النشامى يترك بصمته في كأس آسيا ويعود الإثنين إلى عمان
يعود المنتخب الوطني لكرة القدم إلى العاصمة عمان، الإثنين عند الخامسة مساء، مكللاً بالغار والعزة، بعد أن حقق الإنجاز التاريخي المفخرة، وهو يحمل وصافة الكرة الآسيوية باقتدار.
ربما سرق الفرح من قلوب الأردنيين، ويمكن القول أن الكأس لو تكلم ونادى على صاحبه سيقول بكل صراحة "أعطوني النشامى"، ولكن هذه كرة القدم وهذا حال المستديرة التي من الصعب أن تسيطر عليها لفقدانها صفة الزوايا، ولكنها ترصخ دائما لضمائر صافرة الحكام وغرف "الفار" التي أن وصفت فستوصف بغرفة عمليات تشريح..!
نعم.. أنهى المنتخب المشوار الآسيوي، وترك الكأس خلفه لصاحب الأرض والتنظيم، ولكنه سيبدأ من جديد نحو أفق أو آفاق واسعة، آفاق ملئها الأمل والتفاؤل والقوة والمكانة العلية بين منتخبات القارة الصفراء.
البطولات القارية، وبالتحديد بطولة نهائي كأس آسيا، هي مفتاح لكل الابواب في فضاء كرة القدم، كيف لا وهي التي ستضع كرة القدم الأردنية في صف الأبطال، حتى ولو بدون تتويج، رغم أن التتويج حضر في القلوب والأنفس النقية، في المملكة وخارجها، ولكنه لم يحضر على المنصة التي دانت لأصحاب الأرض والملاعب.. وهنا نهنئ المنتخب القطري، صاحب اللقب الثاني توالياً، ونتحفظ على طريقة ادارة المشهد الختامي تحكيمياً، لأن المختصين والمحللين بهذا الشأن كثر وتعدادهم يفوق الخيال ولهم الحق والحرية بالتحليل والتهليل معاً.
بعد كل هذا الإنجاز، ومخالفة جل التوقعات للنشامى بالتراجع من أدوار البطولة الأولى وتوقعات الخروج المبكر، إلا أن "الاشاوس" ابو إلا أن يكملوا المشوار، من خلال الظهور القوي في دور المجموعات، وبقيادة المغربي لحسين عموتا وبهمة شباب الوطن الذين عبروا بذكاء لدور الستة عشر، وإن بقتحموا هذا الدور بكل روعة وإتقان والمتابعة لدور الثمانية، والقفز برشاقة للمربع الذهبي، ومن ثم الظهور المشرف والمستحق في المشهد الختامي لأكبر بطولات القارة.
وبالعودة إلى أجواء ملعب لوسيل المونديالي، فإن الحق يقال والإشارة تحضر، لما لهذا الملعب من رهبة للمنتخبات صاحبة الخبرة المتواضعة في النهائيات، وهنا الإشارة لمنتخب النشامى الذي لا يملك الكثير من الدراية والعلم في تفاصيل وخبايا المباريات الكبيرة.. لكنه حضر وكان البطل قبل الصافرة، وكانت أصابع التوقعات تشير نحوه كبطلٍ للقارة لما يملكه من هيبة كروية بانت خلال البطولة بالتسلسل الذي ذكرناه آنفاً.
وهنا، عند التعمق أكثر في طبيعة نهائي لوسيل ، فقد ظهر المنتخب الطرف الأضعف أو الأقل حظاً، وهذا ما لمسه وعاشه الحضور الجماهيري الأردني، وهو بالطبع يعود لنظام حجوزات مقاعد الملعب ولطريقة الدخول والخروج من الملعب بتنظيم حديث.. والانتقاد هنا ليس المقصود، لكن الروابط الجماهيرية التي حضرت في لوسيل لم تتجانس على المدرجات وكانت السيطرة عنابية بشكل واضح، وهو ما أعطى المنتخب القطري حافزاً جماهيرياً اكثر إيجابية على الأداء والمردود.
في ختام هذه القراءة، تبقى العبر كثيرة والدروس عميقة، والنتائج مفيدة بالتأكيد وستظلل الكرة الأردنية لقادم الاستحقاقات والمناسبات.. فلا ننسى أننا عدنا من الدوحة وفي جعبتنا "لقب" يرضي الطموح ويفسر الحلم الذي طال تحيقه وهو الوصافة الآسيوية، وهذا يجب أن يبقى نبراساً لكل أردني عاشق لتراب وطنه وتاجاً يزين جبهة كل نشمي حر.