الملك يحذر من حرب جديدة إذا لم تحل مسألة المستوطنات
حذر الملك عبدالله الثاني من أنه إذا لم تحل قضية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية فقد تشهد المنطقة حرباً جديدة، وذلك بعد ساعات قليلة على دعوة الرئيس الأمريكي إسرائيل إلى تمديد فترة تجميد بناء المستوطنات.
وأشار إلى أن الفشل في حل موضوع المستوطنات، في الثلاثين من الشهر الحالي، أي بعد انتهاء قرار إسرائيل تجميد الاستيطان الجزئي في الضفة الغربية يوم الأحد، سيؤدي إلى وقف المفاوضات، وفقدان الأمل بالسلام وبالتالي جر المنطقة إلى المزيد من الحروب والعنف.
التحذير الذي أطلقه الملك جاء خلال لقاء ضمن برنامج "the daily show" الأمريكي الجمعة وقال فيه إن الشرق الأوسط قد يشهد حرباً جديدة إذا لم تحل مسألة المستوطنات كجزء من محادثات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، مضيفا "إذا فشلنا في الثلاثين من أيلول الجاري، فتوقعوا حرباً جديدة بحلول نهاية العام الجاري، والمزيد من الحروب في المنطقة خلال السنوات اللاحقة."
وقال الملك “هنالك فرصة لإحداث التغيير في المنطقة، وإذا أضعنا هذه الفرصة، فإننا سنحكم على شعوبنا في العيش في ظل صراعات لعقد أو عقدين آخرين”.
وأضاف أن صوت الاعتدال بدأ يضعف بشكل فعلي لأن الناس يقولون أنهم منحوا المفاوضات الفرصة لسنوات ولكن ذلك لم يحقق نتائج، وبالتالي فإن العنف هو السبيل الوحيد. وزاد “نحن على مفترق، إما أن تسقط المنطقة في الهاوية،” وإما يتحقق السلام، موضحا أن طريق حل الصراع واضح، والمطلوب هو وجود الإرادة، والالتزام للوصول إلى الهدف النهائي في حل الصراع على أساس حل الدولتين، وفي سياق إقليمي يحقق السلام الشامل، ما سيؤدي إلى قيام علاقات طبيعية بين إسرائيل و57 دولة عربية ومسلمة تدعم مبادرة السلام العربية.
واعتبر الملك أن حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي على أساس حل الدولتين مدخلا لتحقيق السلام الشامل، وأفضل وسيلة لتحييد قوى التطرف، لأن ذلك سيحرمها من قدرتها على توظيف الصراع لخدمة أجنداتها، لافتا إلى أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لجميع العرب والمسلمين، وأن حلها في السياق الإقليمي الشامل سيمكن المنطقة من التركيز على التحديات التنموية والاقتصادية، وعلى رأسها توفير فرص العمل وبناء المستقبل لجيل الشباب، الذي يشكل عدده الأكبر في تاريخ المنطقة.
وشدد على أن أهمية مدينة القدس لأتباع الديانات السماوية الثلاث سبب لأن تكون القدس مدينة للسلام وليس للصراع، لافتا إلى ضرورة معالجة جميع قضايا الوضع النهائي، والتي تشمل القدس واللاجئين، في المفاوضات وفق المرجعيات المعتمدة، لافتا إلى أن ما يجمع أتباع الديانات السماوية هو أكثر بكثير مما يفرقها، وأن جهود جميع الأطراف يجب أن تصب نحو إعادة الأمل وتحقيق التوافق.
وكان الملك عبد الله الثاني حذر من مغبات الفشل في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتحقيق السلام في المنطقة في كلمة الأردن في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي ألقاها جلالته أمس.
وقد حث الرئيس الأمريكي، باراك أوباما إسرائيل في كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة على تمديد فترة تجميد بناء المستوطنات.
وقال أوباما في كلمته: "نحن نعلم أنه ستكون هناك اختبارات عديدة على طول الطريق، وستكون تلك مقاربة سريعة.. إن تجميد إسرائيل لبناء المستوطنات أحدث اختلافاً على الأرض، وعمل على تحسين أجواء المحادثات."
وأضاف قائلاً: "موقفنا من هذه القضية معروف تماماً.. نحن نعتقد أنه يجب تمديد تجميد بناء المستوطنات، كما نعتقد أن المحادثات يجب أن تتواصل إلى أن تستكمل.. الآن هو الوقت المناسب للفرقاء لمساعدة بعضهم بعضا لتجاوز هذه العقبة، والآن هو الوقت المناسب لبناء الثقة ولتحقيق تقدم جوهري.. الآن هو الوقت المناسب لاستغلال هذه الفرصة حتى تضيع"، داعيا زعماء العالم إلى دعم الموعد النهائي لإقامة دولة فلسطينية خلال عام.