الكتب في أكشاك وسط البلد.. صيّفية البيع

الرابط المختصر

وسط البلد اسم يلتصق في ذاكرة كل من يرغب في تثقيف نفسه، إذ يتزين بأكشاك تتوفر فيها كافة أشكال الكتب المتنوعة، والتي يحتاج اليها القارئ ويجد فيها متعة، خاصة عندما ينتقي كتابه من أحد تلك الأكشاك.وتمتلئ تلك الأكشاك بالكتب الدينية والثقافية والروائية فضلاً عن الكتب السياسية والفكرية التي تعد الأكثرمبيعاً عن غيرها من الكتب، كما وتتوفر الكتب الجامعية التي يحتاج إليها الطلبة لكتابة أبحاثهم، ولا يعجز القارئ في حصوله عن أي كتاب.

الفكرية والسياسية الأكثر طلباً
وعن كثب وفي حديثنا مع أصحاب تلك الأكشاك المنتشرة في ساحات وسط البلد لمعرفة حجم إقبال مرتاديها ونسبة البيع فيها واكثر الكتب مبيعا .
 
قال سامي أبو حسين صاحب كشك الرافدين في وسط البلد "تتفاوت نسبة البيع ما بين فصل الصيف والشتاء، إذ تكون  بالصيف مرتفعة بسبب تزايد عدد الوافدين الى الأردن، وفي الصباح يكثر بيع الصحف اليومية والأسبوعية، وتكون ذروة البيع في فترة الظهيرة، ويزداد الطلب على كتاب معين اذا كان هناك حدث ما أو صدور كتاب مهم مثل الكتب السياسية المتعلقة بأحداث العراق".
أما عن نوعية الكتب الأكثر مبيعا أشار سامي "تندرج نوعية الكتب حسب الأكثر طلبا الفكرية ثم السياسية ومن ثم الروايات وبعدها الكتب الدينية وأخيراً الكتب التي تعتبر تجارية، ومن الكتب الفكرية مثل كتاب بنية العقل العربي للكاتب المغربي محمد عبد الجابري، والفكر الإسلامي للكاتب الجزائري محمد أركون، أما الكتب التي تباع بكثرة حالياً هي رواية بنات الرياض وعمارة يعقوبيان وشيكاغو"..
ويؤكد سامي بأن نوعية الزبائن تتفاوت أعمارهم من السن 12 الى 70 عاماً ولكلٍ متتطلباته، علما بأن هناك أعماراً صغيرة  يقرأون بالأدب الروسي، وغيرهم ممن يطلب الكتب العادية مثل الطبخ وما شابه ذلك.
ويشير سامي على أن معظم الكتب غير المتوفرة هي التي تمنعها دائرة المطبوعات ولأسباب معينة، وحين يعلم القارئ بها يدفعه الفضول بالسؤال عنها، حتى يعرف أسباب منعها مثل رواية شيفرة ديفنشي التي منعت لفترة وبعد أن أجيزت وزاد الطلب عليها.
 
إعارة بمبلغ رمزي.. وللطلبة نصيب
يحتوي كشك الشيخ هشام المعايطة الذي يسمى بـ(خزانة الجاحظ) كتباً متنوعة مثل التراث الإسلامي والكتب التاريخية والأدبية والقصص القصيرة  والروايات فضلاً عن كتب الطهي وقصص الأطفال، وأكد المعايطة أن "نسبة الإقبال على شراء الكتب قد قلت كثيراً عما كانت عليه سابقاً، وأعتقد بأن تزايد الفضائيات والإنترنت ساهمت في الإبتعاد عن الكتاب، وأصبح مقتصرا على فئة معينة، فضلاً عن سوء الأوضاع المادية والإقتصادية، لأن ثمن الكتب ارتفع كثيراً".
  
وعن الكتب الأكثر مبيعاً قال المعايطة "يعدّ المنهاج المقرر للطالب الجامعي هو الأكثر مبيعاً حالياً بما يحتاجه لكتابة البحوث فضلاً عن كتب الطهي والشعر".
وعن إذ كان هناك كتب ممنوعة أو غير متوفرة يؤكد المعايطة"لا يوجد أي كتب ممنوعة  فالأردن بلد ديمقراطي، ووزارة الإعلام تسمح بدخول أي كتاب، وإذ كان هناك كتب مفقودة فتكون غير موجودة في الأردن من الأصل".
 
ويتبع الشيخ هشام أسلوباً يختلف عن غيره من أصحاب الأكشاك وهي إعارة الكتب التي يحتاجها القارئ لمدة أسبوعين أو ثلاث بقيمة دينار فقط، كما أنه يقوم بتبديل الكتب الحديثة بالكتب القديمة وبمبلغ رمزي.
 
