العمل الإسلامي: ثورة مصر تؤكد قدرة الشعوب على انتزاع حقوقها

العمل الإسلامي: ثورة مصر تؤكد قدرة الشعوب على انتزاع حقوقها
الرابط المختصر

*نقل 2700 أردني من القاهرة منذ السبت*

قال حزب جبهة العمل الإسلامي إن الثورة الشعبية في مصر ومن قبلها في تونس، تؤكد على حيوية الشعوب العربية المسلمة، وقدرتها على انتزاع حقوقها.

وأكد "العمل الاسلامي" على حق الشعب المصري في انتزاع حقوقه المشروعة، وأشاد بجهود اللجان الشعبية التي تضطلع بمسؤوليات حماية الممتلكات العامة والخاصة للشعب المصري.

ودعا الجيش المصري ، صاحب التضحيات العظيمة، الى الدفاع عن مصر وعن القضايا العربية، والانحياز إلى الشعب المصري، والى المصالح العليا لمصر، وأن يتعامل مع الجماهير التي هبت لانتزاع سيادتها وكرامتها وحقوقها باعتبارهم آباء وأمهات وإخوة وأخوات.

وأهاب "العمل الإسلامي" بالرئيس حسني مبارك ومن معه في السلطة أن يحترموا إرادة شعب مصر، بالتنحي عن السلطة ورد الأمانة للشعب، وأن يكفوا عن مطالبة الجيش باستخدام القوة، لأن استخدام القوة في مواجهة شعب هب للدفاع عن كرامته ومصالحه الحقيقية وقوت عياله لا يعني إلا مزيدا من الضحايا.

وحذر الحكومات العربية والأجنبية من عواقب التصدي لإرادة شعب مصر، باعتبار ما يجري شأنا مصريا داخليا، لا يجوز التدخل فيه، و"حق تقرير المصير حق مكفول للشعب".

وبين "العمل الإسلامي" أن أي تدخل لسرقة تضحيات شعب مصر، يشكل عدوانا على الشعب المصري ومصالحه وعلى جماهير الأمة العربية والإسلامية.

وطالب القادة العرب، والحكومات العربية، بأن يأخذوا العبرة مما جرى في تونس ومصر، وأن يبادروا إلى إصلاحات حقيقية، تعيد الحق إلى نصابه، وتضمن للشعب أن يكون مصدر السلطات، وتجعل من الحكومة خادما للشعب لا سيدا عليه.

إلى ذلك، تبدأ الملكية الأردنية اعتباراً من يوم غد الثلاثاء بنقل المواطنين الأردنيين العالقين في مطاري القاهرة والإسكندرية، والذين ليس بحوزتهم تذاكر سفر مسبقة، على نفقة الملك عبد الله الثاني وبتوجيهات منه.

وأكدت الملكية أن موظفيها في مطار القاهرة يقومون بالتعاون مع السفارة الأردنية في مصر ببذل أقصى طاقاتهم وعلى مدار الساعة للإسراع في إعادة العدد الأكبر من المواطنين الأردنيين إلى المملكة، بالرغم من الصعوبات الناتجة عن حالة الازدحام الشديد التي يشهدها مطار القاهرة الدولي هذه الأيام.

وقد دعت الملكية المواطنين الأردنيين الموجودين في جمهورية مصر العربية، والراغبين بالعودة إلى الأردن، التوجه مباشرةً إلى مطار القاهرة الدولي حتى ولو لم تكن لديهم حجوزات مسبقة أو تذاكر سفر، مشيرة إلى أنها ألغت جميع الغرامات المترتبة على مخالفة تعليمات السفر خلال هذه الفترة.ونقلت الملكية الأردنية منذ يوم السبت الماضي وحتى مساء اليوم الاثنين نحو 2700 مسافر على رحلاتها القادمة من القاهرة والإسكندرية وشرم الشيخ، في حين ستواصل الشركة بذل كل ما تستطيع لتسريع عودة الأردنيين وتسيير المزيد من الرحلات الإضافية إلى القاهرة والإسكندرية، وبحسب ما تقتضيه الحاجة.

 

آخر المستجدات في مصر:

وكان الرئيس المصري حسني مبارك، أصدر اليوم الاثنين مرسوماً صادق فيه على تشكيلة الحكومة الجديدة، التي يرأسها أحمد شفيق، وأظهرت التشكيلة احتفاظ المشير حسين طنطاوي بمنصبه كوزير للدفاع، وكذلك احتفاظ أحمد أبو الغيط بحقيبة الخارجية، بينما حل محمود وجدي على رأس وزارة الداخلية، وسمير رضوان في وزارة المالية.

