اللاجئون: إهمال العالم يجّمد "العودة" ويحي البحث عن سبل العيش

الرابط المختصر

ليس سراً تراجع الخدمات في مخيمات اللاجئين في كل مكان، وليس سراً أيضاً أن تتبادل الجهات الدولية والاقليمة الاتهامات لهذا التراجعوبغض النظر عن المسؤل فإن الخاسر المتسلسل دائماً أولئك الذين خسروا وطناً في يوم من الأيام والآن هم على وشك أن يخسروا إنسانيتهم التي تهددها مصالح دول، وعجز أخرى عن تقديم دواء لمريض ولوح وطباشير لتلميذ اعتاد أن يتجرع المرارة متلازمة مع حروف المدرسة الأولى.
المخيمات خطيئة العالم الكبرى بحق من هجروا من أرضهم ليحتلها آخرون وبتواطئ عجيب يتم تبادل أدوار الشتات حتى اللحظة.
وبعيداً عن حق العودة لوطن واحتضان تراب غالي مرة أخرى، فإن البحث عن الكرامة أصبح منوط بقرارات رسمية تخرج من غرف اجتماعات مكيفة في منتجعات مترفة متعلقة بمصير فقراء تعريهم الغربة ويذبحهم الجوع يومياً.
اللاجئ عمر خميس رئيس نادي البقعة الرياضي من مخيم البقعة أكبر المخيمات في الأردن إذ يضم ما يقارب 150 ألف لاجئ، يعاني كغيره من أبناء المخيم من تراجع  مستوى الخدمات التي أعتاد أهالي المخيم تلقيها منها بشكل ملحوظ مما أثر سلبياً على حياتهم في المخيم"فخدمات الصحة والتعليم للمخيم بدأت بالتقلص والتراجع من حيث النوعية، كما أن المساعدات العينية والنقدية توقف للأحياء الفقيرة"
هذه المعاناة أصبحت مشكلة شعبية ورسمية تكاد تنفجر في وجه الحكومة الأردنية كما هو الحال في باقي الدول المضيفة للاجئين ولذلك بادر الأردن إلى المطالبة في اجتماع اللجنة الاستشارية للوكالة الذي عقد الأحد في البحر الميت بحضور الدول المانحة والدول المضيفة للاجئين، بزيادة ميزانية الأونروا في الأردن بنسبة 9 % مقارنة عما كانت عليه العام الماضي، بحيث تصل إلى 228 مليون دولار خلال عامي 2008 – 2009، بعد أن كانت 105 مليون دولار عامي 2006–2007"
ويؤكد النائب عن مخيم البقعة محمد عقل على عدم قدرة الأردن على تقديم خدمات كافية للمخيمات، وأشار إلى عدم منطقية الطرح الذي يقول بإلغاء وكالة الأونروا وترك موضوع رعاية اللاجئين للدول المضيفة من ناحيتين ألأولى إنسانية إذ أن اللاجئين هم تذكير للعالم بعدالة القضية الفلسطينية وتقصير العالم تجاهها وبالتالي يجب إبقائها حية في ضمير العالم، والناحية الثانية عدم قدرة الدول المضيفة على الوفاء باحتياجات اللاجئين ومن ضمنها الأردن التي رغم تقديمه للخدمات المعينة خارج إطار الأونروا إلا أن مقدراته ضعيفة ولا يستطيع القيام بهذه المسؤولية"
 
بدوره قال مدير دائرة الشؤون الفلسطينية وجيه العزايزة إن "هذه الزيادة إذا أقرت ستعمل على تحسين نوعية ومستوى الخدمات التي تقدمها الوكالة إلى قرابة مليون و800 ألف لاجئ يشكلون 42% من نظرائهم في الدول المضيفة"، مشيراً إلى أن الزيادة ستوجه نحو زيادة عدد المدارس التابعة للوكالة والتعيينات وزيادة الموازنة المخصصة لحالات العسر الشديد إضافة إلى الخدمات الصحية الأخرى".
هذا ووجهت اللجنة العليا للدفاع عن حق عودة اللاجئين الفلسطينيين في الأردن مذكرة إلى اجتماع اللجنة الاستشارية للوكالة أكدت فيها ضرورة استمرار خدمات الأونروا والعمل على تحسينها واتساعها باعتبارها تجسد استمرار الالتزام الدولي والقانوني والسياسي بقضية اللاجئين، مطالبة بعدم تحويل خدماتها للدول المضيفة أو لمنظمات أخرى، وعدم إقحامها في مشاريع التسوية واستحقاقاتها".
  
من جانبها، قالت المفوض العام للأونروا كارين أبو زيد " أن الدول المانحة لم تلتزم حتى الآن سوى بدفع 100 مليون دولار فقط من أصل 246 مليون دولار قيمة مناشدة الطوارئ في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ولفتت إلى أن الاونروا قامت بزيادة ميزانيتها لعامي 2006 – 2007 بحوالي 30% حتى تلبي الاحتياجات المتزايدة للاجئين والعمل على تحسين نوعية الخدمات المقدمة إليهم، ولكن لا توجد أية مؤشرات حالية على التزام الدول المانحة بها.
وبحسب الوكالة، فإن عدد طالبي خدمات الأونروا في الأردن قد ازداد أخيراً بنسبة 27% كما ارتفعت نسبة الفقر بشكل ملحوظ.

أضف تعليقك