المطلوب رئيس فعال لوقف النزيف

الرابط المختصر

ارتحت كما ارتاح معظم الفلسطينيين لتصريحات الرئيس محمود عباس و  الذي أعرب خلالها عن الاشمئزاز و  الخجل مما يجري في غزة و  لومه للطرفين. و لكن هذا لا يكفي. المطلوب رئيس فعال لسلطته هيبة . فالمطلوب رئيس يعمل على الدفاع عن المصالح العليا للشعب الفلسطيني وليس فقط التصريحات المريحة للمواطنين.

من المؤسف أن الجهة التي تقوم بمساعي حثيثة على الأرض في غزة هي جهات مصرية أو فصائل فلسطينية غير فتح و حماس. صحيح أن الرئيس يعتبر رئيس حركة فتح ولكنه بعد حلف اليمين أصبح رئيس الشعب الفلسطيني. طبعا يمكن القول نفسه عن رئيس الوزراء لكن المسؤولية الأولى و الأخيرة للمصالح العليا الفلسطينية هي مع الرئيس المنتخب من الشعب.

قد يكون التوقع من أبو مازن أن يلعب دورا حاسما الان في غزة صعب جدا لان هيبة الرئاسة قد تضررت كثيرا و لكن لابد من البدء بالعمل على استعادة الهيبة وذلك بالتوقف عن "الطبطة" و التسامح عن الأخطاء. و حتى ينجح في مثل هذا العمل على الرئيس أن يطبق القانون و الاتفاقات على الطرفين و بدون محاباة مهما كلف الأمر. قد يكون ذلك صعبا و قد يكلف ضحايا إضافيين و لكن إذا ما بدأ الرئيس بإظهار سلطة الرئيس سيكون النجاح على المدى البعيد مضمونا.

كنا في لقاء مع السيد الرئيس الأسبوع الماضي ضمن وفد دولي يحاول العمل على إطلاق صراح الصحفي البريطاني المحتجز الن جونستون و مرة أخرى كان حديث الرئيس و مواقفه ممتازة و لكن الأمر المفقود هو القرار و الإصرار على حسم الأمور ضد المخليين بالنظام.

إن ما يحدث بغزة امتحان للسلطة و لرئيس السلطة. فرغم الإجماع أن البيئة التي سببها استمرار الحصار المالي الدولي و الإسرائيلي و التحكم بالحدود من قبل الاحتلال إلا انه لايمكن إن نستمر بالتهرب من تحمل المسؤوليات ووضع الأصبع على الجرح.

لقد تمادى المسلحون من كافة الإطراف باستخدامهم للسلاح ولابتزازهم الرخيص ولا بد من ساعة لحسم السلطة الشرعية على حساب أي سلطة غير شرعية مهما كان انتماؤها. إن الشعب الفلسطيني بكافة فئاته سيكون مع الرئيس ومساعديه في حال قيامهم بمثل هذا الحسم شريط العدالة وعدم المحاباة و قد تكون هذه فرصة للإثبات إننا شعب يستحق الاستقلال.أما في حال الاستمرار في التردد الفعلي (رغم الكلام الجميل) فان الوضع لن يتحسن و سيحكم التاريخ علينا بأننا شعب وقيادة فشلت في أول امتحان حقيقي لها.

*مدير عام اذاعة عمان نت

 

أضف تعليقك