المرأة الأردنية.. تحديات تنفيذ المشاريع الصغيرة والمتوسطة

الرابط المختصر

 

بُذلت العديد من الجهود في الاردن لتفعيل دور النساء في مختلف القطاعات، باعتبارها قوة عاملة يجب استثمارها لتنشيط اقتصاد البلد، ولكن هل تشكل النساء جزء من عالم ريادة الأعمال الأردني في ظل التحديات الاقتصادية ضعف المشاركة الاقتصادية للمرأة؟

 

ياسمين حسين، تروي تجربتها في تنفيذ مشروع صغير لتكون جزءً من اعالة الأسرة، ولكن ما واجهته أثناء محاولتها جعلها تدرك مدى صعوبة الأمر، "التحدي الأكبر لا نملك مهارات تكنولوجية تساعدنا على الترويج للمشروع ومواكبة التطور في تنفيذ المشروع"

 

بدأت محاولتي من خلال برنامج تمكين اقتصادي للنساء، ولكن تم وضعنا ضمن إطار نمطي في نوعية المشروع التي لا تشكل جزء من اهتمامات غالبية النساء المشاركات، حيث أجبرنا على اختيار فكرة ضمن أهداف المشروع لنتمكن من استثمار الفرصة.

 

وتكمل ياسمين حديثها قائلة "لا نرغب بمشاريع نمطية تحد من قدرتنا على التنافس مع ريادي الأعمال في المجالات الأخرى"، وتكمل حديثها ان هذه النمطية لا تضمن استمرار المشروع في ظل تغير اهتمامات الناس واحتياجهم، كما أننا لا نملك المهارات التي تضمن الجودة والتعبئة والتغليف والتسويق والترويج وإدارة الأعمال والتمويل.

 

اظهرت نتائج دراسة تقييمية نفذتها تضامن أن النساء اللواتي يعملنّ على تأسيس مشاريعهنّ بصفة فردية لديهنّ معرفة بسيطة حول تأسيس المشاريع، ويعتمدنّ على خبراتهنّ البسيطة في هذا المجال خاصة عندما تكون المشاريع مبنية على الأعمال التي تمارسها النساء باستمرار مثل المطابخ الانتاجية. 

 

نسب تعليم عالية ومشاركة ريادية ضعيفة

يسجل الأردن نسبة عالية على صعيد تعليم الإناث، ولكن لا يتم استغلال حقيقي لهذه النسبة في المشاركة الاقتصادية، هذا ما أكد عليه الخبير الاقتصادي جواد عباس بحديثه لعمان نت، رغم النجاح الكبير للإناث في التعليم إلا أنه لا يتم استثمار هذا النجاح على المستوى الاقتصادي من خلال ريادة الأعمال المتمثلة بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة 

وأضاف عباس، اعتماد النساء على مشاريع نمطية ليست مشكلة ولكن يجب تمكينها بمهارات حديثة مثل استحداث قيمة مضافة على المشروع ليتناسب مع حاجة السوق، "يجب أن يكون ضمن مناهج التعليم المنهجيات الحديثة للاقتصاد الخدمي والمعرفي لتتمكن المرأة من النجاح" يقول عباس

واكد ان يجب على المؤسسات وبرامج التمكين الاقتصادي توسيع مداركها اثناء دعم النساء في تنفيذ المشاريع الريادية، واستثمار نتائج جائحة كورونا من خلال تزويدهم بالمعارف حول الية الوصول والتشبيك مع الاقتصاد الخارجي من خلال الاتصال عن بعد عبر التكنولوجيا.

 

وبحسب اخر المسوحات فإن نسبة النساء صاحبات الأعمال بلغت (4.7%) وصاحبات أعمال بدون وجود مستخدمين معتادين – أي يعملن لوحدهن (3.1%) مقابل 17.3% من الرجال أصحاب الأعمال من مجموع الرجال العاملين



 

تحديات تواجه المرأة في تأسيس المشاريع

العديد من المعوقات التي تحول دون مشاركة المرأة في المشاريع الصغيرة والمتوسطة بشكل فعلي، الدكتور سليمان الخوالدة خبير في تأسيس المشاريع الصغيرة في برنامج "طلة صبح "عبر أثير راديو البلد قال "المرأة الأردنية تخطت مشاريع المطبخ الإنتاجي وأصبحت تقدم خدمات من خلال مشاريعها للمجتمع" 

 

وفي سياق آخر قال الخوالدة: ان المرأة الأردنية وضعت نفسها ضمن إطار معين في المشاريع لاعتقادها متطلب في المجتمع المحلي، وهناك سيدات مشاريعها أصبحت قصة نجاح، لاستخدامها أسس التنمية الحديثة والتكنولوجيا وهذا ما يحدده طبيعة المنطقة والمجتمع.

 

واكد الخوالدة في حديثه أن مشاركة المرأة الاقتصادية في هذا المجال مهمة لما تعكسه من آثار إيجابية "المرأة تشعر أنها منتجة ضمن أسرتها والمجتمع المحلي وتساهم في دفع العجلة الاقتصادية في ضوء زيادة متطلبات الحياة  مما يرفع مستوى التمكين المعرفي والقانوني لديها" يقول الخوالدة

وفي حديثه عن التحديات التي تواجه النساء في تنفيذ المشاريع قال الخوالدة: التمويل اكبر تحدي يمكن أن يواجه النساء، واستدامة المشروع، بالإضافة الى بعض الشروط والمعيقات ضمن الإجراءات القانونية التي يجب على مؤسسات المجتمع المدني العمل عليها مع الحكومة لتذليلها.

وأشار الى أهمية التوعية في الفرص "يجب ان تعلم السيدات ما هي الفرص المتاحة في المجتمع والاطلاع على الفرص الأخرى لتصبح لديها مشاريع ريادية متنوعة ومختلفة" يقول الخوالدة

 

وفي نهاية الحديث أكد الخوالدة على ضرورة مراجعة بعض التشريعات التي لها علاقة بالتراخيص ودعم المرأة من قبل الجهات الحكومية، وتمكينها معرفياً بالفرص والدورات التدريبية في ريادة الأعمال من قبل المنظمات الدولية

وبالنسبة للقطاع الخاص عليه الوقوف مع القطاع العام ومؤسسات المجتمع المدني لدعم المشاريع وتقديم التسهيلات المناسبة والمنح للنساء بدلا من القروض، وعلى المجتمع الحرص على الوقوف بجانب المرأة لتفعيل دورها في المشاركة الاقتصادية

 

ووفقاً لدراسة مؤسسة تطوير المشاريع الاقتصادية 42.3% من النساء على أن ”الخوف من الفشل" هو السبب الرئيس في امتناعهن عن إنشاء الأعمال الريادية، وأن فهم وإدراك الذات هو أحد أبرز الأسباب التي تؤثر على البدء في الأعمال بالنسبة لهن.