القدس في يوم احتلالها

القدس في يوم احتلالها
الرابط المختصر

أين العرب ؟!  أين القيادة الفلسطينية ؟  أين تصريحات القادة الرنانة ؟! أين من يدعون أنهم القادة  والزعماء والفهمانين ؟! ... لم يجد أبو الرائد، ذلك الإنسان الذي لا يستطيع أن يخلد إلى نومه في "باب حطة" قبل أن يلقي التحية على حجارة القدس حجرا حجرا، وليس قبل أن يتمشى في أزقتها ويطمئن على أحيائها، غير أن هذه الأسئلة يعبر فيها عما يجول في خاطره من غيظ واحتقان على كل العرب.

لم يجد أبو الرائد غير هذه الأسئلة يطلقها بصوت عالِ وهو يشاهد أمام عيونه الغرباء يرقصون ويمرحون في شوارع القدس، ويحملون الأعلام الإسرائيلية التي غطت أسوار المدينة المقدسة وسماءها، في تصرف اقل ما يقال عنه انه استفزازي  مرافق بإجراء قهري من قبل الشرطة الإسرائيلية لأصحاب المكان وأهل المدينة. وأضاف أبو الرائد :" اكتب وانقل صرخات مقدسي يشعر بقلة الحيلة والعجز، انها صرخات مقدسي  شارف على  الإيمان بان القدس قد انتهت ولم يبقى في القدس إلا ذلك الغريب، فهو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة وصاحب السلطة والنفوذ، والمحتل الذي يؤمن انه صاحب الحق المطلق الذي منحه إياه الرب  !!".

 ما علينا
 المهم أن أبو الرائد ليس فريدا من نوعه، بل انه يمثل الشعور العام لسكان القدس والمقدسين  في ذلك اليوم الذي يطلق عليه المحتل بأنه "يوم التوحيد"، أو كما يسميه بعضهم "يوم تصحيح التاريخ". فهو نفس اليوم الذي تشرد فيه الأهل وتيتم الآلاف من المقدسين، ويوم أن انتهى التاريخ ليبدأ تاريخ يكتبه المحتل والمنتصر كيفما يشاء!! في هذا اليوم بذلت المؤسسة الرسمية الإسرائيلية بشرطتها وحكومتها وجمعياتها الاستيطانية والبلدية كل جهد ممكن من اجل التأكيد لأنفسهم أولا أن القدس هي مدينة موحدة، وهذه الإجراءات جاءت بطريقة فظة وبدون الاهتمام بأهل المدينة الأصليين الذي ابعدوا في ذلك عن المدينة لتخلو الساحة للمستوطنين بالعربدة تحت حماية حراب الشرطة والأجهزة الأمنية .

أما الغائب عن تلك  الصورة القاتمة فكان الجانب الرسمي الفلسطيني والعربي على حد سواء، فلم نسمع حتى تصريحا واحدا رنانا  كنا بحاجة إليه في ذلك اليوم لرفع المعنويات المنهارة، لم نسمعه لا من الرئيس ولا من رئيس الحكومة ولا من المحافظة ولا حتى من أي قائد سوى تصريح جاء من قبل  احدهم أثناء مشاركته مؤتمر صحفيا مع أعضاء كينست  من اليسار الإسرائيلي الغائب النائم !  أما العرب فلم نسمع ولن  نسمع منهم أي شيء عن القدس، فهي آخر، همهم حتى أولئك الذين يجب أن يقولوا لم يقولوا !  ما كان له  اثر سلبي بالغ على المقدسي الذي تثبت له الأيام مرة بعد أخرى انه  وحيد في الساحة وان البقية أصحاب التصريحات الرنانة والكلام الفاضي قد استسلموا وسلموا الجوهرة الغالية !

في يوم القدس بمره، أعلن رئيس الحكومة تخصيص الملايين من اجل الثقافة.. فبضعة ملايين لمتحف روكفلر من اجل جلب مزيد من المقتنيات ويصبح محط أنظار العالم، وبضعة ملايين من اجل إقامة المكتبة الوطنية بالقرب من الكنيست لتصبح مفتوحة للجميع، وعشرات الملايين من اجل التكنولوجيا وإقامة المصانع لإعادة الشباب إلى المدينة، بينما أعلن رئيس البلدية انه قرر توسيع حدود القدس لتصبح اكبر مدينة في إسرائيل، مؤكدا انه سيكون هناك أكثر من خمسين ألف وحدة سكنية خلال العشرين عاما القادمة -على ذمته - ثلث هذا الرقم مخصص للسكان القدس العرب !!

هذه هي خطتهم من اجل  القدس، فما هي خطة الفلسطينيين والعرب من اجل أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومهد السيد المسيح !! لا نريد أن نجيب على هذا السؤال لأننا سوف نصاب بحالة إحباط  يتبعها اكتئاب شديد !!  فالفرق شاسع  بين الأفعال والأقوال ... وخير دليل هو : القدس

 وحديث القدس  له بقية...

- نشر على  شبكة فلسطين الإخبارية

أضف تعليقك