النائب ريم القاسم حققت حلم زوجها الذي اختطفه الموت قبيل الانتخابات
تتحدث النائب ريم القاسم بألم عن مأساة فقد زوجها قبيل يوم الانتخابات، وتقول انها قررت المضي في حملتها التي كان هو اكبر نصير لها فيها، وذلك وفاء لذكرى حلمهما بايصال صوت الزرقاء ومعاناتها الى القبة.
وفازت القاسم باحد المقاعد الستة المخصصة للنساء في مجلس النواب بعد ان ترشحت عن الدائرة الانتخابية الثالثة في محافظة الزرقاء والتي تضم لواء الهاشمية الذي يعد نحو خمسين الف نسمة.
وخاض المنافسة في هذه الدائرة سبعة مرشحين بينهم ثلاث سيدات.
وقبل خمسة ايام من الانتخابات التي جرت في العشرين من تشرين الثاني/نوفمبر كانت القاسم تفاجأ بوفاة زوجها زاهر سويدات في حادث سير.
وتقول ملخصة "لعمان نت" فاجعة فقدها لشريك مشوارها "لقد خطف خطفا من بيننا".
وتصف النائب القاسم زوجها بانه كان اكبر نصير لها في حملتها الانتخابية، وانه كان الى جانبها خلال كافة مراحل التحضير للحملة، والتي امتدت على مساحة اكثر من عام.
والقاسم في بدايات عقدها الثالث وام لثلاثة اطفال، وسبق ان عملت صحافية في عدد من الصحف الاردنية.
وكانت تشاهد دوما خلال حملتها الانتخابية برفقة زوجها الذي تولى ادارة الجزء الاكبر من هذه الحملة.
وهي تؤكد انه كان يشد ازرها بوقوفه الى جانبها خاصة خلال لقاءاتها الانتخابية التي يكون غالبية الحضور فيها من الرجال.
وتغدو مهمة المرأة كمرشحة اكثر صعوبة في مجتمع كالمجتمع الاردني المحافظ الذي تسيطر عليه العقلية الذكورية.
وهذا امر تقر القاسم بانها عايشته خلال مراحل حملتها الانتخابية. وتؤكد انها كانت تلحظ احيانا في عيون الناخبين، خاصة بعض الرجال منهم، نظرات تنم عن استغراب ممتزج بامتعاض خفي لحقيقة ان التي تحدثهم وتطرح نفسها كمرشحة امامهم هي امرأة وليس رجلا كما اعتادوا.
لكنها تقول ان وجود زوجها الى جانبها كان يخفف كثيرا من وطأة الموقف، وانها سرعان ما كانت تنطلق في حديث واثق حول افكارها وطروحاتها، وباسلوب قريب الى نفوس الحاضرين اكتسبته بحكم عملها كصحفية عايشت الناس وحاجاتهم ومعاناتهم.
وفي الوقت الذي توقع البعض ان تنسحب القاسم من سباق الانتخابات للتفرغ للحزن على زوجها الفقيد، الا انها قررت الاستمرار حتى النهاية.
وهي اذ ذاك تؤكد ان قرارها نبع من حسها بالمسؤولية تجاه الحلم الذي عملت من اجله مع زوجها وكذلك وفاء لانصار حملتها ولهدفها الاسمى من الترشح، وهو ايصال معاناة ابناء منطقتها خصوصا والمساهمة في خدمة قضايا الوطن بشكل عام.
وكما يؤكد مقربون منها وكذلك ناخبون في الهاشمية، فقد ترك قرارها التسامي فوق مأساتها اثرا بالغا في نفوس ابناء دائرتها الانتخابية، واسهم بدرجة كبيرة في ايصالها الى مجلس النواب بحصولها على 1538 صوتا وبنسبة 11.363%.
وفي هذا السياق، تؤكد النائب ريم القاسم ان معظم من صوتوا لها كانوا من النساء، وذلك في دليل آخر على ما يبدو على عدم دقة المقولة السائدة حول ان المرأة لا تنتخب بنت جلدتها.
وفي قناعاتها، فان القضية ليست امرأة ورجلا بقدر ما هي رسالة بان المشاركة السياسية لم تعد حكرا الى الرجال، وان المرأة قادرة على العطاء والاداء تماما بنفس مستوى الرجل.
على ان القاسم اخذت على الهيئات النسائية عدم ادائها بالشكل الكافي للدور الذي تعهدت به في دعم المرشحات من النساء خلال هذه الانتخابات.
وتعلق على ذلك قائلة ان هناك "فرقا كبيرا بين التنظير الذي جرى وواقع ما حصل".
واطلقت الهيئات النسائية حملات مكثفة بهدف دعم المرشحات خلال الانتخابات النيابية، لكن تلك الجهود انصبت حصرا على الورشات التدريبية والندوات والمحاضرات التثقيقية التي استهدفت المرشحات والناخبين.
وكانت العديد من المرشحات قد عبرن عن املهن في ان تترجم تعهدات هذه الهيئات عبر الدعم المادي ايضا، وهو الامر الذي لم يحصل.
في حين كانت نتيجة الورشات والندوات التي جرى ترتيبها وعقدها على عجل، دون المؤمل وربما غير ذات تأثير لانها استهدفت نخبا لا تمثل سوى شرائح اجتماعية محدودة.
وتعبر القاسم عن املها في ان تتطور جهود الهيئات النسائية لدعم المرشحات خلال الدورات المقبلة وبما يكفل تقديم الدعم الذي تحتاجه المرشحات، سواء معنويا ام ماديا اذا امكن.
الى هنا، وتؤكد النائب القاسم انها ستعمل جنبا الى جنب مع زميلاتها في مجلس النواب من اجل خدمة ليس قضية المرأة فحسب، بل قضايا الوطن بعامة، لادراكها ان النائب هو نائب وطن وليس نائب شريحة او منطقة.
لكنها تتفق مع الاراء القائلة بان وجود المرأة في مجلس النواب والذي جاء بفضل كوتا المقاعد المخصصة للنساء، باستثناء نائب وحيدة فازت بالتنافس الحر، يشكل فرصة للمرأة لاثبات نفسها للمجتمع الذي لا يزال قسم كبير منه متشككا حيال قدرة المرأة على تولي المواقع العامة.











