وبموجب المرسوم، يتولى طنطاوي أيضاً منصب نائب رئيس الحكومة، بينما يتولى مفيد شهاب، وزارة الدولة لشؤون مجلس الشعب، وأمين فهمي وزارة البترول، وأنس الفقي وزارة الإعلام، وعلي المصيلحي وزارة التضامن الاجتماعي، واحتفظت عائشة عبد الغني كذلك بمنصبها على رأس وزارة العمل.

ويتولى زاهي حواس منصب وزير دولة لشؤون الآثار، بينما حل محمود وجدي مكان حبيب العدلي في منصب وزير الداخلية، وحل سمير رضوان مكان يوسف غالي في وزارة المالية، ليكون الرئيس مبارك قد عدل بذلك في حقيبتين أساسيتين معنيتان بالأمن والشؤون الاقتصادية استجابة لضغوط الشارع.

وبث التلفزيون المصري مشاهد لقيام الوزراء بأداء قسم اليمين أمام مبارك، الذي التقى في وقت لاحق بالتشكيلة الجديدة لمناقشة تطورات الأحداث.

وسمير رضوان هو نائب عن الحزب الوطني ووكيل لجنة اقتصادية في مجلس الشعب، وعضو مجلس إدارة أمناء هيئة الاستثمار المصري، وأستاذ علوم سياسية واقتصادية، ويعرف عنه تجنب الظهور الإعلامي.

أما مجدي، وزير الداخلية الجديد، فهو ضابط متقاعد، تولى في السابق إدارة مصلحة السجون، وكان قبلها مديراً لأمن محافظة القليوبية كما ترأس مباحث القاهرة.

ميدانيا، ينظم المحتجون في "ميدان التحرير" بوسط القاهرة، مسيرة مليونية، الثلاثاء، بعد أسبوع منذ انطلاق "يوم الغضب" الثلاثاء الماضي حيث خرج الآلاف في احتجاجات غير مسبوقة للمطالبة بتنحي الرئيس، حسني مبارك، بعد ثلاثة عقود في السلطة.

وذكرت وكالة "رويترز" أن آلاف المصريين احتشدوا اليوم الاثنين في ميدان التحرير بوسط القاهرة الذي انتشرت في أرجائه الكتابات واللافتات المناوئة للرئيس حسني مبارك في اليوم السابع من الاحتجاجات المطالبة بإنهاء حكمه الممتد منذ 30 عاما.

ونظم الجيش عملية الدخول ووقف جنود عند حواجز اسمنتية يفتشون الداخلين للميدان ويطلعون على بطاقات هوياتهم. وانتشر نشطاء عند اطراف الميدان يرفعون لافتات تطالب الجماهير بابراز بطاقات هوياتهم لجنود الجيش "لكي لا تندس الشرطة بيننا".

وانسحبت قوات شرطة مكافحة الشغب من المواجهة مع المحتجين بعد اشتباكات دامية في الميدان يوم الجمعة الماضي.

وانهارت خدمات الشرطة في مختلف المدن بعد الاشتباكات مع المحتجين يوم الجمعة. وانتشرت أعمال سلب ونهب في مختلف المدن وفر مئات السجناء من سجون عديدة،وشكل الأهالي لجانا شعبية لتأمين ممتلكاتهم.

وأشار التلفزيون المصري إلى تمديد ساعات حظر التجوال وسيسرى، الاثنين، بدءا من الساعة الثالثة بعد الظهر، عوضاً عن الرابعة، وحتى الثامنة صباحاً.

وحلقت مروحيات عسكرية فوق المحتجين وهم يحاولون إيجاد طريقهم للدخول إلى "ميدان التحرير"، الساحة التي شكلت نقطة محورية في الاحتجاجات الشعبية التي هزت حكومة مبارك والأسواق العالمية.

ونقلت وكالة "سي ان ان" عن بعض المتظاهرين قولهم إنهم قضوا ليلتهم في الساحة ولن ينهوا احتجاجاتهم حتى "سقوط الحكومة"، التي فرضت حظر تجول يبدأ من الساعة الرابعة ظهراً حتى الثامنة صباحاً في محاولة لفرض سيطرتها على الانتفاضة الأخطر على نظام القاهرة منذ ثلاثة عقود.

وكانت قوات الجيش المصري قد كثفت تواجدها ببعض المدن وتمركزت دباباته ببعض أنحاء العاصمة، كما قامت مقاتلتان من طراز "F-16" بالتحليق فوق الجموع المحتشدة في ميدان التحرير، الأحد.

ومنذ قرابة أسبوع من الاضطرابات، لقي العشرات حتفهم، قدرت السلطات المصرية عددهم 38 قتيلاً لكن تقارير أخرى وضعت الحصيلة عند نحو مائة قتيل.

