المجالي: بقاء الاحتلال الصهيوني محرك لصراعات قادمة

الرابط المختصر

شارك الأردن في اجتماعات الجمعية البرلمانية للاتحاد البرلماني من أجل المتوسط، التي بدأت في روما يوم الجمعة، بوفد من مجلس الأعيان برئاسة العين عبدالهادي المجالي.

وقال العين المجالي في كلمة له، إن الاتحاد تأسس لتجسير العلاقة وتمتينها بين دول ضفاف المتوسط، أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإن الآمال عقدت على أن يكون إطارا دوليا جامعا يسهم في تقريب الشعوب والأنظمة السياسية على قواعد الشرعية والأعراف الدولية.

وأضاف "أننا، وأقول ذلك آسفا، تعثرنا في المسعى الإنسانيّ والحضاري، ولم نتمكن بعد من زرع قيم التسامح والسلام على جنبات المتوسط، ولم نحققْ منجزا حقيقيا يزيدنا يقينا بأهمية اتحادنا منذ أسسناه في العام 2007، وزاد من تعثرنا ما أتت به الحكومة الإسرائيلية من شخصية متطرفة على رأس وزارة الخارجية، مسعاه وهدفه تدمير فرص السلام وجعل منطقتنا، وحُكمًا العالم، عرضةً وأسيرة للخراب والفوضى، وكأنه يريد أن تشتعل المنطقة بالحروب والفتن".

وأكد أن تعثر الاتحاد أصاب العمل البرلمانيّ بالشلل، في وقت كان يمكن فيه لبرلمانات المنطقة أن تلعب دورا محوريا في بناء أمتن العلاقات وتقريب وجهات النظر بين شعوب المنطقة، وإزالة المخاوف الموهومة عن أخطار يمكن أن تأتي من جنوب المتوسط لتمسّ أمن واستقرار شماله.

وبين المجالي أن الشرق الأوسط، وخصوصا دول شمال أفريقيا، يمر بأصعب مراحل تاريخه، حيث "سقطت أنظمة عربية ولا نعلم بعد إلى أين تسير الأمور في الجزائر والمغرب، والمخاطر كذلك تتهدد دولا مثل اليمن وعُمان والبحرين، وربما دولا أخرى غيرها تصبح على المحك في مقبل الأيام".

وقال إن على العالم، والغرب منه تحديدا وأوروبا على وجه التخصيص، أن يراجع نفسه ويقيّم معتقداته ومخاوفه التي قامت على أساس أن التغيير في الشرق الأوسط، إذا ما حدث، سيأتي بالإسلاميين المتطرفين إلى سدة الحكم، مشيرا الى أن التغيير تم على يد الشعوب لا على يد القوى السياسية المعارضة.

وأكد أن الأحزاب الإسلامية في العالم العربي تظلم عند ربطها، فكرا ومنهجا وآليات، بتنظيم القاعدة، ومن يراجع أدبيات الحركات الإسلامية في العالم العربي، يدرك تماما أنها لا تلتقي مع تنظيم القاعدة بل وتدين أفعاله.

وقال المجالي إن "الواقع العربي المتغير في اللحظة الراهنة، وطبيعة ما يفرزه من تحولات سياسية يدعوكم، في الضفة الشمالية للمتوسط، أن تقيموا وتراجعوا نظرياتكم ومواقف أنظمتكم، للبحث من جديد في الأسباب الحقيقية لثورات جنوب المتوسط".

وأعرب عن أسفه من الاستكبار الإسرائيلي وعدوانيته، تقابله مساندة أميركية، تثير سخط العالم العربي وشعوبه وشبابه على وجه الخصوص، إذ لا يمكن تسويغ وتبرير حرص واشنطن على تطبيق الشرعية الدولية بمكيالين، باستخدامها حق "الفيتو" إذا تعلق الأمر بإسرائيل، وتعطيل قوة القانون الدولي والمؤسسات الدولية التي يفترض أنها أنشئت لمساندة حقوق الدول والشعوب.

وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي هو محرك نزاعات وصراعات منذ تاريخ طويل، وعدم زوال هذا الاحتلال سيكون محركا لصراعات أشد دموية وعنفا، مبينا أن الأنظمة العربية التي تؤيد السلام محرجة أمام شعوبها التي تطالبها بقطع علاقاتها مع الاحتلال، لعدم جدوى هذه العلاقات وفشلها في إعادة الحقوق إلى أصحابها.

يذكر أن الوفد الأردني يتكون من العين حمد الكساسبة، والعين الدكتورة نرمين حربي

أضف تعليقك