الكرش عند الشباب موضة أم ظاهرة سلبية والأردني من أكثر شباب العرب إصابة بـه

الرابط المختصر

"الكرش" عند الرجال وجاهة، مبعث فخر وجمال، هذا رأي بعض من الشباب، وثمة أناس يرون في الكرش الشخصية والرجولة، بينما فئة أخرى ترى أن ما يقوله أصحاب الكروش هو طريق للتهرب من ما يعانوه من كسل وتراكم شحوم في أجسادهم التي أصبحت في حدها الكبير كأجساد كبار السن مترهلة.



فلم يسعف الكثير من الشباب تقليد الجسد النحيل كنجوم هوليود أمثال براد بيت أو توم كروز، أو الجسد الممتلئ والمؤسس عضليا وبدنيا أمثال بروس ويلس وجان كلود فان دام، مكتفين بالاهتمام بأدوار هؤلاء النجوم في الأفلام فقط، راضخين لتراكم الدهون في منطقة البطن محدثة بدورها انتفاخ يعرف بلغة المجتمع بـالكرش.



"الكرش" يعتمد على حجم الخصر لدى الشباب، فإذا كان حجم الخصر ضيق ما يعنيه من حدوث كرش بسهولة لدى الشاب، بينما إذا كان واسعا فإن حدوثه ليس بسهولة وهكذا. ويذهب الكثير من الشباب إلى تسمية كروشهم بأسماء مختلفة تحببا وتسلية اعتمادا على أكثر المأكولات والمشروبات التي يتناولونها، والتي غالبا ما تكون مليئة بالنشويات والدهون والسكريات والأصباغ، ومن أنواعه "كرش المنسف"، "كرش الكولا"، "كرش الرز"، "كرش الخبز"، "كرش المياه"، أو "كرش الكحوليات".



ليس هذا فحسب، ففي إحدى الدراسات غير العلمية، كانت قد أجريت في لبنان قبل عدة سنوات تناولت سمات الشباب في كل دولة عربية؛ فكان برأيهم أن الشاب الأردني من أكثر الشباب في العالم العربي، معاناةً من عدم تناسق جسده أو تجانسه إضافة إلى انتشار "الكرش" فيما بينهم على نطاق واسع.



"الكرش" عند الشباب موضة ووجاهة والكثير من الشباب يزداد حلاوة مع كرشه. "الكرش" طامة صحية، وظاهرة ليست جيدة بل سلبية تعكس خمول الشباب وكسلهم؛ رأيان متناقضان، فكيف يجد الشاب نفسه مع الكرش، وما هي نظرة الآخرين له!



الشاب محمد لا يرى بكرشه مشكلة أو مثار اهتمام، ويقول "لا تهمني النظرة الاجتماعية المنتقدة دوما لكرشي، لكن صحيا بالتأكيد فهو غير لائق".



ويعلق الشاب فراس عبد الكريم أنه "غير سعيد من كرشي، أجد صعوبة في ارتداء ملابسي"، بينما يرى صديقه فراس صالح أن "منظر الكرش لدى الشباب شنع، وقد يشكل مصدر إزعاج لصاحبه، والحمد الله لست مكرشا".



المحاسبة نهى بلبل ترى بأن كرش الشاب لا يؤثر عليه، بل ترى أن بعضهم يزداد جمالا، وتزيد "أحب الشاب الذي لديه الكرش، رغم أن صحته ينبغي أن تكون معتدلة لكن، يعجبني الشخص الممتلئ وتحديدا (المكرش)".



على عكس الرأي السابق، فإن الموظفة رناد الحلو ترى أن الشاب الذي لديه كرش ما هو إلا شخص يعاني من البدانة، "بل ويفقد الأناقة وقد يؤثر على شخصه وتفكيره ولا يوجد أحد في عائلتي يعاني الكرش".



الشابة سامية، تجد أن الكرش يفسد شكل الشاب وجماله وأنه دليل واضح على خموله الجسدي، ومظهر على عدم نشاطه أبدا. وتوافقها زميلتها عطاف الروضان وتضيف "منظر غير حضاري، وغير ملفت لي هذا الأمر، وأنصح أي شاب مكرش بالرياضة ".



ويعلق شاب رفض الإفصاح عن أسمه أن الكرش "اختراع تافه، ولا بد من اكتشاف دواء عاجل لكي يزيل الكرش عن صاحبه" – ملاحظة لديه كرش-.



وتشير سوسن إلى أنه " لا يهمني الشاب إن كان مكرشا أم لا، المهم فكره وعقله". وترى زميلتها حنين الرمحي أن ثمة شبابا يناسبهم الكرش وآخرين لا يتناسب أو يتناسق مع جسدهم.



سحر صبابا أم لشابين، تقول "لا أحب الكرش على الشباب أبدا وحتى على الرجال الكبار أيضا، ولا أجد مدعاة للتفاخر به أو السكوت عنه".



