العمل الإسلامي وحماس زيارات مكوكية في دمشق

العمل الإسلامي وحماس زيارات مكوكية في دمشق
الرابط المختصر

أعادت لقاءات أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني رشيد ببعض قيادات حركة حماس في دمشق تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين التنظيمين...

التي طالما عكرت صفو العلاقة بين الحركة الإسلامية والحكومة الأردنية وأوصلتها الى عنق الزجاجة.

بني رشيد الذي أنهى زيارته الى دمشق صباح الخميس كان قد شارك في اجتماعات الأمانة العامة للأحزاب العربية التي أنهت أعمالها في العاصمة السورية قبل أيام، والتقى بني رشيد خلال وجوده في دمشق بعزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس في سوريا.

ولم ينكر بني رشيد هذه اللقاءات مع قادة حماس في دمشق لكنه يرى انها لقاءات طبيعية ضمن سياق اجتماعات الأمانة العامة للأحزاب العربية ويقول "هي لقاءات يقوم بها أي مسؤول من حزب جبهة العمل الإسلامي مع الأصدقاء و المتوافقين أو حتى المخالفين، وهي عبارة عن نشاطات سياسية تأتي في إطار السياسات العامة التي اعتمدها الحزب والتي حدد من خلالها الجهات المسموح بالحديث معها او غير المسموح وتحديدا هي الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية، وما سوى ذلك للحزب ان يقدر ان هناك مصلحة ان يلتقي مع أي جهات أخرى وخاصة على المستويات الشعبية في سوريا".

وبالنسبة للقاء عزت الرشق يقول بني رشيد" الرشق احد الأعضاء الموجودين في الاجتماع ويمثل حماس ولم يكن بيننا أي لقاء خاص على الإطلاق سوى من خلال الاجتماع المشترك الذي استمر عدت ساعات ثم بعد ذلك زرنا مخيم الشباب الثالث للأحزاب العربية في القنيطرة".


وينفى بني رشيد ان يكون لقائه مع قادة حماس قد سبب أزمة داخلية في الحركة الإسلامية ويتساءل "هل مطلوب من الأحزاب الأردنية الانسحاب من الاجتماع بسبب وجود حماس فيها، ثانيا لا يوجد في الحركة الإسلامية من يمتعض او يتخذ مواقف سلبية من حماس فالمراقب العام للإخوان المسلمين سالم الفلاحات أعلن أكثر من مرة ان هنالك لقاءات بيننا كإخوان مسلمين وحركة حماس، ثالثا من يتحدث من الحكومة او أو غيرها ان هذه اللقاءات والتنسيق تغيظهم فليتوقفوا هم عن التنسيق مع يهود اولمرت وعباس وجورج بوش وتوني بلير والزمرة الظالمة التي تمارس كل يوم تعذيب واضطهاد للأمة العربية في كل مكان لذا مصلحة الأردن ان يلتقي مع الشرفاء في هذه الأمة وان يكف يده بالالتقاء بالظالمين الفاشيين".



شخصية الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني رشيد الجدلية أثارت جدلا كبيرا قبل وبعد توليه قيادات الحزب فقد تم مواجهته بالرفض من قبل عدد من القيادات التاريخية للحركة الإسلامية, حيث قيل في حينه ان اعتذار المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين السابق عبد المجيد الذنيبات عن ترشيح نفسه لولاية جديدة في قيادة الإخوان جاءت بعد خلافات داخلية ضد ترشيح بني أرشيد لقيادة الجبهة, بحجة انه مقرب من حركة حماس التي كان يعمل محاسبا لديها في الأردن.



وحول العلاقة مع حماس يقول بني رشيد " هذه المسالة تم تجاوزها، ليس لدي علاقة تنظيمية مع حركة حماس والعلاقة بين حركة حماس والحركة الإسلامية علاقة ايجابية تحتفظ بمسافة قريبة و واحدة من الجميع وحماس يهمها أن تعطى المجتمعات العربية مع القضية الفلسطينية،وأريد ان أضيف أيضا ان هناك قراءه خاطئة جدا في طبيعة العلاقة مع حركة حماس حيث لا توجد خطوط اتصال مع مكتب حماس في سوريا وهذه معلومات مغلوطة وخاطئة والحكومة والأجهزة الأمنية عجزت عن تقديم أي دليل على هذه الاتهامات حتى في طبيعة العلاقة، وكان هنالك تحدي واضح، و فشل وعجز عن تقديم أي دليل يثبت هذه الرؤيا التي تأتي في سياق التحريض على الحركة الإسلامية بشقيها، وأرى ان هناك علاقة يجب ان تكون بين الأردن وحركة حماس وهنا أتسأل لماذا يحصر النظام الأردني علاقته مع رئاسة السلطة الفلسطينية مع أبو مازن وتتجاهل حكومة حماس، هذا ليس في مصلحة الأردن".


ويقرأ المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية سميح المعايطة هذه اللقاءات ويقول"هناك علاقة غير عادية بين الحركة الإسلامية و حماس بمعنى أي مسؤول إخواني يصل الى دمشق لأي سبب بالتأكيد سيكون حريص ان يلتقي بقادة حماس وهذه المسالة لا يمكن الذهاب بها بعيدا واللقاء بحد ذاته طبيعي أما في موضوع أنها تثير الأزمة مع الحكومة اعتقد ان العلاقة في بنيتها والتوتر الذي فيها لا يحتاج الى مثل هذه اللقاءات لتسعرها أكثر".

وعن طبيعة العلاقة بين حماس وإسلاميي الأردن يقول المعايطة هناك دائما تواصل وتنسيق بين الإسلاميين وحماس، وهذا الأمر لا يخفيه الإسلاميون وذلك بحكم العلاقة التاريخية بين الطرفين فقد كان قادة حماس في الأردن يستخدمون مكاتب جبهة العمل الإسلامي، وكانت هناك علاقة قوية وعضوية وبالتالي ان مغادرة قادة حماس الى دمشق أو الى مكان آخر لا تنعني قطع العلاقة والتواصل والتنسيق. أما الحديث عن أنواع أخرى من العلاقات الحكومة تعتقد بوجود هذه العلاقة وهي التي تملك المعطيات لتؤكد أو تنفي ذلك".

وكانت حماس ملفا من ملفات عديدة في الأزمة بين الحكومة الأردنية والحركة الإسلامية فقد أشعل فتيل الأزمة بسبب أسلحة حماس التي أعلنت السلطات ضبطها في نيسان الماضي قبل زيارة وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار للأردن والتي ألغيت على إثره.

أضف تعليقك