يشارك الاردن اليوم العالم الاحتفال باليوم العالمي للسكان الذي يصادف في الاول من شهر تشرين الاول من كل عام ،وهنا يتبادر الى الذهن من هم المسنين ،انهم اجدادنا وابائنا وسنكون نحن،فكل منا سيواجه التصحر في بدنه ليؤول الى بطء التجدد في خلاياه ليصبح مسناً بامس الحاجة الى العون والرعاية .

وقد دعت الامم المتحدة على لسان امينها العام إلى ضمان كرامة وسعادة كبار السن، وعلى الرغم من وجود تعهد من الدول بمكافحة التمييز ضد هذا الجزء الهام من المجتمع، إلا أنه يتم انتهاك حقوق كبار السن كل يوم.

تشير آخر الدراسات العالمية الى أن العقود المقبلة ستشهد زيادة كبيرة في اعداد المسنين حول العالم, لهذا يشهد العالم تحركاً واهتماماً زائدين لبحث قضية الشيخوخة. وقد افاد تقرير من الامم المتحدة أن عدد السكان الذين تبلغ اعمارهم 60 سنة فما فوق بلغ 600 مليون نسمة عام 2000 وهو ثلاثة اضعاف عددهم عام 1950.

وفي عام 2006 تجاوز عدد كبار السن 700 مليون نسمة. ومن المتوقع أن يكون هناك مليار مسن على قيد الحياة عام 2050 مما يفيد ضمنياً بتضاعف عددهم مرة أخرى ثلاثة اضعاف على مدى 50 عاما،اي سيكون هناك مسن واحد من بين 5 اشخاص .

وتوضح احصاءات منظمة الصحة العالمية أن هناك 226 مليون شخص ممن تجاوزت أعمارهم الستين عاماً في اوروبا وأمريكا ودول جنوب شرقي آسيا, و171 مليون شخص في الدول النامية في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية.‏‏‏ ومن الجدير بالذكر ان أغلبية المسنين من النساء، وفي جميع أنحاء العالم هناك 81 رجلاً تصل أعمارهم الى ستين أو أكثر لكل 100 امرأة. ومن بين الأكبر سناً هناك 53 رجلاً لكل 100 سيدة.

وتشير أحدث الاحصاءات الدولية الى تغير ملحوظ في التركيبة السكانية في الدول الغربية نتيجة الزيادة الكبيرة في اعداد المسنين حيث بلغت نسبتهم أكثر من 20% من عدد السكان, حيث بلغ المتوسط العام للأعمار في الولايات المتحدة الأمريكية 77,6 سنة وفي اوروبا 74,1 سنة وفي قارة أمريكا الجنوبية 70,4 سنة مقابل 67,9 سنة في آسيا و51,4 سنة في افريقيا. ويبلغ عدد المسنين فوق 80 سنة في الصين 11 مليون شخص أي ما نسبته 16% من عدد المعمرين في العالم, وهناك 25% من المسنين في دول اوروبا وأمريكا الشمالية, وحوالي 5% من سكان القارة الافريقية مسنون.‏‏‏ وأظهر التقرير ارتفاع متوسط الاعمار في الدول العربية وهو ما يدل على الوعي وتوفر خدمات صحية متقدمة .وقد تصدرت الكويت البلاد العربية في ارتفاع متوسط الأعمار حيث بلغت 76,7 سنة تليها الامارات 75.8 سنة وعلى التوالي البحرين 73,8 سنة والسعودية 72,9 سنة ومصر 66,6 سنة في حين أن اريتريا تأتي 49 سنة،كما تشير التقديرات السكانية لعام 2009 في الأردن إرتفاع في العمر المتوقع عند الولادة الذي وصل إلى 73.0 سنة (71.6 سنة للرجال و74.4 سنة للنساء )والذي يعد مؤشرا" على زيادة أعداد كبار السن في الأردن.

وفي الاردن هنا لا يسعنا الا أن نتوجه بتحية اكبار واجلال لكل الذين عملوا وعلمونا وأكسبونا خبراتهم ونستذكر كل اسهاماتهم التي لا زالت بصماتها ترنو على جبين هذا الوطن ولا ننسى كل الذين يمدون يد العون لهم ،،، .

أظهرت بيانات مسح العمالة والبطالة لعام 2009 بأن غالبية المسنين في الأردن تنحصر في الفئة العمرية 60 سنة فأكثر ويشكلون نسبة 6.3 من عدد السكان، فإن النسبة الغالبة للمسنين من الأعمار (60 سنة فأكثر ) تقع ضمن فئة الأميين ،حيث يشكلون نسبة 40.7 من إجمالي النسبة الكلية للمسنين، في حين لم تتعد نسبة المسنين من حملة المؤهلات بكالوريوس فأعلى سوى 9.5 من إجمالي المسنين .

كما شكل المسنون في الفئة العمرية 60 سنة فأكثر نسبة 2.9 من مجموع القوى العاملة للسكان و10.5% من مجموع المسنين وهي الفئة الأقرب الى سن التقاعد وعادة ما يتمتع أفرادها بصحة جسمية ونفسية جيدة تمكنهم من العمل بشكل فعال في السنين التالية للتقاعد وهذه النسبة من المتوقع لها الزيادة في الأعوام القادمة.

كما يتوقع أن يرتفع عدد المسنين في الأردن وفقا" لمنظمة الصحة العالمية ليشكل 7.6 من إجمالي السكان لسنة 2020 و11 بالمائة لسنة 2035