الفضائيات الترفيهية والأحوال الجوية أبعدت المواطن الأردني عن العلاقات الأسرية

الرابط المختصر

منذ قرار الحكومة بعدم تسليم الرواتب للموظفين قبل العيد، وما يحمله العيد لدى العائلات الأردنية من أعباء مادية من تجهيز الحلويات أو تقديم الأضحية وغير ذلك من المصاريف الاعتيادية، ترى بعض العائلات أن قرار عدم تسليم الرواتب كان صائبا، لكن ثمة عائلات ابتعدت عن مظاهر الاحتفال بالعيد، حيث لزمت بيتها وتسمرت أمام التلفاز تتابع الأفلام المصرية التي أمطرتها الفضائيات العربية بغزارة على المشاهد العربي. تأمين المتطلبات التي تحتاجها العائلات في كل عيد، دفع بالكثير من العائلات إلى الاقتصاد بالمصروف، واختصار الكثير من الاحتياجات، وهذا ما يؤكده المواطن رياض رامز،" لا يوجد راتب، لا يوجد مال لسد احتياجات العيد، اختصرنا الزيارات العائلية، تهربا من العيدية للأطفال، أو لوالدتي المسنة والتي عودتها في كل عيد بالعيدية، هذا حالنا كان، لم أصدق على الله أن ينتهي العيد كي ارتاح من هذا الشعور؛ وهو الإفلاس، الله لا يذوقه لأحد".



حال رامز لم يكن حكرا عليه لوحده، إنما أيضا على السيدة حنان عامر، والتي بدورها قالت أنها لا تعرف كيف مضى العيد وكيف تم تأمين المصاريف من تحضير المعمول أو القهوة أو السكاكر والشوكولاته، وتضيف أنها غير معترضة على قرار الحكومة في تأجيل الرواتب لأنها بالنهاية لصالح الموظفين جميعا كي لا يصرفوا رواتبهم ويجلسون حتى آخر الشهر ينتظرون الرحمن، إنما تعترض وتلوم التجار والباعة الذي زادوا الأسعار وكأن الموظف بلوعة نقود حيث لا رقابة كما يجب على حد تعبيرها.



ليس المصروف وحده الذي ألزم العائلات بعدم الخروج من بيوتها إنما الأحوال الجوية أيضا، وكثرة البرامج الترفيهية على الفضائيات العربية، وانعزال المواطن الأردني على نفسه، تلك الأسباب قدمها المواطن جميل رمضان أبو مشعل، "حتى لو تسلم المواطن الراتب، فالأحوال الجوية، وما تحمله الفضائيات العربية من مساحات الترفيه، واتجاه الكثير من العائلات الأردنية إلى الانعزالية، كلها دفعتهم إلى عدم الاحتفال بمظاهر عيد الأضحى أو حتى الخروج لزيارة الأسرة الكبيرة".



المواطن ناصر رشيد، قام بسحب سلفة من راتبه عبر "الكريدت"، من خلال البنك، قائلا "منذ قررت الحكومة عدم صرف الرواتب قمت بسحب سلفة على راتبي وهذه طريقة واضحة للكثيرين، لكن قد يجد الموظف لذة أخذ الراتب كاملا هو الأهم، وحول المصاريف لم نصرف كثيرا وكنا قد خططنا في السابق لمصاريف العيد، لكن، يظل البقاء في الدار هو العنوان الأبرز في عيد الأضحى".



لعل الخمول والنوم، حال الكثيرين في العيد، حيث تعطل الحكومة الدوائر الحكومية والجامعات، خصوصا بعد دخول الفضائيات العربية بكافة أنواعها الغنائية والسينمائية والإخبارية، ليدفع المواطن الأردني إلى عدم الخروج من البيت وجلوسه متسمرا أمام التدفئة، مبتعدا عن الزيارات العائلية أو حتى ارتياد المقاهي، وهذا ما أكده مجموعة من المواطنين الذين اجتمعت آرائهم حولها.



لكن، هل الشباب وجد طريقة للخروج من الروتين الذي اعتادته العائلات في تمضية أوقات العطل، يجيب طالب الهندسة أحمد العكاوي أنه وزملائه قاموا بارتياد أحد دور السينما لحضور فيلم عربي أقيمت دعاية كبيرة له، وأنه متأسف لحضوره الفيلم الذي لم يكن موفقا بحسبه، حيث ندم على دفعه ثمن التذكرة، وأنه كان من الأجدر له أن أشترى كروز دخان.



ويردف قائلا "لم أرتاد المقاهي أو المنتزهات أو المطاعم المغلقة، وأفضل البقاء في البيت والصحو متأخرا ومتابعة أحدث الأفلام الأجنبية".



لوم الحكومة على تعطيل الأعمال والأشغال، كان ما شغل بال المواطن علي الرياطي حيث يعلق "في الدول الأجنبية يكرهون العطلة، وعندما يعطلون هذا يعني، كارثة لهم، نحن هنا نموت على العطل، بل ونتمنى أن تكون أسابيع، لا يزال وعي المواطن منصبا في الجهد الأقل تكلفة والكسل، لا أحب العطل أبدا، وأنتظر الساعة التي أداوم فيها، علنا نجد في الدول الغربية مثلا في ذلك".

أضف تعليقك