الـ"سي آي أيه" تكشف عن قصور سهّل عملية خوست

الـ"سي آي أيه" تكشف عن قصور سهّل عملية خوست
الرابط المختصر

نقلت وكالة "سي ان ان" عن مسؤول استخباراتي أمريكي كشفه عن أن عناصر من وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA والاستخبارات الأردنية شككوا في مصداقية "همام خليل البلوي"، إلا أن تلك المخاوف لم تنقل إلى الأطراف المعنية في قاعدة عسكرية بأفغانستان، حيث فجر نفسه بعملية قتل فيها تسعة أشخاص، من بينهم سبعة من عناصر المخابرات الأمريكية، نهاية العام الماضي.

وذكر المصدر، بحسب "سي ان ان" أن ضابطا من الاستخبارات الأردنية أعرب إلى نظرائه الأمريكيين في عمان عن شكوكه حيال البلوي، وإمكانية عمله لصالح تنظيم القاعدة ومحاولة استدراج الأمريكيين إلى فخ، "إلا أنه للأسف لم يتم توثيق تلك المخاوف بشكل صحيح أو نقلها من خلال القنوات الرسمية".

وأوضح تقرير الوكالة أن تلك المعلومات جاءت في سياق جزء من مراجعة شاملة أجراها جهاز الاستخبارات الأمريكي حول الهجوم الانتحاري الذي قام به البلوي من خلال تفجير قنابل أخفاها تحت ملابسه.

وأكد المصدر الأمريكي أنه لم تجر إحاطة القنوات الرسمية أو الأشخاص المعنيين بالشكوك حول البلوي، تحديداً في قاعدة "خوست" العسكرية، للتعامل بحذر مع "العميل"، الذي نظر إليه باعتباره "مكسبا ثمينا"، كما لم يتم تفتيشه داخل القاعدة، للاعتقاد بأنه قد أخضع لذلك قبيل السماح له بدخول المنشأة العسكرية.

كما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الأربعاء تقريرا يقول إنه قبل ثلاثة أسابيع من تفجير "عميل أردني" مزدوج قنبلة في قاعدة نائية للـ"سي آي أي" في شرق أفغانستان في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، تلقى ضابط في "سي آي أي" في الأردن تحذيرات من أن من المحتمل أن الرجل يعمل لـ"القاعدة"، وفقا لتحقيق في الهجوم الذي أودى بحياة عدد من ضباط وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ولكن ضابط الـ"سي آي أي" لم يبلغ رؤساءه بالشكوك التي نقلها إلى الأميركيين ضابط استخبارات أردني.

وقال مدير "سي آي أي" ليون بانيتا الذي أعطى تفاصيل التحقيق للمراسلين الثلاثاء أن "المهمة نفسها يمكن أن تكون قد طغت عليها بعض القرارات والأحكام التي اتخذت هنا"، موضحا أن التقرير لم يوص بإلقاء اللوم على شخص بمفرده أو مجموعة أفراد بصفتهم مسؤولين عن "إخفاقات ممنهجة"، مؤكدا أن "هذه حرب" وأن من المهم أن تواصل "سي آي أي" الاضطلاع بمهمات تنطوي على المجازفة.

غير أن التحقيق الذي أجراه قسم مكافحة التجسس في الوكالة يقدم سلسلة توصيات لتحسين الإجراءات الخاصة بالتأكد من حقيقة المصادر وتطلب أن يتقاسم ضباط "سي آي أي" الميدانيون مزيدا من المعلومات مع رؤسائهم.

وفي أيار الماضي، نشرت مواقع إلكترونية متخصصة بنقل البيانات الصادرة عن مختلف الحركات المتشددة رسالة مصورة عرضها الذراع الإعلامي لتنظيم القاعدة، يظهر فيها البلوي، الملقب بـ"أبودجانة،" وهو يتلو رسالته الأخيرة قبل تنفيذ عملية "خوست" الانتحارية.

وأوضح بانيتا أنه على مدى فترة أشهر قدم الطبيب الأردني معلومات مصدرها منطقة القبائل الباكستانية ليؤسس بذلك علاقات ثقة مع مشغليه، وتقرر عقد لقاء في قاعدة خوست ليقابل البلوي الأمريكيين شخصيا لمناقشة طرق معينة يتمكن الطبيب الأردني عبرها من إيصال المعلومات إلى "سي اي ايه" بشكل مستمر.

"ولأنه كان مصدرا موثوقا به فقد سهلت إجراءات الأمن معه ولم يمر عبر الكاشف الأمني، فيما كانت مجموعة كبيرة من ضباط (سي اي ايه) قد احتشدت للترحيب به عندما وصل، إلا أن ضباط "سي اي ايه" أصابهم الشك حين اختار البلوي الخروج من السيارة من الجهة المعاكسة التي كان عناصر الأمن موجودين فيها لتفتيشه، وحينها أشهر حراس الأمن أسلحتهم ففجر البلوي صدريته الناسفة.

وقد أدت قوة الإنفجار إلى مقتل سبعة من موظفي "سي اي ايه" وضابط الاستخبارات الأردني والسائق الأفغاني، إضافة إلى جرح ستة آخرين من عناصر "سي اي ايه".

وكانت الحكومة الأردنية نفت في حينه أن يكون منفذ التفجير أردنيا وأنه "لا توجد للمملكة أي صلة من قريب أو بعيد بهذا العميل"، إلا أنها عادت وأكدت ذلك، مضيفة، على لسان وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال السابق د.نبيل الشريف أن أجهزة الأمن حصلت في وقت سابق على معلومات من "همام البلوي" عن الشخص الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.

أضف تعليقك