العطارة مهنة يتوارثها الأبناء عن الآباء..في متناول الفقراء والأغنياء

محلات تجارية يباع فيها منتوجات مختلفة هذا ما تراه عند توجهك نحو السوق الا ان بعضا من هذه المحلات لا تزال محافظة على تجارتها منذ القدم، لأنها متوارثة من الأجداد إلى الأباء، مهنة العطاره المنتشرة في مجتمعاتنا، عليها الطلب وتعتبر بمثابة الصيدلية الطبية الحقيقة عند الكثيرين.في وسط البلد تتميز محلات العطارة برائحتها المنتشرة عن بعد أمتار من المحل، لتجد البهارات في قوالب كل نوع مختلف برائحته ولونه الجاذب، ذالك البهار له من الفائدة الكثير، والآخر يعالج هذا المرض واستخدامات العطارة مختلفة والناس تتوافد لشراء ما يحتاجونه، فبعض العطارين من ذوي الخبرة في المجال و البعض يقوم بتعليم أولادهم لتصبح عندهم تلك المهنة متوارثة.

من الجد إلى الأب ومن الأب إلى الابن
العطار احمد حسين الحن، واحدا من أصحاب المحلات التي ورثها عن أبيه، يمتلك محلا صغيرا في زقاق ضيق يعمل هو وأولاده في هذه المهنة منذ سنين، ويقدم للزبائن ما يحتاجونه من مواد، يقول أحمد بأنه نشأ في المهنة منذ صغره وعندما كان طفلا كان يعمل مع والده فأحبها واستمر بها حتى الآن".

وبنظر الحن بأن تلك المهنة لم تختلف عن الماضي، فهي لا زالت محافظة على أصولها وحتى على زبائنها، ويوضح أنه الإقبال على هذه المهنة كبير، ورغبة الناس تزداد في الاعتماد عليها لاستفادتهم الكبيرة من المواد والأعشاب التي تباع فيها.

الطبيب هو العطار
وبالرغم من لجوء الكثير من المواطنين الى العطارين، على اعتبار أنهم يقوموا بمعالجة الأمراض، يوضح العطار الحن ان الناس تجذبهم الوصفات المختلفة، "من قبل الموصفين أو يتناولوها من بعضهم البعض معتمدين على وصفة عطار تصبح متداولة لأنهم أصحاب خبرة كبيرة"، والكثير منهم يسير على مقولة (تعالج عند العطار ولا تذهب إلى الطبيب) مضيفا أن الخبرة تلعب دورا كبيرا في الإرشاد والمعرفة والمرجع "الخبرة الطويلة التي يمتلكها العطار" كما يقول العطار الحن.

وحول المردود المالي لهذه المهنة، يؤكد العطار احمد انه كثير من الناس ذهبوا إلى هذه المهنة لأنه تدر عليهم الربح الكبير والسريع، ويقول بنفس الوقت ( القدماء) لا يهمهم سوى تقديم الفائدة اكثر من الربح.

أما العطار عبد الله سعود مصطفى شعبان والذي تمتد خبرته في هذه المهنة أكثر من عشرة سنوات، يقول أن محله تأسس منذ 1919، وكان لأجداده ثم انتقل إلى محل أبيه، ليكون هو الجيل الثالث من هذه المهنة المتوارث والآن يعمل في المهنة هو وإخوانه.

الأعشاب تغني عن الدواء
عبد الله وهو الذي درس طب الأعشاب، يوضح أن الأعشاب لها فائدة في الشفاء بنسبة 80% لأي مرض ويقول: "الكثيرون يلجأون الى العطارة مبتعدين عن المواد الكيميائية"، ويعمل عبد الله كما يقول على تطوير الأعشاب عن طريق قيامه ببعض الخلطات والوصفات وذلك من خلال التجارب التي يقوم بها، فتلك التراكيب تخضع لفحص من قبل وزاراة الصحة وإذا كانت لديها اي تأثيرات سلبية لا تتم الموافقة عليها، وإذا تمت الموافقة عليها ترخص وتسجل في غرفة الصناعة والتجارة، "على أن تتوفر تلك الخلطات عندها في العديد من المتاجر الكبيرة" و يوضح ان عليها اقبالا جيدا من خلال مراقبته لها.

وزارة الصحة والرقابة
ومن الناحية الرقابية، يقول شعبان ان وزارة الصحة تقوم بتفقد البضاعة ونظافة المحلات "ولدينا الرقابة على المواد التي لا يسمح بدخولها، و يجب ان يكون لاي محل شهادة صحية مصدقة من قبل الوزارة.


وبالرغم من الفوائد العديدة للأعشاب، يبين عبد الله أن بعض المواد المطلوبة وعليها إقبالا كثيفا، "عشبة الطيون مفيدة للدسك والمفاصل، والجعدة تستخدم للمغص وبابونج مفيد للرشح والكركدية يقوّي الدم، زعرور للضغط والشرايين وسلمكة لتليين المعدة والكولون ولتخفيف الوزن" ذلك ما يعدده عبد الله عند حديثه عن أنواع الأعشاب.

للفقراء والأغنياء
ويرى انه لا يوجد هناك اختلافا في الطبقات الاجتماعية نحو الإقبال إلا أن الكثير من "الناس الشعبّين" والذين لا يمتلكون المال لشراء الدواء، يتوجهون نحو العطار".

عالم الأعشاب ليس بعيدا عن التطور، فمن خلال الخلطات التي يبتدعها العطار، والتي تصادق عليها الوزارة، تكون هناك وصفات جديدة وتطور جديد في عالم العطارة، "ويتم التعرف على أعشاب جديدة عن طريق البحث من خلال شبكة المعلومات أو الاطلاع عليها عبر وسائل الإعلام ومع تواجد تخصصات جامعية أصبحت مهتما بدراسة الأعشاب" والكلام لعبد الله.

الإقبال حدث ولا حرج
السيدة ثرية حسن إحدى السيدات اللواتي يقبلن على محلات العطارة، وتقيّم الأسعار بأنها جيدة وغالبا ما تذهب لشراء البهارات لاستخدامها للطبخ، أما السيدة أم غدير تقول إن العطارة خالية من المواد الكيمائية ولا تضر ومع خبراتها في التعامل مع مواد العطارة، تقول "أخذ أعشاب بكميات قليلة لأجل أن أجربها وإذا كانت مفيدة أذهب إلى المحل مرة ثانية وأشتري بكميات أكبر".

ورغم قدم تلك المهنة، فهي لا تزال تشهد ازدهار وتطور، إن صح لنا التعبير، وها هو الحاج أحمد يؤكد أنها "مستمرة وماضية في هذا الزمن والوصفات العطارية لا تنتهي".

أضف تعليقك