الموسيقى العربية ليست عربية !!!

الموسيقى العربية ليست عربية !!!

في مكتبه الصغير المساحة الملئ بالحب لفن يكاد ان يختفى في هذه الايام بالقرب من مدرسة الرشيدية الشهيرة في القدس بمحاذاه باب الساهرة ، يجلس الفنان المقدسي المبدع جمال اسعيد بين عود معلق ونادي يتدلي من فوق صورة لمشهد مسرحي شارك به مؤخرا وامامه عباءة تقليدية عربية اصيلة ، يستمع جمال الى الاغاني التي تبدو للوهلة الاولى ثقيلة على الاذن العصرية الخفيفة !!! ولكنها في الحقيقة هي الاصل وهي الفن بعينه ، فاسعيد (الذي وهب حياته لحفاظ على الفن الرفيع وانقاذ ما يمك انقاذه من الموسيقى العربية الاصلية من يد الاخر )، يعتبر وبحق من اقدر الفنانين في المدينة المقدسية ، فهو يمتاز بما يسمى بالفن الشعبي والذي يتقنه ببراعة فائقة تكاد لا تجاريه فيها احد ممن يطلقون على انفسهم فنانين مسرحين او موسيقين !! كما يتقن الامثال الشعبية وبتوظيفها في الحديث العادي بصورة تثير الاعجاب والتقدير ، ومن هذه الامثال التي لا تزال عاقله في ذهنى منذ حديثنا المطول مساء الامس " السعد لما يواتي بخلى الاعمى سعاتي .." والمثل الثاني الاكثر بلاغه " اللوح بيقول للمسمار اوجعتنى قال له لو تعرف الدق اللى على راسي كان عذرتني ..."

عندما بد الحديث لم افهم في البداية عماذا يتحدث ؟!!! فهو يتحدث لغة ومصطلحات تكاد تكون غير موجودة في لغتنا الموسيقية الحالية مثل المقامات , الموشحات ، المقام... والمقام ..، و اشياء يصعب حفظها عن ظهر قلب ، ولكن اكثر من علق في الذهن هو حديثه عن الخطر الذي وصل الى الموسيقى الاصيلة ( الفن الاصيل) فبعد ان شارك الاسرائيليون العرب في الحمص والفلافل واصبح هذا وذاك الطعام الشعبي الاول لليهود بل انهم اصبحوا ينافسون على من يصنع الاضخم والاكبر من صحن الحمص ، وبعد ان اصبح الثوب التقليدي الفلسطيني والتطريز المميز جزء من ثوابهم وارثهم التاريخي !!! وبعد اصبحت شوارع القدس تحمل اسماء عبرية لاشخاص قد لا يكونوا قد وصلوا في من الايام الى القدس !!! وبعد كل هذا وهو غيض من فيض وصلوا الان الى الموسيقى العربية الاصلية وبداوا باعداد الكتب الخاصة عن الموسيقى العربية مع بعض التحريف ليثبوا ان لليهود علاقة بالغة في الموسيقة وفي تهذيب الذوق الموسيقى للعرب ، ولشدة ذكائهم عاد الاف السنين الى ا يسمى بنواة الموسيقى من اجل التشوية والتحريف البسيط الذي يتحول مع الزمن الى تشوية اكبر وبدون ان يدرى الجميع يصبح هذا التشوية هي الاصل والاصل هو التشوية !!!!كما حدث في كتابة التاريخ الذي لا يعرفه احد ، ومن تلك الامثلة على التشوية الخطير ما كتب في كتبهم من ان الموسيقار المعروف ابراهيم اسحق الموصيلي الذي كان له الفضل الكبير في الموسيقى العربية هو يهودي الاصل .... واستر التشوية وتحولت اغاني صباح فخري الى اغاني يهودية دينية تغنى من قبل ما يطلق عليهم "الحزان" اي المنشد او المداح في الكنس اليهودية.. والحبل على الجرار

قالها جمال اسعيد والابتسامة لا تكاج تفارق محياه والامثال الشعبية تتدفق من فمه كتدفق النبع من الارض ، سوف نستمر بالحفر بالصخر حافظا على ارث لا مثيل لها ساهم في تهذيب الانسانية التي ولولا العرب وموسيقاهم لما وصلت الى ما وصلت اليه ...قال سوف استرم بعملى من هذا المكتب المتواضع لاترك للجيل القادم شئيا يفتخرون به .. انه جهد فنان مقدسي اصيل يحاول ان يحفر الصخر باصابيعه حفاظ على التراث والموسيقى في القدس الغالية ... عسى وعلا ....

ولحديث جمال بقية

أضف تعليقك