وحول تأثير الأحداث التي تشهدها الساحة المصرية، صرح مبعوث السلام في الشرق الأوسط ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق، طوني بلير، إن تطورات مصر لها "انعكاسات كبيرة على إسرائيل والفلسطينيين وعملية السلام."

ولفت بلير في حديث لشبكة "سكاي" البريطانية إلى عنصر ثالث في خط الأزمة المصرية وعدم اقتصارها على حكومة ظلت طويلاً في السلطة وتوجه ديمقراطي منوهاً: "هناك حركة إسلامية قوية في مصر عبر الأخوان المسلمين، وأعتقد أن الشعب المصري لن ينتخب حكومة أخوان مسلمين."

وفيما يلي نص البيان حزب جبهة العمل الإسلامي:

بيان صادر عن حزب جبهة العمل الإسلامي بشأن ثورة شعب مصر ضد الظلم والاستبداد

تابعنا باهتمام شديد، الثورة الشعبية التي فجرها شعب مصر، والتي انتظرها العرب والمسلمون طويلا، بعد أن عاشت مصر ثلاثين عاما تحت قانون الطوارئ، فقدت مصر خلالها الكثير من القها ودورها التاريخي، فالعيون اليوم مشدودة إلى مصر، وقلوب العرب والمسلمين تخفق بحب مصر، وأكف الضراعة مرفوعة إلى السماء تناشد رب الأرض والسماء أن يحفظ مصر وشعب مصر.

فمصر كانت وستبقى معقد الأمل والرجاء، والفرج على مصر فرج على الأمة.. فتحية لشعب مصر، الذي رد الحياة لمصر وللأمة، وعزز ثقة الأمة بمصر، التي طال ليلها..

لقد أكدت الثورة الشعبية العارمة في مصر، ومن قبلها في تونس، حيوية الشعب العربي المسلم، وقدرته على انتزاع حقوقه، وانه إذا صبر فان صبره إلى حين. كما أكدت أن الاستبداد إلى زوال، وأن العنف يولد العنف.

وإننا ونحن نحي شعب مصر، ونؤكد على حقه في انتزاع حقوقه المشروعة، ونشيد بإكبار بجهود اللجان الشعبية التي تضطلع بمسؤولياتها في حماية الممتلكات العامة والخاصة للشعب المصري، لندعو جيش مصر الأبي، صاحب التضحيات العظيمة، في الدفاع عن مصر وعن القضايا العربية، إلى الانحياز إلى الشعب المصري، والى المصالح العليا لمصر، وأن يتعامل مع الجماهير التي هبت لانتزاع سيادتها وكرامتها وحقوقها باعتبارهم آباء وأمهات وإخوة وأخوات.

وفي الوقت ذاته نهيب بالرئيس حسني مبارك ومن معه في السلطة أن يحترموا إرادة شعب مصر، بالتنحي عن السلطة ورد الأمانة للشعب، وأن يكفوا عن مطالبة الجيش باستخدام القوة، لان استخدام القوة في مواجهة شعب هب للدفاع عن كرامته ومصالحه الحقيقية وقوت عياله لا يعني إلا مزيدا من الضحايا، يتحمل مسؤوليتها بين يدي الله تعالى، ثم أمام الشعب من أمر باستخدامها، ومن نفذها على حسد سواء، مستحضرين قول الله عز وجل "من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا" وقول النبي صلى الله عليه وسلم "من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوبا بين عينيه آيس من رحمة الله" .

وفي الوقت ذاته نحذر الحكومات العربية والأجنبية من عواقب التصدي لإرادة شعب مصر، باعتبار ما يجري شأنا مصيريا داخليا، لا يجوز التدخل فيه، وأن حق تقرير المصير حق مكفول للشعب. إن أي تدخل لسرقة تضحيات شعب مصر، يشكل عدوانا على الشعب المصري ومصالحه وعلى جماهير الأمة العربية والإسلامية.

ونهيب بالقادة العرب، والحكومات العربية، أن يأخذوا العبرة مما جرى في تونس ومصر، وأن يبادروا إلى إصلاحات حقيقية، تعيد الحق إلى نصابه، وتضمن للشعب أن يكون مصدر السلطات، وتجعل من الحكومة خادما للشعب لا سيدا عليه.

والله نسأن أن يحفظ وطننا العربي والإسلامي من كل سوء وأن يمكن أمتنا من تحقيق أهدافها.

حزب جبهة العمل الإسلامي

عمان في: 25 صفر 1432 هـ

الموافق: 30/1/2011م

أضف تعليقك