الملك: تدمير "داعش" يجب أن تكون أولوية الجميع
إيران مسؤولة عن تأجيج الصراع الطائفي بالمنطقة
رئاسة ترامب ستؤدي إلى تغيير الوضع القائم في المنطقة
أكد الملك عبد الله الثاني خلال مقابلة مع محطة "اي بي سي" الاسترالية، على أن تدمير تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" يجب أن يكون أولوية الجميع، مشيرا إلى أن هذا الهدف هو صميم الحرب الدولية على الإرهاب.
وحول الأزمة السورية، قال الملك، إن الغالبية ممن يفهمون الأزمة السورية، يدركون أنه لا يمكن حل الأزمة بدون الروس، مضيفا بأن "علينا الانتظار لنرى طبيعة الاستراتيجية الأمريكية وكيف سيتم التعامل مع الروس.
وتاليا نص المقابلة التي أجراها الإعلامي توني جونز:
الملك: يسعدني أن أكون هنا.
محطة ايه بي سي: أود أن أبدأ بالسؤال الكبير الذي يدور في أذهان الجميع، هل من الممكن أن تغير رئاسة ترمب قواعد اللعبة في منطقة الشرق الأوسط؟
الملك: بالتأكيد ستؤدي إلى تغيير الوضع القائم للعديد من القضايا التي نتعامل معها، علينا الانتظار لنرى تشكيلة الفريق الانتقالي للرئيس، ووجهة نظره إزاء منطقة الشرق الأوسط كما باقي العالم، فلا أعتقد أن منطقتنا وحدها هي التي تنتظر بترقب، وإنما العالم أجمع.
محطة ايه بي سي: أجل. وهل تعتقد بأن قادة العالم ينتظرون بفارغ الصبر متمنين نتائج إيجابية بعد سباق رئاسي اتسم بدرجة عالية من الاستقطاب.
الملك: في الحقيقة، إنه موضوع شغلنا جميعا خلال العامين الماضيين. لقد تكلمت مع الرئيس المنتخب دونالد ترمب الأسبوع الماضي، كان مستوى التناغم جيداً جداً خلال الاتصال، أعرف عدداً كبيرا من أفراد الفريق الانتقالي، ومن المعلوم أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات. سيكون هناك تغيير في السياسات، ولكن ليس بالمستوى الذي يعتقد البعض أنه يدعو إلى القلق، لذلك يجب أن نحسن الظن ونعطيهم الفرصة للعمل.
محطة ايه بي سي: إحدى الأمور التي يُنظر إليها بتمعن هي الصراع الأكبر في المنطقة: سوريا. هل أنت قلق من أن الرئيس ترمب سيتبنى ما يمكن وصفه بشكل رئيس بأنه الموقف الروسي والمتمثل في الإبقاء على الرئيس الأسد ونظامه على رأس السلطة إلى أمد مفتوح؟
الملك: أعتقد في هذه المرحلة أن جميع الخيارات متاحة ومطروحة على الطاولة، ولكن مرة أخرى يجب أن أكون واضحاً بأن غالبيتنا، ممن يفهمون الأزمة السورية، يدركون أنه لا يمكن حل الأزمة بدون الروس. وهذا أمر لطالما ناقشناه على مدار العامين الماضيين. وعليه، ففي هذه المرحلة علينا الانتظار لنرى طبيعة الاستراتيجية الأمريكية وكيف سيتم التعامل مع الروس، وهذا هو الأمر الذي يشغل الجميع، ولكن وفي ذات الوقت، وكما ناقشنا بعجالة قبيل البدء بإجراء المقابلة، الأمر يرتبط أيضاً بالتطورات الميدانية، فما يحدث في حلب مثلاً هو مأساة إنسانية، لا أعتقد أنه بإمكاننا عمل الكثير حتى تأخذ الإدارة الجديدة موقعها، وتبلور استراتيجيتها، ويتم التواصل مع الروس.
