اللوزي.. شخصية توافقية في الديوان الملكي
وضعت الرسالة الملكية لرئيس الديوان الملكي الجديد المهندس ناصر اللوزي عنواناً اساسياً للمرحلة المقبلة هو »مواصلة مسيرتنا في الاصلاح والتحديث والتطوير وتحقيق التنمية الشاملة«. كما حددت الرسالة شرط النجاح لاداء هذه المهمة وهو »التعاون الكامل بين جميع مؤسسات الدولة في اطار الرؤية الواحدة المشتركة«.
وأعاد جلالة الملك تأكيد هذا الشرط في موقع اخر من الرسالة بقوله »انني
على ثقة بانك ستعمل لتحقيق هذه الرؤية بمنتهى الحرص على مبدأ التعاون
والتنسيق بين سائر مؤسسات الدولة واجهزتها«.
ناصر اللوزي شخصية اصلاحية توافقية يجمع القدرة على التعامل مع الاطياف
السياسية والاجتماعية كافة ومنذ ان تردد اسمه قبل ايام لشغل منصب رئيس
الديوان لم تسجل على الرجل اي تحفظات او اعتراضات ذات قيمة من الاطراف
كافة وهو حسب المقربين منه لا يملك اجندة خاصة او مشروعاً ثأرياً ضد احد.
وهذه مواصفات ملائمة تماماً لرئيس ديوان يتطلب منه موقعه الانفتاح على
الجميع »ليبقى باب الديوان كما كان على الدوام مفتوحاً للجميع«.
الرسالة الملكية وشخصية اللوزي تؤسسان لدور مختلف لرئيس الديوان يتكامل
ويتناغم مع مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية بعيداً عن التغول او
الاعتداء على الصلاحيات كما حصل في مرحلة سابقة. ورئيس الديوان الجديد
الذي تقلد من قبل مناصب وزارية عدة يدرك قبل غيره اهمية الحفاظ على
الولاية العامة للحكومة ولرئيس الوزراء وبناء علاقة قائمة على التنسيق
والتعاون وليس التنازع والتنافس.
والى جانب اللوزي سيلعب مستشار الملك الزميل ايمن الصفدي دوراً مهماً في
المرحلة المقبلة. فالصفدي الذي يتمتع بعلاقات طيبة مع اللوزي ومراكز صنع
القرار في البلاد سيكون قادراً عبر بوابة اعلام الديوان ان يطلع على ملفات
سياسية كثيرة ومهمة لاسناد صاحب القرار وبناء تصورات للمرحلة المقبلة بكل
ما تحمل من تحديات داخلية وخارجية.
خرجت كل الاطراف الرئيسية في الدولة من الازمة السابقة بدروس واستخلاصات
اساسية اهمها ضرورة تحديد الادوار ومساحتها واعادة الاعتبار لقيم الدستور
كمرجع للاطراف كافة.
بانتظار التعديل الوزاري المؤجل الى اشعار آخر يبعث المشهد السياسي الحالي
في الدولة على التفاؤل بامكانية العمل بروح الفريق الواحد لان المرحلة
المقبلة تحتاج بالفعل الى فريق وطني واحد يعمل من اجل مصلحة الاردن اولاً
واخير











































