"العمل الإسلامي: "فلول النظام" وراء "الانقلاب" في مصر
قال حزب جبهة العمل الاسلامي إن ما يجري في مصر من تطورات يؤكد بأن “فلول النظام السابق الذي جثم على صدر مصر ثلاثين عاماً هم الذين دبروا الانقلاب ونفذوه بالتنسيق مع العدو الصهيوني”.
واعتبر الحزب في تصريح له يوم الثلاثاء إلى أن ما قامت به ما أسماها "أيدي الانقلابيين" في مصر “جرائم ضد الإنسانية”، لافتا إلى مقتل قرابة ثلاثة آلاف، واعتقال أكثر من ثلاثة آلاف، في مقدمتهم الرئيس المعزول محمد مرسي "المنتخب"، والمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ونائبه، ورئيس حزب الحرية والعدالة، ورئيس حزب الوسط ونائبه، وإصابة أكثر من عشرة آلاف بجراح خطيرة، وفقا لما جاء في التصريح.
وأكد أن الهدف مما جرى هو "إجهاض” الربيع العربي و”مصادرة إرادة الشعوب، وسرقة حلم الأمة بالحرية والديموقراطية”، مستنكراً مسارعة بعض الدول العربية، إلى تأييد النظام الجديد.
وتاليا نص التصريح:
تصريح صادر عن حزب جبهة العمل الإسلامي
أخيراً سقطت آخر أوراق التوت عن الانقلاب الذي قاده الجنرال السيسي على الرئيس المنتخب، على السلطات المنتخبة، وعلى الدستور المستفتى عليه بأغلبية كبيرة. فحجم الجرائم التي ارتكبت، والحقد الأسود الذي مورس وما زال بحق رموز الشرعية، حيث قتل قرابة ثلاثة آلاف من خيرة أبناء مصر، واعتقل أكثر من ثلاثة آلاف، في مقدمتهم الرئيس المنتخب، والمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ونائبه، ورئيس حزب الحرية والعدالة، ورئيس حزب الوسط ونائبه، وأصيب أكثر من عشرة آلاف بجراح خطيرة، وتم إعدام العشرات من الموقوفين بطريقة وحشية، لم تستطع وسائل التزوير والتبرير إخفاءها، وأوقفت وسائل إعلام الرافضين للانقلاب، وتعرض كثير من الصحفيين وكمراتهم للقتل والاعتقال والاهانة، وتم استهداف المساجد والكنائس ومداهمة المنازل والعبث بها وكلها جرائم ضد الانسانية مدانة ومستنكرة. هذا الحقد الأعمى الذي يأتي بالتزامن مع تبرئة الرئيس المخلوع حسني مبارك من جرائمه، والحديث عن قرب الإفراج عنه، وعودته الى القصور، وتبرئة مرتكبي جرائم قصر الاتحادية التي سجلت وقائعها الكاميرات. كل ذلك يؤكد أن فلول النظام السابق الذي جثم على صدر مصر ثلاثين عاماً هم الذين دبروا الانقلاب ونفذوه بالتنسيق مع العدو الصهيوني، وإن امتطوا ظهور جبهة الإنقاذ التي شاركتهم التشفي بهذا الانتقام، والمشاركة في الانقلاب، والدعوة الى حل الجماعة وحظرها، وهم الذين كانوا يتسابقون على المركز العام للإخوان المسلمين في المقطم، طمعاً في أن تقدم إليهم الجماعة السلطة على طبق من ذهب. وحين قال الشعب كلمته، وقدم من يثق بقدرتهم وإخلاصهم، أكل الحسد قلوبهم، فارتضوا الردة الى النظام البوليسي السابق اذا لم يكونوا هم ورثته .
لقد بات واضحاً تماماً أن هذا الانقلاب جاء من أجل عودة الكنز الاستراتيجي ( لاسرائيل ) نظام حسني مبارك، لأنه أكبر ضامن لبقائها، واستمرار هيمنتها. ومن هنا كان الجهد المحموم الذي يضطلع به الكيان الصهيوني للضغط على الإدارة الأمريكية والحكومات الغربية، للتخفيف من إدانتها لجرائم الانقلابيين، التي لو حدثت من غيرهم أو في غير مصر لقامت الدنيا ولم تقعد .
ولما كان هذا الانقلاب محاولة لإجهاض الربيع العربي، ومصادرة إرادة الشعوب، وسرقة حلم الأمة بالحرية والديموقراطية، فقد سارعت بعض الدول العربية، ولاسيما الأكثر ارتباطاً بالعدو الصهيوني والإدارة الأمريكية، والتي تحكم حكماً مطلقاً لا مكان فيه لحق الشعوب، الى تأييد الانقلاب . ولم يعد خافياً أن الأمر لا يتوقف عند محاولة تسلم الدولة المصرية للحليف الاستراتيجي لتل أبيب وللبلطجية المرتبطين بالانقلابيين الذين يعيثون في الأرض فساداً، وإنما جاء على الفور الحديث عن جبهة إنقاذ، وحركة تمرد، ومطالبة بإقالة الحكومة، وحل الهيئة التأسيسية في تونس، وانطلقت دعوات مماثلة للإجهاز على حكومة الشرعية في قطاع غزة، ومحاولة إنهاء المقاومة، وتصفية القضية الفلسطينية .
إننا ونحن ندرك أن المؤامرة خطيرة، وأطرافها متعددة، إلا أن ثقتنا بالله أولاً، ثم بشعوبنا، وبقدرتها على الدفاع عن حقوقها ومصالحها، يجعلنا على يقين أن الانقلاب الى فشل، وأن الجهود التي تبذل، والأموال التي تنفق الى بوار، وصدق الله العظيم القائل { فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون } صدق الله العظيم
عمان في: 13 شوال 1434هـ حزب جبهة العمل الإسلامي
الموافق: 20 / 8 / 2013م











