محطة ايه بي سي: أهذا برأيكم ما حدث؟ فقد تخلى الروس عن عملية السلام بحجة أن الحلفاء يدعمون قوات "الشام" التي تتبع لتنظيم النصرة المدعوم من القاعدة والمتواجد في شرق حلب؟ ولكن وفي ذات الوقت يبدو للجميع أنهم ينتظرون إلى حين تنصيب الرئيس الجديد.
الملك: أعتقد أنه من وجهة النظر الروسية كان هناك نوع من الانتظار والترقب لرؤية من سيفوز بالانتخابات والإدارة الجديدة التي ستتولى زمام الأمور. وبالتالي فإنهم شعروا بأنه بإمكانهم فعل ما يريدونه في سوريا، ولكن في ذات الوقت من الصعب وضع اللوم، فيما يتعلق بالمحادثات، على طرف معين. ما نأمله جميعاً هو أنه مع قدوم الإدارة الجديدة وبلورتها لاستراتيجيتها أن يكون هناك بعض الانسجام. فنحن في نهاية المطاف نواجه خطرا عالمياً للإرهاب، يمثل حرباً عالميةً ثالثة بأدوات أخرى، كما وصفتها، وليس امتدادا للحرب الباردة، حيث يساورني شعور بأن درجة الكراهية بين موسكو وواشنطن أعلى من الكراهية تجاه القوى الإرهابية التي نواجهها على مستوى العالم. آمل أن يتغير ذلك، لأن الأولوية تتمثل في مواجهة هذا الخطر العالمي.
محطة ايه بي سي: إذن، هل تعتقد بأن شكلا ما من الاتفاق بين ترمب وبوتين سيخلق فرصة فيما يخص سوريا، وهل ستكون على استعداد، وهل سيكون التحالف بإطاره الأوسع على استعداد لرؤية الأسد مستمراً في منصبه، إذا ما مثل ذلك رغبة الروس؟
الملك: نحن بحاجة بكل تأكيد إلى فرصة في سوريا، لأن الأمور لا تجري بشكل جيد من منظور سياسي منذ الأشهر الستة الماضية وإن لم يكن أكثر. وما لم يكن هناك تفاهم بين أمريكا وروسيا، بصفتهما القوتين الرئيسيتين، ومن ثم الأطراف الأخرى، فإننا بعد سنة من اليوم، سنبقى نتحدث عن المآسي التي ترتكب على الأرض. ويجب أن أذكر هنا بأنه حتى مع وجود مسار سياسي للأزمة، وبغض النظر عن الموقف من الأسد، فإن الأطراف تعتقد بأنه بمجرد وجود هذا المسار السياسي فإنه لا داع للقلق إزاء أية أمور أخرى، لكن الشق الثاني للموضوع هو أن هناك حربا قائمة ضد الإرهاب داخل سوريا، وهذا أمر سيستغرق وقتاً. لذا، فالسياسيون يعتقدون أن الأمور ستحل سريعاً لكن الواقع على الأرض أكثر تعقيداً وسيستمر لفترات أطول، وليس فقط في سوريا.
محطة ايه بي سي: حول هذا الموضوع تحديداً، تحدثت عن التناغم، وقد كان هناك حديث سابق من الأمريكان والروس عن وضع عمليات مشتركة ورئاسة موحدة لتنسيق الضربات الجوية. هل تعتقد أن ذلك ممكناً، وهل هو عرضة للانتكاسة إذا ما قام الروس بتهديم شرق حلب بالطائرات بحلول كانون الأول؟ جلالة الملك عبدالله الثاني: في العادة، ما يحدث في منطقتنا هو أن الأطراف تبادر إلى فرض حقائق على الأرض قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات. فإذا ما كان علينا الانتظار حتى شباط أو آذار القادمين، فإنني أعتقد أن الكثير من الأبرياء سيعانون بسبب ذلك. ولكن فيما يخص التنسيق، فإنني أعلم، وبحكم الاطلاع المباشر، بوجود تنسيق على المستوى العسكري وبشكل ناجح بين الروس والولايات المتحدة فيما يخص سوريا والعمليات القائمة هناك. وهذا التنسيق كان يتأرجح بحسب التحسن أو التراجع في مستوى العلاقة السياسية، آمل أن يكون هناك تركيز جديد، وأعتقد أن الجلوس إلى الطاولة والاتفاق ما زال ممكناً، وهو أمر شاهدناه على المستوى العسكري في عدة مناطق من سوريا.
