القضاء الأردني ينتصر لـ "سيدة جرش" بحبس مُعنفِها مؤبدا

الرابط المختصر

" انبسطت طبعا بقرار المحكمة لأنه في قانون أخذ حقي والقرار القضائي عادل بالنسبة إلي وراضية بالحكم".



بهذه الكلمات عبرت  فاطمة أبو عكليك المعروفة بـ”سيدة جرش”  عن سعادتها بقرار المحكمة  بالسجن المؤبد الذي صدر بحق زوجها السابق الذي أقدم على فقء عينيها واعتبرت انها أخذت حقها، وتعود الحادثة إلى قبل عام ونصف حيث أقدم الزوج على ضرب وتعنيف فاطمة حتى وصل الأمر إلى فقء عينيها، وكانت هذه الجريمة إحدى الجرائم التي هزت المجتمع الأردني بأكملة مما دفع بتحرك ناشطات وناشطين للمطالبة بأقسى العقوبات بحقه ووقف العنف تجاه النساء بالمجمل.

ويعلق والد فاطمة حول قرار المحكمة أنه يجب أن يكون إعدام لأنها جريمة بسبق إصرار وترصد وتخطيط، ولم يكن القرار مرضيا بالنسبة له.

 



وبالنسبة لوضعها الصحي تقول فاطمة أنها تخضع لمراجعات طبية لمتابعة حالتها الصحية بعد أن فقدت عينيها، اليمنى بالكامل وتعاني عينها اليسرى من تلف بالأعصاب، وهنا تناشد فاطمة الجهات المعنية والخيرية بتقديم المساعدة الطبية والمادية لمحاولة استعادة بصرها بعينها اليسرى، حيث أن العين اليمنى فقدتها تماما، بحسب فاطمة. وتعيش فاطمة حاليا في منزل والدها مع أبنائها الثلاثة بانتظار تجهيز البيت الخاص بها، الذي يتم تجهيزه بإشراف وزارة التنمية الاجتماعية، إلا أن أعمال التشطيب لم تكتمل حتى الآن، ومن المفترض أن يتم تسليمه في وقت سابق. وتتلقى فاطمة راتبا من وزارة التنمية مقداره 120 دينار فقط لأسرة مكونة من أربعة أفراد، مطالبة بزيادة المبلغ نظرا لتكاليف الحياة وأنه لا يكفي لإعالة أربعة أربعة خصوصا أنها تستعد لانتقالها لمنزلها في حال استكمال أعمال التشطيب فيه. 

 

وترى الصحفية والناشطة في قضايا المرأة والقضايا الجنائية رنا الحسيني ان هذا حكمٌ عادلٌ جدا ومتوقع لما يتمتع به القضاء الأردني من نزاهة وعدالة، والمهم هو صدوره من محكمة الجنايات لأنه يعتبر حماية للأسرة الأردنية، خصوصا أن كثير من قضايا التعنيف يكون الجاني من نفس العائلة وبالعادة يتم إسقاط الحق الشخصي. مشيرة  إلى أنه قابل للتمييز.

أخذت فاطمة حقها ولكن أخريات ما زلن حبيسات طبقات متتالية من العنف، كلما أزلنا طبقة انفجرت في وجوهنا أخرى  العنف ضد النساء ما ينسف  كل الجهود الداعمة للعدالة والمساواة في المجتمع، وتنفجر بوجوهنا رسائل مفخّخة مخفية لحجم الكراهية تجاه النساء، فضحها حجم التفاعل الاجتماعي المتحامل على كل من يدافع ويدعو لوقف سيل العنف الجارف تجاههن.