فيما يرى حازم ثلجي طالب صحافة وإعلام في جامعة اليرموك أن "الكرش يخرب اللياقة البدنية عند الشاب، وأنا أعاني منه وأحس أني (ختيار)، مثل الرجال الكبار، ويواجه الشاب المكرش الكثير من التعليقات في الجامعات، وعندنا بجامعة اليرموك الكثير من الطلاب يعانون منه".



في غضون ذلك، قام علماء في جامعة هارفارد الأمريكية، بإجراء دراسة أظهرت أن خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، وخصوصا مرض السكري يرتبط ارتباطا وثيقا بكبر حجم البطن والكرش عند الرجال، ووجد العلماء في دراستهم التي نشرتها المجلة الأمريكية للتغذية السريرية، بعد متابعة أكثر من 27 ألف رجل لمدة 13 عاما، أن محيط خصر الرجل, وليس وزنه أو عامل جسمه الكتلي الذي يقيس نسبة وزنه إلى طوله, كان أدق المؤشرات لخطر تعرضه للإصابة بمرض السكري.



الغذاء المليء بالمواد الصناعية، كالمأكولات السريعة مثل الهمبرغر والبطاطا والكاتشاب والمشروبات الغازية بأنواعها والشوكولاته...، هي جميعها عوامل تزيد من كمية الدهون المتراكمة في جسم الشاب، وما يزدها تراكما هو عدم اعتياد الشاب على اللياقة البدنية أو لديه أدنى معرفة بالثقافة الرياضية، وما يؤكد ذلك هو خواء الأندية الرياضية من الشباب وانجذابهم إلى المقاهي و"الكوفي شوبات"، جالسين يدخنون الأرجيلة ويأكلون الحلويات تاركين أجسادهم مرتعا للدهون.



طبيا، يرى الأخصائيون أن الأكل غير المتوازن وقلة الحركة، وطبيعة الجسد القابل لزيادة الدهون، عوامل تؤثر على حدوث "الكرش، وتشير أخصائية التغذية الدكتورة هانيا كريدية أن أكثر المناطق تراكما للدهون والقابلة للتراكم هي منطقة البطن وجوانب الخصر والأرداف، فإذا كان محيط الخصر يزيد عن 102 سنتيمتر وفقا لمقاس أي جسد فإنه معرض لحدوث تراكمات دهنية كبيرة، وبالتالي السكري وأمراض القلب.



وتلفت كريدية إلى أن طبيعة جسد تختلف من شاب لآخر، وأن أكثر الأماكن تعرضا للتراكمات الدهنية حسب الحالات التي تأتيها تكمن في منطقة البطن والأكتاف تحديدا، وتزيد " لا توجد رياضة أو حركة لدى الشباب، لا ركض لا لياقة جسدية في الأندية، ومع قلة الحركة فالدهون حدث ولا حرج وهذا ما يجعل الشباب العربي يعانون البدانة، على عكس الشاب الأجنبي النشيط".



وحول الحالات التي تأتيها للعلاج، تقول "يأتينا شبابا ورجالا ونساءً، يريدون التخلص من الشحوم الزائدة، ونحن هنا، بدورنا نعطيهم برنامج غذائي عليهم التقيد به، ويعاني الغالب منهم من صحة زائدة عن الوزن المثالي لكل جسم وخصوصا الشباب الذي يعاني تراكم الدهون على معدته وهي منتشرة بالأردن بكثرة".



شارحة الطرق التي من خلالها قد يزيل الشاب الشحوم المتراكمة، "الابتعاد عن أكل الزيوت الصناعية والمأكولات التي تحتوي على سعرات حرارية مرتفعة، والتقليل من أكل الوجبات السريعة والمشروبات الغازية"، لافتة إلى "ضرورة الإكثار من الخضروات والفواكة، والماء عوضا عن المشروبات الغازية، وأن يتزامن كل ذلك مع الرياضة وخصوصا الركض، وإقحام عادة الحركة والنشاط في برنامج كل شاب".



للوقوف أكثر على إقبال الشباب على الأندية الرياضية، يقول محمد أبو عليا يعمل في أحد الأندية الرياضية في منطقة ماركا الشمالية أن عدد المنتسبين للنادي هذا العام ّقل إلى الضعف عن السنوات السابقة، وباتت قلة منهم تأتي للتسجيل في برنامج السباحة أو الساونا فقط.



ويعزو أبو عليا ذلك التراجع إلى ظهور المقاهي وانتشارها بشكل كبير وانجذاب الشباب لها إضافة إلى الانشغالات اليومية، معقبا في نهاية حديثه "لكن برغم كل الانشغالات فهي لا تمنعهم من ممارسة تمارين المعدة والركض داخل منازلهم والتي تساعد بشكل أو بآخر على التخلص من الدهون والشحوم المتراكمة في أجسادهم".



إذا "الكرش" هو ترهل في عضلات البطن نتيجة عدم ممارسة الرياضة، وترسب كميات زائدة من الدهون في منطقة المعدة؛ وللخروج من هذه الحالة فثمة تمرين لعضلات البطن ما يعرف بضغط عضلات المعدة وبالتالي زيادة قوة هذه العضلات وعدم ترهلها.

أضف تعليقك