محطة ايه بي سي: ترمب أوضح بشكل جلي أن أولويته ستكون تدمير داعش، وإذا لزم ذلك حصوله على مساعدة روسيا، فإنه سيسعى للحصول على أي دعم ممكن، هل من الممكن فعلاً القيام بذلك؟
الملك: أعتقد أن تدمير داعش يجب أن يكون أولوية الجميع، وإنني مستمر بالتذكير بأن هذا الهدف هو صميم الحرب الدولية على الإرهاب. فمن جهتنا ننظر إليها كحرب داخل الإسلام، ولا يمكننا الانتصار فيها بدون دعم باقي الأديان والدول الأخرى، فهذا الخطر ليس محصوراً بالعراق وسوريا فقط، بل إننا نواجهه في ليبيا، وفي خطر بوكو حرام والشباب، وطالبان، وحتى في هذا الجزء من العالم (أستراليا) تواجهون تحديات شبيهة، وما لم نتعامل مع هذا التحدي بمنظور شمولي وعالمي فإننا لن ننتصر. ولا بد من أن نكون قادرين على مواجهة هذا التحدي في أكثر من ميدان، وهذا شكل مصدر إحباط في الماضي، حيث كان يتم التعامل مع التحديات كلا على حدة، حيث يتم التعامل مع سوريا الآن وتأجيل العراق لما بعد. وعندما تنظر إلى الحملة الحالية في العراق وسوريا ضد داعش، فإنه يلاحظ، خلال العام الماضي، بأن قادة الإرهابيين بدأوا بالتحرك إلى ليبيا. فهل سننتظر عاما أو عامين حتى نتعامل مع الخطر في ليبيا؟ وإن نجحنا في ذلك هل نبدأ بعدها بعامين بالحديث مع الدول الإفريقية للضغط على بوكوحرام والشباب في شرق وغرب إفريقيا؟ فعلى هذا المنوال لن ننجح أبدا.
محطة ايه بي سي: إذن، هل تعتقد بأن شكلا ما من الاتفاق بين ترمب وبوتين سيخلق فرصة فيما يخص سوريا، وهل ستكون على استعداد، وهل سيكون التحالف بإطاره الأوسع على استعداد لرؤية الأسد مستمراً في منصبه، إذا ما مثل ذلك رغبة الروس؟
الملك: نحن بحاجة بكل تأكيد إلى فرصة في سوريا، لأن الأمور لا تجري بشكل جيد من منظور سياسي منذ الأشهر الستة الماضية وإن لم يكن أكثر. وما لم يكن هناك تفاهم بين أمريكا وروسيا، بصفتهما القوتين الرئيسيتين، ومن ثم الأطراف الأخرى، فإننا بعد سنة من اليوم، سنبقى نتحدث عن المآسي التي ترتكب على الأرض. ويجب أن أذكر هنا بأنه حتى مع وجود مسار سياسي للأزمة، وبغض النظر عن الموقف من الأسد، فإن الأطراف تعتقد بأنه بمجرد وجود هذا المسار السياسي فإنه لا داع للقلق إزاء أية أمور أخرى، لكن الشق الثاني للموضوع هو أن هناك حربا قائمة ضد الإرهاب داخل سوريا، وهذا أمر سيستغرق وقتاً. لذا، فالسياسيون يعتقدون أن الأمور ستحل سريعاً لكن الواقع على الأرض أكثر تعقيداً وسيستمر لفترات أطول، وليس فقط في سوريا.
