العقل زينة

العقل زينة
الرابط المختصر

سائق تاكسي في الهند، أقدم على زراعة سيارته بنباتات الزينة، في محاولة لإلهام الناس، بضرورة تبني خطوات صديقة للبيئة، في حياتهم. وقال أن جهود الحكومة لزيادة المساحات الخضراء داخل المدن باءت بالفشل، وأنه يهدف إلى توعية المواطنين وتوجيههم نحو الاهتمام بالبيئة.

في الصين أيضا، تم تجريب خدمة جديدة لنقل الركاب بواسطة الطائرات المروحية بما يعرف بالتاكسي الجوي، وفي مسعى منها لتكريس الممارسات الرياضية للمواطنين, وغرس ثقافة حب الدراجات الهوائية في نفوس مواطنيها, خاصة وأن نسبة البدانة بتركيا بلغت 31 %, ونسبة الخمول 72 %. أطلقت وزارة الصحة التركية مشروعا لتوزيع مليون دراجة هوائية خلال أربع سنوات.

وبدأت وزارة الصحة التركية بتوزيع دراجة واحدة للمؤسسات المحلية الخدمية عن كل متر واحد من ممر الدراجات الهوائية تقوم بإنشائه، وعشرة آلاف دراجة عن كل عشرة كيلومترات.

فيما يشير التقرير الذي أعدته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “فاو”،  إلى انتشار السمنة بين 34.3% من البالغين في الأردن. وتصل السمنة إلى 82 % لكلا الجنسين. وتعاني 80 % من السيدات الأردنيات فوق سن 25 سنة من السمنة وتراكم الدهنيات، وفقاً لمديرية الأمراض غير السارية في وزارة الصحة.

لكن ما علاقة السائق في الهند، بالتكسي الهندي الطائر، والدراجات الهوائية المجانية ووزارة الصحة الأردنية ؟

الأول يضرب لنا مثلا بأن نكف عن التذمر والشكوى عبر الأثير ولبعضنا البعض، ونشر أفكارنا السلبية والخلاص من فكرة المؤامرة الحكومية على المواطن، فهذا المواطن هو من يقود سيارته لرحلة ويقوم بكسر الاشجار أو إحراقها .. هو من يخالف القانون ويلقى بالنفايات من نافذة سيارته. بتصرفات فردية سلبية من قبل البعض تشكل لاحقا ظاهرة جماعية، ولا تكف الشكوى.

والصين التي ننتقد منتجاتها بقولنا "هذا شغل الصين" حول أي منتج في أسواقنا، لم تصل إلى هذا الكم من الإنتاج إلاّ ببرامج دولة وجهد أيدي عاملة، وتوفر رأس مال قوي، وغزت بذلك دول العالم دون أي ضرورة لتحريك جيوش وشراء تراسنات عسكرية.

في تركيا، برنامج يستدهف الأفراد من خلال المؤسسات المحلية، والتي قد تكون نقابات وبلديات أو احزاب أو جمعيات ومدارس وأندية وجامعات ودور عبادة ...

فأين نحن من كل ذلك !! على صعيد الفرد والمجتمع والسياسات الحكومية، فبادئ ذي بدء فإن أي مواطن سيركب دراجته لغرض التخلص من السمنة والرياضة فقط، سيلقى من المضايقات ما يجعله يندم على خطوته بعد أول مشوار.

ولا مؤسساتنا المحلية، تسهم في النهوض بالبنية التحتية لمشاريع تخفف من مشاكلنا البيئية والصحية والمرورية، وإن وجد فهي بسيطة لا تنجح بلا دعم مالي في الغالب خارجي. ولا حكومتنا، تنجح في تطبيق سياساتها واستراتيجياتها الصحية.

فمدارسنا حتى الآن حتى الخاصة منها تتغنى بالرعاية الصحية للطلاب الذين قد ينهون الفصل الدراسي دون أي كشف طبي للطالب، وما يليه من أغذية غير مناسبة في المقاصف المدرسية.

وقلّما تجد فردا مبادار، ويستمر في مبادرته، لتحسين الواقع المرير للبيئة والمرور، فالتاجر يزيّن مدخل متجره بحواجز لمنع الزبائن من الإصطفاف، والمساحات الخضراء تنحسر أمام أسيجة ومبان ,, وداواوير تزيّن بإشارات ضوئية. وتتجذر المقولة في حياتنا اليومية سلوكا عندما يصبح "العقل زينة".

أضف تعليقك