الملك يفتتح الدورة الخامسة لمجلس جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه

الملك يفتتح الدورة الخامسة لمجلس جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه
الرابط المختصر

رعى جلالة الملك عبدالله الثاني أمس افتتاح الجلسة الأولى من الدورة الخامسة لمجلس جائزة الأمير سلطان بن عبدالعزيز العالمية للمياه، بحضور الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي رئيس مجلس إدارة الجائزة.

وتهدف الجائزة التي أطلقت العام 2002، إلى تقدير جهود وبحوث العلماء والمبدعين والمؤسسات العلمية والتطبيقية في مجال المياه في شتى أنحاء العالم على إنجازاتهم المتميزة التي تسهم في إيجاد الحلول العلمية الكفيلة للوصول إلى توفير المياه الصالحة للاستعمال والتقليل من ندرتها والمحافظة على استدامتها خاصة في المناطق الجافة.

وقال سمو الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة الجائزة ان الجائزة أصبحت من بين الجوائز العلمية العالمية التي يقبل عليها الباحثون والمبدعون والعلماء والمؤسسات العلمية والتطبيقية وهي في طريقها لتحقيق معظم أهدفها البحثية في المجالات المائية.

وحذر سموه في كلمته الافتتاحية لأعمال الدورة من ان المستقبل المائي لا يبعث على التفاؤل، مؤكدا ان الحروب المستقبلية لن تندلع بسبب النفط أو التوسع أو الهيمنة السياسية بل بسبب الإطماع والهيمنة والقرصنة المائية. وبين “إن ما نحن مقبلون عليه من مآس مائية في ظل عدم تحرك الهيئات الدولية” يتطلب وضع التشريعات القانونية الحازمة والأساليب الرادعة، داعيا إلى ضرورة محاربة ما وصفه “بالقرصنة المائية” والاعتداء على حقوق الدول المائية.

وأكد ان القرصنة المائية في المنطقة هي سلب لحقوق الشعوب ولخيراتها، مشدد في هذا الإطار على ضرورة ردع الابتزاز المائي الذي أصبح أداة فاعلة للابتزاز السياسي والاقتصادي.

وأشار سمو الأمير خالد إلى ان عدم الوعي بان المياه جزء من المكون الطبقي لجميع المخلوقات على الأرض، وعدم المحافظة عليها، ومراعاة الحكمة في توزيعها واستخدامها، سيؤدي إلى كوارث بيئية.

واستند في ذلك إلى تقارير أشارت إلى ان العالم فقد أكثر من نصف المناطق الرطبة القرن الماضي، مثلما ان التمدد الأفقي للزراعة والإفراط في استخدام المبيدات أديا إلى انقراض كثير من الكائنات.

وشدد على ضرورة إيجاد إدارة مائية معرفية متكاملة بما يحقق الكفاءة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية والاستدامة البيئية فضلا عن الإدارة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للملفات المائية. وأكد ضرورة العمل على تطوير إدارة جماعية للأحواض النهرية، والطبقات المائية الجوفية المشتركة، وتحديد صيغة مستدامة لتقاسم المياه عبر الحدود، خصوصا ان دول المنبع ترى نفسها أنها المالكة لمقدرات ذلك الشريان الحيوي وتعده من عوامل قواتها خاصة اذا دعمتها قوى معادية لدول المصب وهذه ظاهرة واضحة في انهار مثل النيل والاردن ودجلة والفرات.

من جهته قال أمين عام الجائزة عبدالملك آل شيخ ان الجائزة ترتبط بعلاقات وثيقة على المستوى العربي والدولي مع أهم المنظمات والجامعات والهيئات المعنية بقطاع المياه وتقيم أياما خاصة بالجائزة في عدة دول بهدف التعريف بها والدعوة إلى الترشح لها.

وأشار إلى ان الجائزة وثقت علاقتها بالمنظمات الدولية، وأصبحت عضوا مرموقا في لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية ويجري حاليا الإعداد لتوقيع اتفاقية تعاون بين الجائزة ومنظمة اليونسكو.

ووجه الدعوة الى جميع العلماء والباحثين في الأردن ودول العالم لتقديم أوراق ترشيحهم للجائزة في دورتها الخامسة والتي تمنح كل عامين للعلماء الذين ساهموا بأبحاثهم الهادفة إلى توفير المياه، أو المحافظة عليها، والتقليل من ندرتها، والحد من تلوثها في بقاع الأرض كافه. وحضر حفل الافتتاح سمو الأمير فيصل بن الحسين، ورئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت، ورئيس مجلس الأعيان طاهر المصري ورئيس مجلس النواب فيصل الفايز ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور خالد الكركي ووزير المياه والري محمد النجار وعدد من المسؤولين والمختصين.

وتبرز أهمية هذه الجائزة العلمية الدولية في كونها مشاركة من المملكة العربية السعودية في تناول موضوع المياه الحيوي على المستوى الدولي والذي يعد من أكثر الاهتمامات الإنسانية والاقتصادية والسياسية في مختلف أنحاء العالم. وتتخذ الأمانة العامة للجائزة من مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء بجامعة الملك سعود في الرياض مقرا دائما لها.

أضف تعليقك