محطة ايه بي سي: حول هذا الموضوع تحديداً، تحدثت عن التناغم، وقد كان هناك حديث سابق من الأمريكان والروس عن وضع عمليات مشتركة ورئاسة موحدة لتنسيق الضربات الجوية. هل تعتقد أن ذلك ممكناً، وهل هو عرضة للانتكاسة إذا ما قام الروس بتهديم شرق حلب بالطائرات بحلول كانون الأول؟
الملك: في العادة، ما يحدث في منطقتنا هو أن الأطراف تبادر إلى فرض حقائق على الأرض قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات. فإذا ما كان علينا الانتظار حتى شباط أو آذار القادمين، فإنني أعتقد أن الكثير من الأبرياء سيعانون بسبب ذلك. ولكن فيما يخص التنسيق، فإنني أعلم، وبحكم الاطلاع المباشر، بوجود تنسيق على المستوى العسكري وبشكل ناجح بين الروس والولايات المتحدة فيما يخص سوريا والعمليات القائمة هناك. وهذا التنسيق كان يتأرجح بحسب التحسن أو التراجع في مستوى العلاقة السياسية، آمل أن يكون هناك تركيز جديد، وأعتقد أن الجلوس إلى الطاولة والاتفاق ما زال ممكناً، وهو أمر شاهدناه على المستوى العسكري في عدة مناطق من سوريا.
محطة ايه بي سي: ترمب أوضح بشكل جلي أن أولويته ستكون تدمير داعش، وإذا لزم ذلك حصوله على مساعدة روسيا، فإنه سيسعى للحصول على أي دعم ممكن، هل من الممكن فعلاً القيام بذلك؟
الملك: أعتقد أن تدمير داعش يجب أن يكون أولوية الجميع، وإنني مستمر بالتذكير بأن هذا الهدف هو صميم الحرب الدولية على الإرهاب. فمن جهتنا ننظر إليها كحرب داخل الإسلام، ولا يمكننا الانتصار فيها بدون دعم باقي الأديان والدول الأخرى، فهذا الخطر ليس محصوراً بالعراق وسوريا فقط، بل إننا نواجهه في ليبيا، وفي خطر بوكو حرام والشباب، وطالبان، وحتى في هذا الجزء من العالم (أستراليا) تواجهون تحديات شبيهة، وما لم نتعامل مع هذا التحدي بمنظور شمولي وعالمي فإننا لن ننتصر. ولا بد من أن نكون قادرين على مواجهة هذا التحدي في أكثر من ميدان، وهذا شكل مصدر إحباط في الماضي، حيث كان يتم التعامل مع التحديات كلا على حدة، حيث يتم التعامل مع سوريا الآن وتأجيل العراق لما بعد. وعندما تنظر إلى الحملة الحالية في العراق وسوريا ضد داعش، فإنه يلاحظ، خلال العام الماضي، بأن قادة الإرهابيين بدأوا بالتحرك إلى ليبيا. فهل سننتظر عاما أو عامين حتى نتعامل مع الخطر في ليبيا؟ وإن نجحنا في ذلك هل نبدأ بعدها بعامين بالحديث مع الدول الإفريقية للضغط على بوكوحرام والشباب في شرق وغرب إفريقيا؟ فعلى هذا المنوال لن ننجح أبدا.
محطة ايه بي سي: لا بد إذن من أن تقوم بكل هذه الجهود بشكل متزامن، وبما أنكم طرحتم هذا الموضوع، هل تسعون أو هل أنتم بصدد خلق تعاون مع أستراليا؟ والتي تقع في وسط هذه المنطقة حيث توجد أندونيسيا، التي هي أكبر دولة مسلمة، إلى الشمال من أستراليا.
الملك: بالطبع، فأستراليا تلعب دورا محوريا في الشؤون الدولية، ولديكم قوات خاصة ذات قدرات عالية، وقد رأيناهم في منطقتنا خلال السنوات الماضية، وسواء إذا قاموا بالعمل في منطقتنا، أو تصدوا للتحديات هنا في الشرق الأقصى، فهذا أمر علينا القيام به، وأعتقد أن حكومتكم تدرك ذلك، ولقد قمنا ببحث هذه الأمور، وكذلك فعلت حكومات أخرى تتمتع بحس المسؤولية في هذه المنطقة.
