الملك من واشنطن: فشل المفاوضات له ثمن باهظ

الملك من واشنطن: فشل المفاوضات له ثمن باهظ
الرابط المختصر

بدأت في البيت الأبيض فجر اليوم (الساعة الثانية من صباح الخميس بالتوقيت المحلي) مراسم انطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بحضور الرئيس الأمريكى باراك وباما، والرئيس المصري حسنى مبارك، والملك عبدالله الثانى، والرئيس الفلسطينى محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو.

وأكد الملك عبد الله الثاني، في كملة ألقاها خلال المراسم، أن وجود دولتين فلسطينية وإسرائيلية هو الحل الوحيد للصراع في منطقة الشرق الأوسط، وأضاف "أن المهمة التي أمامنا ليست سهلة وأنه لعقود من الزمن لم تتحقق التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن هناك من يريدنا أن نفشل في جهودنا من أجل تحقيق السلام، مشيرا إلى أن ثمن الفشل سيكون مرتفعا، وأن النجاح سيكون نجاحا للمتطرفين"، مبينا أنه حين يتمكن الفلسطنيون والإسرائيليون تحقيق السلام ويتطلعون لمستقبل واعد فإن المتطرفين يفقدون الاثارة والجاذبية وعلينا أن ننتصر، ففشلنا نجاح لهم ويضعف المنطقة ومزيد من الحروب وتثير معاناة جديدة

وأعرب الملك عن تقديره لالتزام الرئيس الأميركي باراك اوباما بحل النزاع في منطقتنا، وأوضح "نحن بحاجة إلى دعم الرئيس الأميركي وإسناده كوسيط وشريك على طريق تسوية النزاع، وأن المفاوضات المباشرة يجب أن تؤدي إلى نتائج وبسرعة وليس لزمن طويل لأن الزمن ليس في مصلحتنا، مؤكدا على "أن حل الدولتين هو الحل الوحيد الذي تستحقه منطقتنا لتعيش شعوبها بسلام وأن ينعموا به".

الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي افتتح مراسم إطلاق المفاوضات، أكد أن المحادثات قائمة على إقامة دولتين دولة إسرائيلية وفلسطينية يعيشا جنبا إلى جنب في أمن وسلام،وأضاف "علينا أن نكمل طريق السلام الذي بدأه آخرون، وأن نوفر العيش بكرامة للأجيال القادمة"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة ستضع كل ثقلها وراء هذا الجهد وستكون مشاركة نشطة وستدعم أولئك الذين يقدمون على خيارات صعبة سعيا للسلام.

ومن ثم أعطى الكلمة للرئيس مبارك، الذي أكد من جانبه على استمرار مصر فى دعمها للشعب الفلسطينى فى قضيته العادلة ومواصلة جهودها من أجل تحقيق تطلعاته واستعادة حقوقه المشروعة، وقال "إن مصر ستظل إلى جانب الشعب الفلسطينى إلى أن تقوم دولته الفلسطينية المستقلة".

وقال الرئيس المصري إن التوصل إلى السلام العادل يتطلب من إسرائيل اتخاذ قرارات هامة، مشيرا إلى أن الاستيطان على الأرض الفلسطينية المحتلة يتم بالمخالفة للقانون الدولى، وهو لن ينشئ لإسرائيل حقوقا أو يحقق لها سلاما أو أمنا، مطالبا الإسرائيليين باغتنام الفرصة الحالية، وألا يدعوها تفلت من بين أيديهم، وقال "اجعلوا السلام الشامل هدفا، ومدوا أيديكم لتلاقى اليد العربية الممدودة إليكم بالسلام" .

فيما ركز الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مستهل حديثه على موضوع الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، واعتبر المطالب الفلسطينية بتجميده ليست من باب الشروط المسبقة، وإنما تمثل تنفيذا للاستحقاقات والتعهدات السابقة، داعيا الجانب الإسرائيلي إلى تجميد كافة الأنشطة الاستيطانية، مشيرا إلى أنه حان الوقت لصنع السلام وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية.

وأشاد عباس بموقف كل من الأردن ومصر في دعم فرص تحقيق السلام، موضحا أنه "دور متصل بالموقف الذي عبرت عنه مبادرة السلام العربية التي جسدت إجماع الدول العربية وبالتالي الدول الإسلامية أيضا، على تحقيق السلام الشامل والعادل على المسارات كافة في منطقتنا بما في ذلك المسار السوري الإسرائيلي والمسار اللبناني الإسرائيلي، وقدمت فرصة مخلصة وثمينة لصنعه".

وأكد على التزام الجانب الفلسطيني ببذل كل الجهود الممكنة في المفاوضات دون كلل أو ملل "كي تصل إلى غايتها وأهدافها في معالجة جميع القضايا، قضايا المرحلة النهائية: القدس، واللاجئين، والمستوطنات، والحدود، والأمن، والمياه، ومن ثم الإفراج عن جميع المعتقلين".

ومقابل التشديد الفلسطيني على قضية الاستيطان، تمحورت كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على ملف الأمن الإسرائيلي، مؤكدا أن "إسرائيل لن تدع (الإرهابيين) يسدون طريق السلام في الشرق الأوسط، مشيرا إلى عملية إطلاق النار قرب مدينة الخليل التي أسفرت عن مقتل أربعة مستوطنين قبيل يوم من إطلاق المفاوضات المباشرة.

