القصة وما فيها
الوقت هو بعد الظهر من شهر آب ..عادي وطبيعي ماشيين في المول.. طالعين الدرج الكهربائي حتى نوصل للسينما أنا وزوجي وهشام وطارق ..
وبما أن الأمس السبت المكمل للعطلة الأسبوعية فالمولات في عمان مكتظة بالسائرين جيئة وذهابا من كافة الأعمار..
باتجاه الطابق الثالث كانت أمامنا سيدة تلبس عباءة طويلة وتدفع عربة أطفال بيد واحدة وتحمل حقيبة بيدها الأخرى لم أنتبه إن كان الطفل داخل العربة... زوجي وقف مع هشام قبلي وخلف السيدة ثم أنا وطارق..
تحرك الدرج صعودا بينما المرأة تحاول أن توازن العربة على الدرج .. فقدت السيدة التوازن وكادت العربة تسقط من يدها فمسك طرفها زوجي محاولا المساعدة وبطبيعة الحال ابتسم للسيدة وتبادلا ربما كلمتين حتى أوصل العربة للطابق التالي، فما كان من رجل لم ننتبه له كان واقفا بمقدمة السلم ووصل قبلنا، إلا أن أخذ العربة بقوة من يد السيدة التي يبدو أنها زوجته وبدأ بالصراخ عليها كالثور الهائج..
الرجل لم يلتفت لزوجي ولم يشكره بل استمر بالصراخ وهي تحاول تهدأته دون جدوى، كنت أود لو أسأله لماذا كل هذا الغضب؟ ولم على رؤوس الأشهاد قلة الأدب؟، لو أن سيدة ساعدته في نفس الموقف هل لزوجته أن تصرخ في وجهه بنفس الطريقة؟، ليش ما استناها وساعدها إذا كان هالقد حضرته حمش ومابده حدا ثاني يساعدها؟، الله أعلم لو ما كان بالمول بركي كان أكلت كف على شكل الغضب اللي كان عم يطلع من عيونه!
إن ما حدث ويحدث خلال هذه المواقف التي نرى أبسطها مثل هذا ونسمع عن غيرها مثل الذي طلق زوجته لأنه رآها تحضر مباراة في الملعب أو الذي قتل أخته لأن أحد أقرانه قال له أنه رأى صورتها على هاتف أحد الشباب ... يجب أن يجعلنا نقف وقفة طويلة أمام ما يمكن أن نطلق عليه الثقة في العلاقات ...
وهنا يتجه سهم الإتهام نحو الأنثى على الأكثر..من قال أن تصرفات المرأة في كل مقام ومقال يجب أن تكون ملحوقة بعلامات الاستفهام من زوج أو أخ أو أب ... علامات استفهام تشي دائما بأنها منحرفة أخلاقياً أو فريسة سهلة أو غبية لا تستطيع أن تكون قيّمة على أفعالها ورغباتها حتى حضور مباراة مثلا.