العقبة: صيف لاهب وغلاء مجنون

الرابط المختصر

يرسم التحالف غير المعلن بين ارتفاع حرارة صيف العقبة اللاهب وارتفاع الاسعار مشهدا قاسيا لشهر الصوم في المدينة الساحلية، وهو ما ينعكس على الوجوه وانحسار اعداد مرتادي الاسواق الى حد بدت معه اسواق المدينة شبه مقفرة.

وتستأثر السوائل بانواعها في مشهد المأدبة الرمضانية في العقبة التي تعيش صيفا لافحا يضفي بصماته العميقة على شهر الصوم وخريطته الغذائية التي انسحب منها السمك والمندي والبخاري بفعل حرارة أقفرت تحت سياطها اللافحة شوارع المدينة الساحلية.

ويعزف الصائمون في العقبة عن تناول وجباتهم التقليدية تحت وقع الحرارة التي يعدونها غير مسبوقة، خصوصا في ايام رمضان الاولى، ما يدفع بقائمة اخرى من الاطعمة الى سلم الاهمية حيث السلطات بانواعها وسواها من ما خف من الطعام.

وبدت شوارع العقبة خلال الايام القليلة الماضية شبه خالية الا من بعض مارة، بعدما كانت تشهد تدفقا بشريا، خصوصا في المنطقة التجارية وشارع الكورنيش الذي يعد شاهدا على عمق ما سببت الحرارة العالية من تغير في مشهد رمضان لهذا العام، اذ اكتفت المطاعم بفتح أبوابه قبيل الإفطار بدقائق لتقديم وجبات لعمال صائمين يبدو أنهم الحوا كثيرا تحت هذا الهجير.

وتؤكد ربة المنزل "أم سفيان " أن غياب مكونات الموائد الرئيسة هذا الشهر ليس مرده مقاطعة اللحوم الحمراء التي دعت إليها جمعية حماية المستهلك لكنها ضرورة استدعتها درجة الحرارة المرتفعة والتي تسنتزف سوائل الأجساد فترة الصيام الطويلة نسبيا هذا العام مشيرة الى أن غياب الوجبات الدسمة هو غياب قسري دعت له حرارة الطقس وارتفاع الأسعار وتزامن شهر رمضان المبارك مع افتتاح المدارس التي استنزفت هي الأخرى مدخرات العوائل لتسديد أثمان الملابس والقرطاسية المدرسية التي تتزايد أسعارها عاما بعد عام .

وفي محاولة للتخفيف من آثار الصيام وارتفاع درجة الحرارة لجأ محمد خالد احد العمال الوافدين الذي يعمل في ورشة للبناء الى لف رأسه بمنديل قطني يرش عليه الماء البارد خشية ضربة شمس محتملة إذ تقتضي طبيعة عمله الوقوف في الشمس ساعات طويلة.

ويؤكد التاجر غالب أبو رخية تراجع حركة المبيعات في الأيام الثلاث الأولى من رمضان إلى النصف مقارنة بالفترة ذاتها من رمضان الماضي، موضحا أن الاقبال يتركز على المواد التموينية الأساسية والعصائر، معربا عن أمله في ارتفاع نسبة المبيعات في اواسط رمضان اذا ما نحت الحرارة منحى الاعتدال.