المفرق: قصة العطش

المفرق: قصة العطش
الرابط المختصر

لم تترك "سعاد شديفات" مديرة مدرسة أسماء بنت أبي بكر مدرستها تحت رحمة الانقطاعات المتكررة للمياه الواقعة في قضاء ارحاب في لواء قصبة المفرق وذلك باستحداث بئر حصاد مائي في ساحة المدرسة التي اضطرت الى ازالة معظم اشجارها بسبب مشكلة المياه .

كان لزاما على المفرقيين ايجاد بدائل وحلول لمشكلة المياه. فالمياه التي تصل من السلطة لا تسد الرمق، لذلك فكرنا في الحصول على مصدرنا المائي الخاص، بحسب شديفات.

وتضطر المدرسة غالبا الى شراء صهاريج مياه نتيجة لنفاد الكميات التي تزودها السلطة قبل نهاية الأسبوع.

قدمت جمعية الزعتري الخيرية قرضا دوارا للمدرسة بهدف انشاء البئر لتجميع مياه الامطار ويجري العمل على اتمامه على قدم وساق.

وقد أخذ العديد من المواطنين على عاتقهم انشاء آبار منزلية خاصة لتجميع المياه في ضوء الانقطاع المتكرر.

يسترجع محافظ المفرق عبدالله السعايدة لحظات من الصيف الماضي، حيث شهدت المنطقة انقطاعات متكررة للمياه عن ألوية وأقضية المحافظة، رافقها اعتصامات وحرق اطارات واشتباكات مع قوات الدرك.

وحول أسباب العجز المائي في المحافظة يرى السعايدة أن اللجوء السوري ألقى بظلاله على المجتمع المحلي في قضية المياه خصوصاً وازدياد عدد اللاجئين السورين في مدينة المفرق حيث بلغ نحو 80 الف لاجئ وبذلك زيادة الضغط على موارد المياه، حيث تعاني المحافظة من مشكلة مائية متفاقمة اضافة الى كونها تغذي أربعة محافظات بالمياه هي : عمان،جرش، اربد والزرقاء اضافة الى المفرق.

والخطر فيما حذر منه المحافظ يكمن في إمكانية تسرب مياه الصرف الصحي الخارجة عن مخيم الزعتري الى الخزان الجوفي، وبالتالي تلوث المصدر المائي الوحيد، مشيراً الى أن طريقة تصريف المياه العادمة القادمة من المخيم لا تتم بطريقة جيدة.

وطالب مدير ادارة مياه المفرق علي ابو سماقة المنظمات والمؤسسات الدولية بمساعدة سلطة المياه في اقامة بنية تحتية جيدة لخدمة اللاجئين السورين مثل حفر الابار وتمديد شبكات مياه واقامة مولدات كهربائية .

وشدد ابو سماقة على ضرورة ان تقوم المؤسسات الدولية باستئجار الابار الخاصة وتوزع المياه على اللاجئين كون سلطة المياه ليس لديها الامكانيات المالية والفنية لتقديم هذه الخدمة ، كون معدل تدفق اللاجئين اكبر بكثير مما كان متوقعا.

عزا علي أبو سماقة مدير ادارة مياه المفرق تكرار الانقطاعات في المياه الى أسباب أبرزها: اهتراء شبكات المياه وسرقة كوابل المضخات

واضاف بأن المديرية لم تتلق أي دعم لوجستي يسد النقص الفادح في المعدات، حيث تشكو المديرية من عدم وجود زيادة واحدة في الكادر وشح الامكانيات من حيث قطع الغيار.

يبدو واضحا الارهاق على وجوه العاملين على الشبكات، الذين اشتكوا من الكم الهائل من العمل الاضافي الذين يقومون به، فقد يعمل الواحد منهم لأربع وعشرين ساعة متواصلة دون زيادة ولا حافز.

واقع المياه غير المستقر في المفرق أدى الى انخفاض حصة المواطن من المياه بما نسبته 60 بالمائة من حصته القديمة، ومناشدات المسؤولين في المفرق للدعم الفوري كلها دلائل أزمة تتفاقم يوما بعد يوم وبشائر لا تنذر بخير.