جيدا فعل الزعماء العرب والمسلمين في قمة الرياض السبت بالتطرق للموضوع الإعلامي فيما يخص العدوان الإسرائيلي على غزة وباقي الأراضي المحتلة. البند العاشر من اعلان من قرار القمة جاء فيه ضرورة قيام الأمانة العامة لدى الجامعة العربية ومثيلتها الإسلامية: لإنشاء وحدتي رصد إعلامية توثق كل جرائم سلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومنصات إعلامية رقمية تنشرها وتعري ممارساتها اللاشرعية واللا إنسانية.
ولكن المطلوب ليس منصات إضافية، ولكن المطلوب الضغط على المنصات الرقمية الحالية والتي لها جمهور واسع أن تحترم مشتركيها وتلتزم الحياد والعدالة في طرح الأمور وتبتعد عن التحيز لدى سرديات المحتل.
إن العالم الإسلامي والعربي من أكبر المستخدمين لمنصات التواصل الاجتماعي مما يعني أن الزعماء العرب والمسلمين لديهم كرت رابح في التدخل السريع لإجبار منصات مثل ميتا صاحب فيسبوك وانستغرام و ثريدز بضرورة احترام المؤثرين الفلسطينيين والعرب وغيرهم وعدم الانصياع لأوامر المحتل ومؤيدوه الصهاينة في اغلاق او اضعاف المنصات التي يديرها مؤيدي القضية الفلسطينية. وقد أصبحت السياسة المتحيزة للمحتل واضحة وضوح الشمس ولذلك فإن وسيلة التأثير وإذا كان هناك ضرورة للمقاطعة التدريجية والمدروسة وسيلة لكي يتم احترام المشاركين العرب والمسلمين والشباب والشابات التقدمين من أنحاء العالم المناصرين للقضية والسردية الفلسطينية.
إن فكرة إقامة منصة جديدة تضاف للمنصات الحالية هو خيار متأخر وغير فعال يستغرق وصول أي منصة جديدة أشهر وسنين لكي يكون له أي فرصة لمنافسة المنصات العالمية، ولكن الضغط على المنصات العالمية قد يتم تنفيذه من خلال مكالمة ولقاء مباشر من ممثلين عن الأمانة العامة للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي. كما قد يكون للمستثمرين العرب والمسلمين استثمارات كبيرة في عدد من وسائل الإعلام التقليدية والرقمية والتي يمكن أن يتم التأثير عليها وحتى لو كان ضروري سحب الاستثمار ونقلت وسائل إعلام تحترم الرواية العربية ولا تتحيز لهذا الطرف او ذاك.
طبعا كلنا على دراية أن التعامل مع منصات التواصل الاجتماعي أمر جديد قديم فالعديد من الدول العربية والإسلامية تقوم بالتواصل مع مدراء هذه المنصات لأسباب خاصة بهم. وهذا قد يكون عامل مساعد حيث ان هناك قنوات اتصال. ولكن على الجهات التي ستتعامل مع أصحاب ومدراء المنصات إبراز أهمية الموضوع ونقل الغضب لدى مستخدمي تلك المنصات من قبل المجتمعات العربية والإسلامية والتي تشعر بهذا التحيز من خلال قيام أصحاب هذه الشركات الخاصة بإغلاق مواقع إخبارية وحسابات مؤثرين بناء على شكاوى أو توجيهات من أطراف مؤيدة لإسرائيل او من إسرائيل نفسها. وللأسف فإن القائمين على هذه الشركات الخاصة ينصاعوا لمطلب الصهاينة في إسرائيل وخارجها وعليهم أن ينصاعوا لراي المستخدمين من 56 دولة عربية وإسلامية في هذا الكون.
لقد أقر وزراء الإعلام العرب خطة وكانت الأردن قد قدمتها حول العديد من الأمور ومنها الاستفادة بدون مقابل من تلك المنصات الرقمية بالموارد الفكرية والإخبارية من عالمنا العربي دون إعادة الاستثمار في الإعلام العربي والذي فقد نسبة كبيرة من دخل الإعلانات المحلية لصالح الإعلانات الرقمية كما ويتم الاستفادة من المواد التي ينتجها دون اهتمام أصحاب المنصات العالمية في المستهلك العربي والمسلم.
من الضرورة إذا أن يتم المتابعة في الخطة العربية الرقمية والتي تكلفت الأردن بالاهتمام بها، ولكن الان مع ضرورة التوصل الى تفاهم يغير من الخوارزميات المطبقة حاليا والتي تعطي امتياز وتفوق خاص لأصحاب السرديات الصهيونية في حين يتم بصورة واضحة تقليل من متابعات والمشاركة في الرواية الفلسطينية والروايات المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني والتي تكشف عن جرائم الاحتلال.
الكاتب صحفي فلسطيني