الغلاء سارق رواتب الكادحين

الرابط المختصر

بلغ أبو محمد من عمره العملي 17 عاما، مشتغلا في زراعة الحدائق التابعة لأمانة عمان، تحت مسمى "عامل مياومة" وبعد هذا العمر لم يتجاوز راتبه 230 ديناراً."أتمنى أن يتم تحويلي من نظام مياومة إلى مقطوع أسوة بزملاء لي في بلديات أخرى". ولدى أبو محمد 45 عاما من الأبناء ثمانية أما إيجار بيته 80 ديناراً، يقول: "أدرك ان الوضع الاقتصادي صعب على جميع الدول، ولكن نحن لا نريد الموت، نريد أن نعيش وان تزداد أجورنا".

يتمنى أن توافق "مشاريع الإسكان" على دخول عمال المياومة فيها، لكنه لا يأمل ذلك في الوضع الراهن "لأنهم يقتطعون ثلث الراتب ورواتبنا لا تكفي، لذلك أتمنى ان يرأفوا بحالنا".
 
محمد سنيد، رئيس لجنة عمال المياومة في الزراعة لا يرى في عيد العمال سوى ذكرى "لانتهاكات سجلت وتسجل بحق العمال من فصل تعسفي وتنقلات خارج أماكن عيشهم، وكذلك أجور متدنية في المؤسسات الحكومية والجامعات".
 
يقول: "راتب 120 دينارا لا يكفي أي عائلة عامل وغالبية أجور العمال تدور في فلك هذا الرقم" هي طبقة معدمة تشبه طبقة العبيد في العصور الوسطى على حد وصف سنيد.
 
ويتعرض العمال لجملة إساءات بالغة -على ما ترصده لجنة العمال- "فنظام المياومة لا يزال فاعلا..ويشبه نظام العبودية ومطبق من مؤسسات حكومية".
 
الناشط النقابي حيدر رشيد، اعتبر ان الفترة الأخيرة كانت قاسية على جميع المواطنين وبخاصة العمال، فهم "الأكثر تأثرا بالأسعار لكونهم الأقل دخلا"..ومعاناتهم تضاعفت في ظل بقاء الأجور وعدم ارتفاعها "وموجات الغلاء لا تزال متتالية متمثلة بالسلع الأساسية المتصاعدة الأمر الذي زاد من صعوبة الحياة على الطبقة الكادحة".
 
ولام رشيد الحراك النقابي فهو "لم يأخذ دوره الكامل في القرار السياسي والاقتصادي لأسباب تتعلق بالقوانين الأردنية التي لا تعطي الحق للعاملين بالقطاع العام لأجل تنظيم نقابات خاصة بهم..لتخرج محرومة في الدفاع عن حقوقها".
 
وينضم العمال في 17 نقابة تابعة للنقابات العمالية لكنها لا تنظم العديد من العاملين في القطاعات الإنتاجية وجزء منها "ضعيف ويعتبر وجودها شكلي" على ما وصفه حيدر رشيد "ولم يستطع بعضها ان يواكب أو يحمي العمال من الغلاء ليخرجوا من هذه الموجات الأكثر تأثرا".
 
ولا تزال النقابات "حبيسة" وبمنأى عن الحياة الاقتصادية والسياسية "فلا دور لها في الحياة التشريعية"، والحل وفق رشيد يكمن بتعديل القوانين وإيجاد قانون ضمان اجتماعي عادل ومتوازن وتوسيع قاعدة العمل النقابي والتناغم مع التشريعات الدولية.
 
يوم العمال جاء بعد أحداث عاشها "عمال شيكاغو" حيث سُجلت بدمائهم حينما اتهموا بانهم تآمروا على قادتهم، فتم استنزافهم وقتل المئات منهم، ليأتي قرار الاتحاد العالمي للعمال في القرن التاسع عشر بتأريخ يوم الأول من أيار للعمال تخليدا لذكراهم  واحتفاءً بعمال العالم.