محطة آي بي سي: هل تكلمتم مع الحكومة الأندونيسية، وهل تنظرون إلى أندونيسيا كجزء مهم ضمن هذه الرؤية المركبة التي تحاولون توضيح جزئياتها، أعني الحرب العالمية ضد الحركات المتطرفة؟
الملك: بالتأكيد، فإذا نظرت إلى أندونيسيا وكونها أكبر دولة مسلمة في العالم، ستجد درجة تناغم عالية بين السكان هناك، فهي دولة ذات غالبية مسلمة، لكن يوجد كذلك كاثوليك ولطالما كانت العلاقات بينهم جيدة. ما لا نتمناه، هو أن نخسر فرصة التأكد من أن الجميع يعمل معاً ضمن شراكة وتعاون. ولا بد من النظر مرة أخرى إلى دول أخرى في المنطقة لحل المشكلة من ناحية عسكرية خلال ثلاث أو أربع سنوات من الآن. لذلك أعتقد أن التنسيق مع أندونيسيا ودعمها للتأكد من أن التهديد الإرهابي محاصر ويتم القضاء عليه في أندونيسيا هو شيء علينا التفكير به.
محطة آي بي سي: عند النظر إلى هذه المعادلة المعقدة، وخصوصا فيما يتعلق بالإسلام نفسه، حيث يوجد اختلافات بين الشيعة والسنة، وعلى الجانب الشيعي تبرز إيران كقوة صاعدة. السؤال المهم لدى الكثير من الناس، خصوصا بعد التوصل إلى الاتفاقية النووية مع الولايات المتحدة التي أبرمها أوباما مع إيران، هو إذا ما تم إقناع ترمب من قبل إسرائيل بالتخلي عن الصفقة. هل تعتقدون بأنه سيقدم على ذلك؟
الملك: لا أود الخوض في تكهنات، وإنني متأكد من أنه يوجد قلق في منطقتنا حيال هذا الأمر. وكما قلت هناك بعض الدول التي فيها توتر بين الشيعة والسنة، وآخر ما نود أن نراه هو حرب مذهبية بين أتباع نفس الدين. المشكلة تكمن في أولئك الذين ندعوهم الخوارج. هؤلاء مجرمون قاموا بأعمال إجرامية في بلدي، وفي أوروبا وبلدكم، وهذه هي المجموعة التي علينا مواجهتها الآن. إن إشعال صراع شيعي سني في الشرق الأوسط سيفتح بابا لا ينتهي من الشرور، فثنائية السنة والشيعة تمتد من بيروت إلى بومباي وهذا آخر ما نريد أن نراه. في هذه المرحلة، نريد أن نركز على مواجهة من نسميهم بالخوارج.
محطة آي بي سي: هل تعتقدون أنه من المهم للولايات المتحدة، وطبعا سيكون الأمر بيد الكونغرس والرئيس أيضاً، أن يحافظ على الاتفاق النووي مع إيران. وهل سيتأثر توازن القوى سلبا إذا قرر الأمريكيون، بإلحاح من الإسرائيليين، التخلي عنها؟
الملك: كما تعلم، فإن إيران مسؤولة عن تأجيج الصراع الطائفي في منطقتنا. لكن مجددا، عند النظر إلى الإيرانيين فإن لديهم عدة أوراق يلعبون بها، إحدى هذه الأوراق هي الاتفاق النووي، وورقة أخرى تتمثل في النقطة التي ذكرتها للتو، فهم يدعمون منظمات تعتبر إرهابية. لذلك، أعتقد أنه عندما تنظر إلى إيران، فيجب أن تنظر إليها بنظرة كلية. مرة أخرى، ما زال من المبكر أن نفهم أين ستكون السياسة الأمريكية الجديدة بشأن ذلك. الكل سيكون لديه رأي، لكنني أعتقد أنه يجب أن نبقيها في إطار الصورة الكاملة.
