النفايات تتسيد زقاق "الوحدات" ومبادرات تنظيف في "الحسين"

الرابط المختصر

منذ أن بدأ العاملون في "الأونروا" إضرابهم عن العمل (أمس الثلاثاء) وأكوام النفايات تغزو زقاق المخيمات، ويبدو أن "الوحدات" من أكثر المخيمات تضررا، لكن المشهد لم يتكرر في مخيم الحسين.

"الوحدات" يعد من أكبر مخيمات اللجوء الفلسطيني في المملكة، حيث يشرف على نظافته 5 من عمال تابعين للأونروا و7 تابعين لأمانة عمان، فيما قام خمسة من عمال الوطن بمبادرة تنظيف بعض زقاق المخيم عقب الإضراب لتغدو زقاق أخرى غارقة في أكوام النفايات وسط شكاوى متكررة من المواطنين.    
 
وتشمل مسؤولية عمال الوطن في كافة مخيمات المملكة على الشوارع الرئيسة لها، فيما تقتصر مهام العمال التابعين للأونروا على أزقة المخيمات، وبغيابهم أصبحت الأزقة ممتلئة بأكوام النفايات.
 
وبحسب العامل حسنين فإن مبادراتهم تلك، لم تشف غليل أصحاب المحلات في الأزقة الذين طالبوا المضربين إلى ضرورة مراعاة المواطنين المتضررين من "المكرهة الصحية" جراء عدم إزالة أكياس القمامة.
 
أما في مخيم الحسين، فيبدو أن المواطنين دخلوا طوعا في عملية تنظيف مخيمهم، حيث يجمع كل مواطن نفاياته والتخلص منها، فيما تتراكم في بعض زقاق المخيم أكوام النفايات، في مشهد قد يودي في حال استمراره إلى مكرهة بيئية.
  
 سميرة وسيدات الحي في مخيم الحسين، بادرن بتنظيف ممر بيوتهن، في مسعى نحو إزالة القمامة المتراكمة منذ يومين، حيث قمن بسكب المياه وتنظيف ما وصفوه بالمكرهة الصحية وتجمع للذباب التي تكومت في ظل  ارتفاع درجات الحرارة.
 
مدارس مغلقة وقت الامتحانات!
وشمل الإضراب مدارس وكالة الغوث، إذ أغلقت مدارس وكالة الغوث أبوابها أمام الطلبة في مخيم الوحدات معلنة المدارس الإغلاق إلى يوم الأحد المقبل. فيما تجمهر العشرات من الأطفال أمام بسطات الملابس المقابلة لمدرسة "التعليم الأساسية" التابعة للأونروا في شارع سمية يعملون ويلعبون غير متأثرين بالإضراب.
 
غير أن الطالب محمد عبر لعمان نت عن خشيته من استمرار المدرسة في الإغلاق وشاطرته الرأي والدته التي أكدت أن فترة الامتحانات لا تزال مستمرة مما يؤثر على أداء الطلبة. 
 
ويتكرر الحال في مخيم الحسين، إذ عبر الطفل علي في الصف الثاني الابتدائي عن حزنه من عدم قدرته على الدوام لليوم الثاني على التوالي، ويدرك أن معلميه مضربين إلى حين تعديل رواتبهم. يقول إنه يود العودة إلى المدرسة في أقرب وقت ممكن. أما والدته فقد اعتبرت أن إضراب المعلمين وتعطيل الطلاب عن الدوام لن يجدي أي نفعا لهم بل سيتضرر الأطفال عن دراستهم.
 
الصحة
في المركز الصحي التابع للأونروا في مخيم الوحدات، فيبدو أن "غالبية السكان" المجاورين له، غير مدركين أن الإضراب شمل المراكز الصحية، على ما يقوله الشاب حسين جرار صاحب محل مجاور للمركز الذي يؤكد أنه ومنذ صباح أمس الثلاثاء وهو يجيب على استفسارات المواطنين المستغربين من إغلاق المركز الصحي.
 
وتؤكد صاحبة صيدلية "الشعاع" داخل مخيم الوحدات أن عددا من المواطنين سألوا عن إغلاق المركز وإمكانية شراء أدوية بأسعار زهيدة، قائلة أنها اضطرت نصحهم بالذهاب إلى مستشفى البشير المجاور للمخيم.
 
إلى حين انتهاء إضراب العاملين في "الأونروا"، يظل سكان المخيمات هم المتضرر الأول لهذا الإضرابات، فيما يتمنى العديد أن تحل مشكلات العاملين كي لا يضطروا إلى تنظيم إضراب آخر ويحصدوا معاناة أكثر.