ثم توجه نتنياهو بحديثه إلى الرئيس الفلسطيني قائلا "أنت شريكي في السلام، ونحن نعلم أن شعبا آخر يشاركنا هذه الأرض جنبا إلى جنب، ونسعى من أجل حل وسط يمكن شعبينا من العيش بكرامة"، وأضاف "نحن لا نسعى إلى هدنة أو استراحة بسيطة بين موجات من العنف بل نسعى إلى سلام يدوم بين الشعبين، والتوصل إلى تسوية تمكن الشعبين من العيش بسلام، وأن علينا أن نتعلم كيف نعيش سويا وجنبا إلى جنب مع بعضنا"، "جئت هنا لأحقق السلام ولم آت لإلقاء اللوم هنا وهناك بل جئت لإيجاد الحلول فالسلام يحقق فوائد لنا جميعا، وأنا مستعد لأن أسير على طريق السلام لأني أعرف ما يعنيه السلام لأطفالنا وشعوبنا".

 عمليات في الضفة تتزامن مع إطلاق المفاوضات:

ذكرت مصادر إسرائيلية أن مستوطنين اثنين أصيبا بجراح في عملية إطلاق نار قرب مستوطنة "كوخاف هشاخر" شرقي مدينة رام الله في الضفة الغربية في وقت متأخر من مساء الأربعاء.

وحسب تقارير أولية نقلها موقع يديعوت احرنوت الإسرائيلي فإن الجيش يطارد سيارة يشتبه أنها تقل مطلقي النار، وقالت الإذاعة الإسرائيلية إنه تم العثور على مقربة من المكان المذكور على سيارة مقلوبة وفيها بقع من الدم، وجاء في التقارير الأولية أن شخصا واحدا أصيب بجروح بالغة في حين أصيبت زوجته التي كانت برفقته في السيارة بجراح طفيفة، وفقا لما ذكرته وكالة "وفا" الفلسطينية، وتم نقل المصابين (وهما في الثلاثين من العمر) إلى مدينة القدس، وبدأ الجيش الإسرائيلي بتمشيط المنطقة.

وذكر مراسل الوكالة في رام الله أن قوات الاحتلال أغلقت جميع مداخل مدينة رام الله وأن هناك أزمة سيارات خانقة على حاجز عطارة وقلنديا.

ويأتي هذا الحادث بعد يوم واحد من عملية نفذتها كتائب القسام التابعة لحركة حماس واستهدفت سيارة على مفرق بني نعيم جنوب الضفة الغربية وأسفرت عن مقتل أربعة مستوطنين.

وأعلنت كتائب عز الدين القسام "الجناح العسكري لحركة حماس" مساء الأربعاء مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت الكتائب في بيان تسلمت وكالة فرانس برس نسخة منه أن "كتائب عز الدين القسام تعلن مسؤوليتها عن العملية البطولية شرق رام الله"، وفق ما نقلته إذاعة البي بي سي.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن قواته "وضعت في حال تأهب خشية وقوع اعتداءات أخرى"، وبحسب الإذاعة العسكرية الإسرائيلية فإن الشرطة الإسرائيلية شددت بدورها الإجراءات الأمنية في جنوب إسرائيل في المنطقة المجاورة لمكان الهجوم.

وقام الجنود الإسرائيليون بعمليات تفتيش من بيت إلى بيت في قرى منطقة الخليل بالقرب من مستوطنة كريات أربع حيث قتل المستوطنون الأربعة.

وقال المستوطنون في الضفة الغربية إنهم سينتهكون قرار الحكومة تجميد عمليات البناء في مستوطناتهم احتجاجا على مقتل المستوطنين الأربعة.

وأعلن مجلس المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية في بيان أنه "ستستأنف اعمال البناء اعتبارا من الخميس" في مستوطنات الضفة، من دون انتظار انتهاء قرار تجميد البناء في 26 أيلول الجاري، كما حث نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي داني دانون الأربعاء نتنياهو على عدم تمديد تجميد الاستيطان.

وصرح مسؤول أمني فلسطيني أن قوات الأمن الفلسطينية اعتقلت 50 شخصا من أنصار حركة حماس، بينما تقول الحركة إن عدد الذين اعتقلوا من أنصارها بلغ 150 شخصا، وفقا لما ذكرته البي بي سي.

وأعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، مسؤوليتها عن هجوم الخليل، وقال المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري إن الاعتقالات في صفوف أنصار الحركة هي "عمل خياني يثبت أن قوات الأمن الفلسطينية تخدم أمن الاحتلال الإسرائيلي".

وقالت الكتائب في بيان صحافي إن كتائب القسام تعلن "مسؤوليتها الكاملة" عن الهجوم، فيما دعت حركة حماس لعدة مسيرات في قطاع غزة "ابتهاجا بالعملية."

وأضاف البيان "القسام هي عنوان هذه المرحلة، ستخرج لكم كتائب القسام من تحت الأرض ومن كل مكان إلى أن تخرجوا من هذه الأرض"، مشددا على أن هذه العملية "هي أكبر رد على خيار المفاوضات."

وعبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن غضبه بينما أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الهجوم، وقال إنه كان يهدف للتشويش على "العملية السياسية".

كذلك أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما العملية ، وقال إنه يجب أن لا يسمح للعملية بإعاقة الجهود الرامية للتوصل الى السلام في الشرق الأوسط.

واعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض أن العملية وتوقيتها يستهدفان الجهود التي تقوم بها منظمة التحرير الفلسطينية لحشد الدعم الدولي للموقف الفلسطيني ازاء متطلبات نجاح العملية السياسية وقدرتها على انهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال لشعبنا."

يذكر أن الهجوم الأخير هو الأول من نوعه الذي استهدف إسرائيليين في الضفة الغربية منذ حزيران الماضي، حين قتل شرطي إسرائيلي وجرح آخران في هجوم وقع في منطقة الخليل.