الغاء الاعلى للاعلام :اهتمام مفقود بهئية ولدت ميتة
كاد خبر قرار الحكومة، 21/10، الغاء المجلس الاعلى للاعلام ان يمر على الصحافة دون ذكر، لولا انتباه الصحفية نفين عبد الهادي في "الدستور" التي انفردت بنقل الخبر في اليوم التالي، بينما غابت عنه بقية الصحف.
هل كان غياب خبر الغاء مجلس معني بشؤون الاعلام ليس ذي قيمة الى هذه الدرجة حتى يفوت على الصحف، ام ان الامر كان بالنسبة للصحف مجرد قرار اخر، ام "اهمال" و "كسل" من المحررين.
تقوم الصحف في العادة بتغطية اخبار مجلس الوزراء وتفرد مساحات مهمة لتغطية قرارات المجلس، ومع ذلك فأن كل الصحف ركزت خلال ذلك النهار على تقرير وكالة "بترا" الذي ركز بدوره على قرار الحكومة دراسة توصيات لجنة القاليم وغاب عنه الغاء المجلس.
الغريب ان صحف " الرأي، العرب اليوم والغد"، "تجاهلت" او "تغاضت" عن الخبر في اعدادها الصادرة في اليومين التاليين. باستثناء تحليل سياسي كتبه عماد عبد الرحمن في "الرأي"، 24/10. واستطلاع لرأي بعض الصحفيين نشرته "الغد"، 23/10، اعرب فيه بعضهم عن مخاوف من عودة وزارة الاعلام والخشية من فرض مزيد من القيود على الصحفيين.
وفيما لم تحفل الصحف بخبر الغاء المجلس فان صحيفة الاخبار اللبنانية، 23/10، اعتبرت ان الغائه جاء :" فصل آخر من فصول "شدّ الحبال" بين ما اصطُلح على تسميته في الأردن بالليبرالية الجديدة وبين المحافظين في السلطة التنفيذية. وهذه المرّة كان الإعلام هو الضحيّة. إذ أُعلن أول من أمس إلغاء «المجلس الأعلى للإعلام".
وعندما وافق مجلس النواب 2/10، على قانون الغاء المجلس، صدرت الصحف في اليوم التالي 3/10، بخبر بسيط كتب في بعضها على النحو التالي:" ألغى مجلس النواب في الجلسة التي عقدها امس المجلس الاعلى للاعلام عندما اقر مشروع قانون الغائه".
في المقالات
لم يكن الحال مع كتّاب الاعمدة بافضل من التغطية الاخبارية والمتابعات لألغاء المجلس، فعدد المقالات التي نشرت في الصحف الاربع الرئيسية لم يزد عن ثلاث عشرة مقالة.
باسم سكجها في "الدستور" يرى ان المجلس الذي لم يستطع ان يكون "مرجيعة للاعلام"، يرى المشكلة تكمن في استمرار نمطية الاعلام الرسمي.
اما زميله في نفس الصحيفة راكان المجالي فهو غير آسف على هذا الاجراء، وهو لا يرى المشكلة في مسمى الهئية التي يفترض ان تخرج الاعلام من غرفة الانعاش بل في ان يكون "لدينا اعلاما يعكس مشروعا وطنيا اردنيا".
وهاشم الخالدي في نفس الصحيفة يرى ان الغاء المجلس لن يشكل فراغا "بكل اسف". اما ماهر ابوطير في نفس الصحيفة فهو يؤيد قرار الحكومة بالغاء المجلس الذي لن يشكل غيابه اثرا كما لم يشكل غياب وزارة الاعلام اي اثر ايضا.
أما عرفات حجازي في "الدستور" ايضا ، 27/10، فقد تسأل عن مصير المجلس؟.
فيما حاول نبيل الشريف في "الدستور"، 29/10، تحليل "سبب اخفاق الاردن اعلاميا"، معتبرا ان :" ان الفشل الذي لحق بتجربتنا الاعلامية خلال السنوات الست الماضية لا يعزا الى الافكار والمشاريع نفسها ، ولكنه يعود الى سوء التطبيق وعدم قناعة المسؤولين بهذه التجارب ، فقد سعوا منذ عام 2003 وحتى الان لاعادة الامور الى ما كانت عليه قبل قرار الغاء وزارة الاعلام ، وها قد تحقق لهم ما ارادوا".
وحد\ه محمد شريف الجيوسي في "الدستور" كتب مشيدا بانجازات المجلس، متأسفا على الغاءه.
طاهر العدوان 25/10، ونبيل غيشان 26/10 وفهد الخيطان 27/10، في العرب اليوم، لم يختلفوا كثيرا عن ما كتبه سكجها من ان المجلس لم يكن فاعلا، ولم تكت لديه صلاحيات او حتى دورا واضحا.
وكذلك الحال مع مقالات فهد الفانك، 29/1، وطارق مصاروة 30/10، في "الرأي". وجميل النمري 23/10، في "الغد".
يقول راكان المجالي في مقاله في "الدستور":" العوض بسلامتكم ، وان شاء الله تكون خاتمة الاحزان والخيبات،، ، ومع أنه لا تجوز على الميت الا الرحمة ، الا اننا لا نترحم ولا نأسف ولا نحزن على موت المجلس الاعلى للاعلام لانه اصلا ولد ميتا ، وما قامت به الحكومة بوأد هذا المجلس هو تنفيذ قاعدة شرعية وهي كرامة الميت دفنه".
اذا، فأن هذه الولادة المتية للمجلس، وعدم قدرته على القيام بمهمام تنفيذيه، والقيود التي فرضت عليه من قبل الحكومات، وفوق ذلك عدم وضوح دوره في الاساس كما اشار اكثر من معلق. هذهالاسباب جميعا قد تفسر سر عدم اهتمام الصحف بالمجلس الملغى.











