 
كتب الغزل عند سمور
يقول محمد حسين  صاحب كشك سمّور"أجد  أكثر الناس إقبالاً على الكتب الدينية والغزل إذ تباع عندي بكثرة، ويكون البيع على مدار العام  بنفس الوتيرة، ولكن بفصل الصيف يزداد نسبياً، مشيرا الى أن أكثر الزبائن هم من طلاب الجامعات، ويفتقد كشك محمد حسين بحسب ما يقول الى كتب الفتاوي الدينية، أما السياسية فلا يوجد طلب عليها.
 
حسب الأحداث السياسية.. والبيع لكبار السن
وتختلف نسب البيع من كشك لآخر حيث أن صاحب كشك الحوارني سليمان ابراهيم طه، يقول:"يزداد حجم الإقبال على شراء الكتب في فصل الصيف اكثر بسبب تواجد الزوار من سياح ومغتربين، أما في الأيام العادية يكاد معدوماً بعض الشيء فسوء الدخل المادي للفرد يحدّ من توجهه لشراء ما يرغب من كتب، وعلى النظير من ذلك ألاحظ  إقبالاً على الجرائد الإعلانية وما شابه ذلك أكثر من غيرها".
 
 أما الأوقات الذي يشتد فيها البيع يقول الحوراني "هي الأوقات المترتبطة بحدث ما مثل الأحداث السياسية كحرب العراق وإعدام الرئيس صدام حسين، مشيراًَ الى أن أكثرالزبائن ارتياداً على كشكه هم من كبار السن ويشترون الكتب القديمة والسياسية، أما الشباب فأكثر اهتماماتهم تصب بقراءة الروايات.
ويوافق الحوراني الشيخ المعايطة بأنه لا توجد هناك أي كتب ممنوعة أو غير متوفرة، قائلاً "أي شخص يحتاج الى كتاب يوصي عليه ويأتيه بالموعد الذي يريده، أما من يلحّ بالطلب على كتاب فأقول له وبكل وضوح أن الكتاب ممنوع وليس موجوداً على الإطلاق "عشان ما يغلبنا"، لإنه يكون غير موجود لدي فعلياً".
 
 
للكاتب الأردني نصيب أيضاً
أما أبو علي صاحب الكشك الأكثر شهرة ويسمى كشك الثقافة العربية يؤكد ما قاله زملائه سابقا بأن نسبة البيع تزداد في فصل الصيف تحديداً حيث يزداد عدد المغتربين والسياح من شتى البلدان المختلفة.
 
وضمن سلسلة غلاء المعيشة  أشار أبو علي الى أن سعر الكتاب أصبح أيضا مرتفعا ويختلف عما كان عليه سابقاً فالكتاب الذي كان يباع بدينار اصبح حاليا بخمسة دنانير، كما يوجد كتب وصل ثمنها 14 ديناراً، فالوضع المادي بالتأكيد يلعب دورا كبيرا، متفقاً على فكرة أن وسائل الإنترنت والفضائيات وغيرها ساهمت ايضاً في تقليل الطلب على الكتاب.
 
ورغم أن أقل الكتب طلباًً هي كتب الأدباء الأردنيين إلا أن صاحب كشك أبو علي يفضل بيعها أكثر من غيرها سواء كانت لشاعر أو روائي أو قاص.
 
أما عن الكتب الأكثر رواجاً والمتوفرة في كشكه قال أبو علي "تعتبر الرواية والكتاب السياسي هي من أكثر الكتب مبيعاً، ويفتقد كشكي الى الكتاب الأكاديمي المقرر للطالب، ولكن أستطيع هنا مساعدته بأن يذهب الى مكتبة الجامعة الأردنية أو مكتبة العاصمة فلا بد ان يجد هناك ما يريده، علما أن ثمن الكتاب المنهجي أصبح يصل الى 25 ديناراً فما فوق مما يضطر الطالب الى ان يستنسخ شيئاً من الكتاب بثمن رمزي بسبب عدم قدرته على شرائه".
 
ويزداد الطلب في المرحلة الآنية على رواية شيكاغو وعمارة يعقوبيان، ومن أفضل الروايات التي تباع عند أبو علي ثلاثية أحلام مستغانمي (ذاكرة الجسد وفوضى الحواس وعابر سرير).
ولا يقتصر مرتادي كشك أبو علي على فئات معينة فحسب، بل أصبحوا أيضا من أناس معروفين من أدباء وسياسين ونواب.
 
ويعجّ وسط البلد بالمثقفين والأدباء وبالسياح والوافدين، تماماً كما يعج بالمواطنين من ذوي الدخل المحدود والذي قد يمرّون من أمام تلك الأكشاك دون حتى أن تعيرهم عناوين الكتب اهتماماً أو مجرد لفت نظر.

أضف تعليقك