العرب لاهثون وراء التكنولوجيا سعيا للتعريب
تعاني الدول العربية من عراقيل مواكبة التطور الذي تشهده تكنولوجيا المعلومات في العالم، ومسألة تعريب المصطلحات واحدة من أهم هذه المشكلات.
.
واستيعاب مصطلحات العلوم والتقنيات الحديثة المتجددة هي قضية اللغة العربية التي يمكن من خلالها المشاركة في الحضارة العالمية. فالوضع التقني واللغوي الذي ساهمت فيه المجامع اللغوية العلمية العربية والمراكز العلمية والتقنية ولاسيما الحاسوبية منها منذ التسعينيات في زيادة مستمرة، كون هذه التقنيات الحديثة يجب أن تدخل في خدمة اللغة العربية وان تبقى اللغة تِبعاً تلهث وراء هذه المصطلحات الجديدة بعد أن تشّيع في مختلف الأوساط العلميةلكن، هناك أسس ومعايير يجب إتباعها عند تعريب هذه المصطلحات،
هذا ما أشار إليه رئيس مجمع اللغة العربية الأردني د. عبد الكريم خليفة، وقال: "هناك مرتكزات أساسية من الاشتقاق والنحت ونقل اللفظ من معنى إلى معنى والتعريب بمعناه الفني، أي أن نأخذ اللفظ الأعجمي ونضفي عليه رونق العربية وندخله في نظام الجملة العربية، وفي حال عجزنا أو لم يتم إيجاد مقابل عربي نعمل على إدخالها في نظام الجملة لتصبح بذلك عربية".
مؤتمرات ساعية للتعريب
وقد بدأ الاهتمام بتعريب المصطلحات العلمية منذ مؤتمر التعريب الأول الذي عقد في المغرب ومؤتمر التعريب الثاني في الجزائر وكانت من أهم قضاياه المصطلحات العلمية والتقنيات الحديثة ودخولها إلى اللغة العربية، وتوالت بعدها مؤتمرات كثيرة ومستمرة إلى الآن.
وبين د. خليفة الصعوبات التي تواجهها هذه المصطلحات أثناء عميلة التعريب، ومنها: "المصطلح الذي يؤدي ويحدد المعنى الدقيق والمراد فهذا من حيث المبدأ خاطئ، لان المصطلح لا يعني انه يدل دلالة دقيقة على المعنى المراد بل يكفي أن نلمح علاقة ما بين اللفظ والمعنى ويحكمها سهولة اللفظ والشيوع على الألسنة".
والتوحيد مسألة!
ويزيد خليفة، "تبقى هناك قضية مهمة وهي توحيد المصطلحات، فيجب ان لا تقف حجر عثرة، حيث ننتظر لتوحيد المصطلحات واتفاق الأمة على هذه المصطلحات حتى نبدأ تعريب المصطلحات، وقد تفردنا في هذه التجربة من بين المجامع الأخرى وفتحنا باب الاجتهاد ولكن نشترط ان يكون المصطلح الأجنبي الذي استعمل في هذا المصدر ومقابله المصطلح العربي الذي استعمل فيه".
وقد تأخر استعمال اللغة العربية في ميادين العلوم والتكنولوجيا لتعريب المصطلحات لعدة أسباب أهمها القضية السياسية، هذا ما بينه د.خليفة، وقال إن "القضية هي سياسية وعدم وجود سياسة للتخطيط اللغوي على المستوى العربي بصورة عامة وفي داخل كل قطر عربي".
وأضاف خليفة أن الدستور الأردني ينص في مادته الثانية على أن اللغة العربية هي لغة الأمة، أما قانون الجامعة الأردنية فينص على ان اللغة العربية هي لغة التدريس ويجوز استعمال لغة أجنبية عند الضرورة ولكن للأسف أصبح الجواز هو الوجوب".
ومن جهة أخرى، قام مجمع اللغة العربية الأردني بترجمة المصادر العلمية كمادة الفيزياء والأحياء والكيمياء علوم الأرض والرياضيات في مستوى التعليم الجامعي فقط، وتم إصدار حوالي 20 مصدرا معربا.
وقد تم إصدار معجم المصطلحات العلمية مبني على أسس القواعد الأساسية بما بتعلق بالأصول اللغوية، وما ينتجه مجمع اللغة العربية الأردني في لجنة المصطلحات ومجلس المجمع يرسل إلى اتحاد المجامع وهذا العمل ما يصنعه كل مجمع من المجامع لتوحيد هذه المصطلحات.
إستمع الآن











































