المفاوضات المباشرة: شكوك وتخوفات من جميع الأطراف

المفاوضات المباشرة: شكوك وتخوفات من جميع الأطراف
الرابط المختصر

تلقت أوساط سياسية من جميع الأطراف المعنية بعملية السلام التي أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية عن انطلاق مفاوضاتها المباشرة بمشاركة أردنية ومصرية في الثاني من أيلول المقبل بإبداء التخوفات والشكوك في نتائجها.

ففي أول تصريح منذ إعلان إسرائيل لقبول الدعوة الأمريكية، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الوصول إلى اتفاق للسلام مع الفلسطينيين سيكون "صعبا لكنه ممكن" معترفا بأن الشكوك تحيط بنجاح المحادثات بعد استئنافها.

وأضاف في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية "ولم يتطرق لحجر عثرة يحتمل أن يظهر لدى بدء المحادثات في واشنطن في الثاني من أيلول وهو أن تجميدا إسرائيليا محدودا مدته عشرة أشهر لبناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة سينتهي بعد ثلاثة أسابيع".

ولم يغب عن رئيس الوزراء الإسرائيلي إلقاء الكرة في الملعب الفلسطيني، حيث أرجع سبب تلك الشكوك بنجاح المفاوضات إلى "عدم وجود شريك حقيقي من الجانب الفلسطيني"، على حد قوله، وأضاف "أعلم أن هناك تشككا عميقا بعد مرور 17 عاما على عملية أوسلو من الممكن فهم سبب وجود هذا التشكك."

ورغم أن إعلان انطلاق المفاوضات جاء على أرضية عدم وجود شروط مسبقة، وهو الشرط الإسرائيلي السابق، تتمسك السلطة الفلسطينية بضرورة وقف الإستيطان من قبل الجانب الإسرائيلي على أراضي الضفة الغربية، حتى أن رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات حذر من أن الفلسطينيين سينسحبون من المحادثات الجديدة إذا أعلنت حكومة نتنياهو التي تهيمن عليها أحزاب مؤيدة للمستوطنين عن بناء استيطاني جديد، وفقا لعريقات.

وأضاف "إذا استمرت إسرائيل في النشاطات الاستيطانية، فإنها تكون قد قررت وقف المفاوضات التي لا يمكن استمرارها إذا ما استمر الاستيطان".

ومن المتوقع أن يواجه نتنياهو ضغوطا خارجية وداخلية حول ملف الاستيطان، حيث نقلت وكالة رويترز عن داني ديان أحد قادة المستوطنين قوله إنه على نتنياهو أن يتوقع ضغوطا سياسية في إسرائيل إذا واصل التضييق على بناء المستوطنات، مشددا على أنه "إذا أراد نتنياهو مد الوقف رسميا أو بشكل غير رسمي فبالطبع سوف نستخدم كل قوتنا السياسية في البرلمان وفي النظام السياسية وفي المجتمع الإسرائيلي لإبطاله."

الرفض التام للمفاوضات:

اعتبر رئيس الوزراء في الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية أن موافقة السلطة الوطنية على الذهاب لمفاوضات مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي أنها سياسة فاشلة لن يُكتب لها النجاح.

وأضاف هنية، في كلمة له عقب إمامته في صلاة التراويح في مسجد الخلفاء الراشدين بمعسكر جباليا أمس الأحد أن تلك السياسة فاشلة لن يكتب لها النجاح ولن تستعيد الحقوق والمقدسات، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني يجب أن يثق بنصر الله الذي سيكون حليفاً للفلسطينيين، وأن الشعب أصبح أملاً تقتدي به الأمة العربية والإسلامية، وتنظر إليه على أنه المستقبل وعزة الإسلام، نتيجة صبره سنوات صعبة من الحصار والكيد والمؤامرات.

وطال رفض العودة إلى طاولة المفاوضات قوى وأحزاب أردنية، حيث طالب حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني بالعودة عن قرار المفاوضات المباشرة”، مشيرا إلى أن المطلوب هو “التمسك بخيار المقاومة وتفعيلها ووضع إستراتيجية وطنية فلسطينية جديدة لمواجهة المخاطر التي تحيط بالوضع الفلسطيني”.

فيما ذهب حزب جبهة العمل الإسلامي إلى أن أي حل من خلال هذه المفاوضات سيكون على حساب الأردن مشددا على ضرورة اتخاذ موقف حازم وواضح تجاه تصرفات السلطة في رام الله" معتبرا أن المفاوضات التي تقوم بها السلطة تعتبر تفريطا في الحقوق الفلسطينية وتآمرا عليها وتصفية لملفات خطيرة مثل ملف اللاجئين والأرض والقدس".

وطالب عضو المكتب التنفيذي ومسؤول الملف الفلسطيني في الحزب م.مراد العضايلة الحكومة الأردنية برفض المفاوضات المباشرة ورفع أي دعم يقدم لرئيس السلطة محمود عباس في هذا الشأن.

أضف تعليقك