوزي ينظر إلى أحوال المخيم وكأنها "شبه عادية" لا تأثير لكل حراك إضراب العاملين على طبيعة الحياة اليومية للمواطنين، ويعتقد أن كل ما يفيدهم من الأونروا هو "مدرسة تعلم الأطفال" ليس أكثر.
 
فيما يتجادل مجموعة من تجار البسطات عن أهمية الأونروا ودورها على طبيعة الحياة "الوحداتية"، إذ يقول معن إن جميع إخوته تعلموا في مدارسها وتلقوا العلاج في مراكزها ولا تزال أهميتها قائمة مقابل فرص التعليم والطبابة الحكومية الضئيلة.    
 
وتدير الأونروا داخل أراضي المملكة 174 مدرسة توفر تعليماُ أساسياً لحوالي 124 ألف طالب وطالبة من الصف الأول إلى الصف العاشر. ويصل عدد مدارس مخيم الوحدات 20 مدرسة، معظمها تابعة للأونروا، وتقدم الأخيرة خدمات تعليمية وصحية وإغاثة من خلال 27 مرفقا يقوم على إدارتها 563 موظفا بالوكالة.
 
"نظفوا المخيم أم لم ينظفوه كله واحد" تقول السيدة عليا أيوب، إحدى قاطنات المخيم، وتدلل على أن الحال "سيان" فيما يتعلق بنظافة المخيم، فالعشوائية في موقع سوق الخضار والسوق التجاري والنادي الرياضي ومجمع مدارس الغوث كلها مجتمعة لا يمكن أن تتم السيطرة على نظافتها، سواء كان هناك إضراب أم لا.
 
على مساحة جغرافية تبلغ 488 ألف متر مربع يقطن ما يزيد عن 100 مواطن في الوحدات، 50 ألفا فقط مسجلون كلاجئين لدى الأونروا ليضحى المخيم مركزا لجذب الطبقات الفقيرة، وتبقى أعداد المستفيدين من مدارس الأونروا ومراكزها الصحية كبيرة، ما يضطر المدارس إلى تطبيق نظام الفترتين الصباحية والمسائية.
 
أما البناء العشوائي فزاد من حجم الكثافة السكانية داخل المخيم، حيث بدأ بـ 1400 مسكنا، وفي عام 1957 شيدت الوكالة حوالي 1260 مسكنا إضافيا. وبحسب آخر إحصائية للوكالة فإن هناك حوالي 50601 من اللاجئين المسجلين في مخيم الوحدات.