الكوتا النسائية تذكرة عبور للبرلمان
عادة ما يأخذ المواطنون على المرأة اهتمامها بالبعد الاجتماعي أكثر من المجالات السياسية والاقتصادية، لكن أستاذ العلوم السياسية والمختص بالشؤون البرلمانية والديمقراطية، هاني ودعان الدعجة، لا يعتبر ذلك "نقطة ضعف" لأن الذي أوصل النواب للبرلمان هو القضايا الاجتماعية الخدمية وليس السياسية.
وزاد الدعجة: "إذا استغلت المرأة ذلك بطريقة جيدة فقد يتيح لها الوصول الى البرلمان, فنشاطات المرأة الاجتماعية في المجتمع يتطلب منها تفعيل هذه الأمور، مما يعطيها الفرصة للوصول إلى قبة البرلمان .
وأضاف د. الدعجة إن مشاركة الرجل السياسة ضعيفة لأنه لم ينتخب على أسس سياسية وحزبية ,ولدينا قصور من الرجل قبل المرأة وإذا أردنا انتخاب مرشح لمواقفه السياسية أو انتمائه الحزبي فإن الانتخابات على أسس سياسية تشكل 3.6 % ,أما انتخاب مرشح على أسس عشائرية وعلاقات شخصية وبعد خدمي، وفق الدرسات والاستطلاعات السابقة، فإنه يشكل 93% ولدينا خلل كبير عند التعاطي مع المشاركة السياسية كقواعد شعبية وانتخابية فهي لا تفرز الناخب الكفؤ فالقواعد لم تستطع أن توصل النائب المناسب في المكان المناسب .
وطالب د. الدعجة الأحزاب بأن تكون مع نبض الشارع وأن تعكس ذلك على عملها الحزبي وحمل الهموم وأن تكون على تماس مع قضايا الناس وإيصالها إلى الحكومة في حال وصلت إلى البرلمان، لدينا خلل في المعايير التي يتحدد على أساسها النائب الأقدر على الوصول إلى البرلمان.
ومن وجهة نظر د. الدعجة فإن المرأة في الهيئات النسائية والمنظمات النسائية مقصرة، وليس لدينا مرشحات تحمل برنامجا نسويا , النائبات لم تحمل قضايا المرأة. قد تسهم قضايا المرأة في وصولها للبرلمان لكنها لا تبذل جهدا لمعالجتها تحت قبة البرلمان.
وقال إن قانون الأحزاب الأردني الصادر مؤخرا، لا يشجع على انخراط المرأة في العمل الحزبي والسياسي، فقد ربط تمويل الأحزاب بشرط وجود المرأة في قيادات حزبية ,فكلما كان في الحزب قيادات نسائية تزيد الفرصة بالتمويل، أي يتناسب التمويل طرديا مع وجود المرأة في المواقع القيادية في الحزب .
وأشار الى أن الكوتا النسائية لا يجب أن تكون هدفا بل وسيلة، وقبولها كمحطة حتى توصل المرأة للبرلمان وبالتالي يتطلب منها توسيع نشاطها داخل البرلمان من أجل خدمة قضايا المرأة من تحت القبة ,ومن خلال ذلك يتسنى إقناع المواطن والمرأة بالمشاركة السياسية .
وقالت النائب فلك الجمعاني لبرنامج "صاحبة القرار" على راديو البلد: "أهلي شجعوني على خوض العمل السياسي.. وكانت مدة قصيرة وحصلت على النجاح ..وأثبت قدرتي وعملت بكل طاقتي. والغالبية طلبت خوضي الانتخابات، وتمكنت من الحصول على كرسي تنافس مع 17 مرشح ونجحت ولأول مرة في اللواء، بـ 3301 صوت، وهو أكبر عدد من الأصوات".
وأضافت: "مجتمعنا ذكوري، والمرأة لم تعتد على العمل السياسي. الكوتا شجعتنا لتغيير الفكرة عن النساء فالنساء قادرات على العمل السياسي".
وتتحدث عن تجربة الأحزاب عضو حزب "حشد"، عبلة أبو علبة: "لم تستفد كما يجب مما أتيح لها مؤخرا في قانون الأحزاب السياسية والتعددية، فالأعداد محدودة للغاية وجميعها متمركزة في الأحزاب اليسارية وحزب جبهة العمل الاسلامي " .
وأضافت: "البعض الآخر يتبنون قضايا المرأة والدفاع عنها ,ولديهم آليات محدودة التأثير لكن مثل هذه الآليات لم نجدها بعد منتجة على صعيد شعبي واسع، نطمح أن يكون للمرأة الأردنية حيز واسع في عملية التغييرعبر العمل المنظم السايسي المشروع وفق الدستور الأردني وهذا الأمر ليس قائما حتى الآن".











































