المملكة تحت وقع موجة كورونا ثالثة..تخوفات شعبية من العودة للمربع الأول
عاد الحديث عن موجة جديدة ثالثة من كورونا في المملكة بتأكيد من وزارة الصحة أمس الثلاثاء، وعلى لسان أمين عام الوزارة الدكتور عادل البلبيسي، بعد أن شهد الوضع الوبائي حالة من الاستقرار لعدد من الأسابيع تمثل ذلك بعدد الاصابات ونسبة الفحوص الإيجابية.
ويعزو الدكتور البلبيسي سبب زيادة الإصابات وتجاوزها الألف لليوم الثاني والثالث على التوالي إلى عدم الالتزام من قبل المواطنين والمؤسسات بالاجراءات الوقائية من ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي.
ويزداد التخوف من هذه الموجة مع قرب بداية العام الدراسي في المدارس، وقبله فترة الفاقد التعليمي، اضافة إلى مزيد من الإجراءات التخفيفية والتي بدأت من شهر حزيران الماضي وتستمر بمراحل حتى أيلول المقبل، وهي المرحلة الثالثة التي تسعى الجهات المعنية الوصول إليها وتشمل في الأول من أيلول إلغاء الحظر الجزئي والكلي في كافة محافظات المملكة والسماح بالتعليم الوجاهي بالمدارس ورياض الأطفال والجامعات ضمن اشتراطات مرور شهر على تلقي الجرعة الأولى للكوادر ومرور شهر لتلقي الجرعة الأولى لطلبة الجامعات والالتزام بالبروتوكولات الصحية .
وبهذا الصدد قال الناطق الإعلامي لوزراة التربية والتعليم أحمد المساعفة إن الوزارة واستجابة للوضع الوبائي بادرت بإعداد دليل العودة للمدراس الذي يهدف إلى التعريف بالتدابير الوقائية التي تضمن بيئة صحية تعليمية آمنة في المؤسسات التعليمية وتوفير مادة إجرائية عملية تستعين بها الكوادر الإدارية والتعليمية لمنع انتشار الفيروس او الحد آثاره في البيئة التعليمية .
واضاف أن البروتوكول الصحي يتضمن حقائق حول الوباء وآليات التعامل معه والاشتراطات الصحية وبرنامج التثقيف الصحي وفق الفئة العمرية وأدوار كل من الهيئات الإدارية والتعليمية في الاستعداد لعودة الطلبة للدراسة .
ووفقا لخبراء أن المتحور رفع معدلات الإصابة إلى أكثر من 700 يوميا ورفع كذلك النسبة الإيجابية للفحوصات إلى معدل الإصابات إلى أكثر من 3.7 % بعد ثباته عند أقل من 2 % لعدة أسابيع، حتى تجاوز وبحسب نشرات وزارة الصحة اليومية أكثر من 4% خلال الأيام الماضية.
ويرى عضو لجنة الأوبئة الدكتور مهند النسور أن الوضع الوبائي مستقر ولكن يجب التتبع والرصد له بحذر والتزام شديدين، ومع وجود متحورات من الفيروس يجب العمل على استراتيجية زيادة الإقبال على المطاعيم والالتزام بالإجراءات الوقائية من المواطنين والمنشآت اضافة إلى تشديد الرقابة من الجهات المعنية للالتزام بها.
ويتفق استشاري الأمراض المعدية في مستشفى الجامعة الأردنية الدكتور فارس البكري مع النسور بأن استراتيجية التعامل مع الموجة الثالثة سيكون بزيادة إعطاء المطاعيم للوصول إلى نسبة أعلى لمنع تفشي الفيروس، ومراجعة جاهزية المنظومة الصحية كاملة، اضافة إلى تشديد الرقابة على المنشآت والأفراد للالتزام بإجراءات الوقاية والاشتراطات الصحية.
وبالتزامن مع الحديث عن موجة ثالثة كانت الحكومة قد أكدت أنها لم تدرس أي إجراءات تقييدية للمرحلة المقبلة داعية المواطنين إلى الالتزام بإجراءات الوقاية اضافة إلى تشديد الرقابة والتعامل بحزم وصرامة مع المخالفين سواء أفرادا أو شركات.
وفي استطلاع رأي لعمان نت في المحافظات يرى مواطنون أن زيادة الإصابات ودخول الموجة جاء نتيجة تراجع نسبة الالتزام من المواطنين بإجراءات الوقائية وامتناع نسبة منهم التوجه لتلقي المطعوم .
يقول أحمد الحامد من العاصمة إن هناك تراجع المواطنين بالالتزام بإجراءات السلامة العامة وهذا من شأنه يعزز من فرصة دخول الموجة الثالثة.
ويتفق محمد الحوراني من محافظة اربد مع الحامد بما يتعلق بتراجع التزام المواطنين، ويرى أن الاعتماد في الفترة الحالية على مفعول المطعوم في الحد من انتشار الفيروس.
فيما ترى رزان أحمد من مأدبا أن نسبة الالتزام متفاوتة في المحافظة، وتتوقع أن تراجع الالتزام سيعيد ارتفاع الإصابات ورجوعنا إلى المربع الأول.
وبحسب وزير الصحة أن الأردن بدأ يشهد زيادة في عدد إصابات كورونا، وهذا مؤشر على دخول الموجة الثالثة، وأن أكثر من 80% من الإصابات في العاصمة عمان من المتحور الهندي، وهو السائد في الأردن.
وبلغة الأرقام وبحسب نشرات وزارة الصحة فمنذ أربعة أيام فإن عدد الإصابات اليومي تجاوز الألف إصابة ونسبة الفحوص الإيجابية فوق الـ 4%، حوالي 50 % من الإصابات في عمان، وإلى يوم أمس الأربعاء فقد بلغ إجمالي الإصابات بالمملكة 768 ألف و382 إصابة و 10 ألاف وفاة ، وعدد الحالات المؤكدة التي تتلقى العلاج بالمستشفيات 508 حالة ، أمام العدد الإجمالي للأشخاص الذين أخذوا المطعوم جرعتين فقد بلغ 2مليون و173 ألف ، وجرعة واحدة قرابة 2مليون و916 ألف.
وكانت القدرة الاستيعابية ونسبة الإشغال هي الأعلى في إقليم الوسط بنسبة إشغال لأسرة العزل 16% والعناية الحثيثة 26%، و8% لأجهزة التنفس.