محطة آي بي سي: ما كنت أفكر به هو إمكانية أن يكون له أثر على سوريا، بمعنى أن التوازن بين إيران، وروسيا، والولايات المتحدة، وبعض الدول العربية كل هذه الأطراف التي لها مصالح جدية في سوريا، قد يختل؟
الملك: هناك قضايا متعددة، فإذا كنت ستركز على موضوع واحد وتجعله مقياساً لاستراتيجية الولايات المتحدة، فذلك سيؤثر على أبعاد كثيرة في الشرق الأوسط تمتد من المغرب إلى اليمن. لذلك، لا أستطيع أن أتكلم نيابة عن الإدارة الأمريكية الجديدة، لكنني أعتقد أنهم حالياً، وفي الوقت الذي يتم فيه تشكيل فريق الإدارة، يسعون إلى النظر إلى هذه القضايا من ناحية استراتيجية. فاذا كنت تنظر إلى إيران عليك أن تدرك أنها تؤثر ليس فقط على أفغانستان بل على العراق وسوريا ولبنان إلى حد ما، ولدينا مشاكل في اليمن وإفريقيا. لذلك، فالسؤال المطروح هو كيف ستوازن استراتيجية الإدارة الجديدة بين كل هذه الأمور والنظر إليها كعناصر متكاملة.
محطة آي بي سي: لقد قلتم إن لديكم علاقات جيدة مع الفريق الانتقالي، لكن على الأقل هناك شخص واحد منهم، وهو الجنرال مايكل فلين الذي تم اختياره ليكون مستشارا للأمن القومي. وفيما يتعلق بهذه الحرب العالمية ضد الحركات المتطرفة التي تحدثتم عنها، أتساءل إن كانت ستتأثر سلبا بقيام شخص مثل فلين بوصف الإسلام بأنه سرطان وأنه أيديولوجيا سياسية تختبىء وراء مفهوم الدين. وكونه مستشارا للأمن، هل من الممكن أن يضر ذلك بالعلاقات أو يضر بالفكرة التي تتكلمون بها، وهي محاولة إيجاد إجماع دولي للقضاء على الحركات المتطرفة؟
الملك: لا بد من تجاوز التصريحات التي تصدر أثناء الحملة الانتخابية، وإعطاء الإدارة الجديدة الفرصة للعمل وحسن الظن. وجزء من المشكلة باعتقادي، وهو مصدر الإحباط الرئيس، إذا ما تمعنت في تصريحات بعض الأشخاص هو غياب الفهم للإسلام ولطبيعة التحديات التي نواجهها. وعلى هذا الأساس فلطالما قلنا بأن هذه الحرب التي نخوضها هي حربنا كمسلمين، ولكن غالبية غير المسلمين لا يفهمون ديننا. فهل يعرفون أننا نؤمن بالسيد المسيح؟ وأن مريم العذراء ذكرت حوالي 35 مرة في القرآن الكريم، بينما ذكرت 25 مرة فقط في الإنجيل؟ وأن النبي موسى تم ذكره أكثر من 130 مرة في القرآن الكريم؟ لذا، فمن الضروري أن تعلم أن المسلم الحق يؤمن بالإنجيل والتوراة والقرآن؛ كما يجب أن نؤمن باليهودية والمسيحية بصفتهما ديانتين سماويتين موحدتين. لكن ما لا يفهمه كثيرون هو أن العدو يحاول أن يخلق هذا الجو من العداوة القائم على التفريق بين المسلمين وغير المسلمين، وهذه هي المشكلة الكبيرة التي سنقع فيها في السنوات القادمة إذا وقعنا في ذهنية التفريق بين المسلمين وغيرهم. إننا جميعا، ومن مختلف الأديان، في الواقع في الخندق نفسه ضد من أسميهم دائما بالخوارج، الخارجين عن الإسلام.











































