العدوان: الأردن لن يصل لما وصلت له تونس ومصر

العدوان: الأردن لن يصل لما وصلت له تونس ومصر
الرابط المختصر

*هناك بعض الفئات ليس لها استعداد للإصلاح*

أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة طاهر العدوان أن الاوضاع في الأردن لن تصل إلى المراحل التي وصلت إليها بلدان عربية مثل مصر وتونس، بالإضافة إلى ما يحدث حاليا في بلدان عربية أخرى.

وللتدليل على هذا الأمر، أوضح العدوان في محاضرة له في الجامعة الأردنية حول الشاب ومشاركتهم في الحراك الساسي أدارها استاذ علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الدكتور موسى شتيوي الأحد، أن هناك مناخا للحرية كما أن الأردن لم يخضع لبطش استعماري، لذلك فالأردنيون من وجهة نظره لديهم مستوى عال من الاعتداد بالنفس والكرامة، كما أن العلاقة بين الشعب والحاكم ليست علاقة حدية، كما أن القيادة منفتحة على الشعب وهذا من شأنه تخفيف الضغط الشعبي، كما أنه لا توجد فوارق طبقية ونظرة فوقية وأخرى دونية في التعامل بين مكونات المجتمع، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الأردنية "بترا".

وأكد العدوان أن هناك إرادة حقيقية لدى الملك عبد الله الثاني للإصلاح، مشيرا إلى أنه في السابق لم يكن هناك استعداد لدى بعض الفئات للخوض في الإصلاح، وبعض الحكومات لم تر في الإصلاح ضمانة، وفي خضم هذا الواقع جاءت الأحداث التي نشهدها حاليا في الأردن.

كما أن الحكومة الحالية، بحسب العدوان، جاءت ببرنامج للإصلاح بآلياته وبسقف زمني، مشيرا إلى ما تم إنجازه من إقرار لقانون الاجتماعات العامة وما تسير فيه التشريعات الناظمة للحياة السياسية ونقابة المعلمين، وتشكيل اللجنة الوطينة للحوار.

وأضاف العدوان أن ما يحدث في العالم العربي من ثورة يشبه إلى حد ما حدث في دول أوروبا الشرقية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، مشيرا إلى نجاعة ما حدث في تلك الدول التي استطاعت أن تقف على قدميها في بضع سنين، واستطاعت أن تنخرط في المنظومة العالمية بعد حكم شيوعي دام لما يزيد عن 70 سنة بعكس ما حدث في أعقاب الثورة الفرنسية والتي أحتاجت فرنسا للتعافي من أثارها بعد 90 سنة.

وقال إن العالم الغربي ينظر الى منطقتنا وشعوبنا العربية على أنها غير مؤهلة للحرية والديمقراطية، انطلاقا من فكره التمييزي، مشيرا في هذا السياق إلى أن علينا كعرب تلمس طريقنا الصحيح في أعقاب الانفجار في العالم العربي.

ودعا العدوان الشباب الى عدم التركيز على ما يجري في الشارع فقط وإنما التركيز على المسؤوليات الملقاة على عاتقهم، مشيرا إلى أن الأفكار السائدة سابقا كانت تنظر إلى الشباب على أنهم بعيدون عن الهموم وغير مبالين وسلبيين حيال القضايا العامة، إلا أن النظرة تغيرت الآن مع الأحداث الجارية في أكثر من بلد عربي وقد أثبت الشباب العربي والأردني أنهم بالصدارة، وأصبح صوتهم مسموعا، مطالبا إياهم بالتروي وعدم القفز على القعود وتفحص الماضي للتفكير فيما عاشه الجيل السابق الذي تعرض لاضطهاد لقياس المستقبل الذي لا يمكن بناؤه من دون ذلك.

إلا أن الوزير لم يقلل من أهمية المسيرات والاحتجاجات التي اعتبرها جيده لإحداث التغيير وطلب الإصلاح، مؤكدا أن ما يحدث في العالم العربي لم يحدث منذ العام 1916 "الثورة العربية الكبرى" حاثا الشباب على الاستفادة من دروس الثورات الشعبية التاريخية مثلما حدث في الثورتين الفرنسية والأميركية.

وقال أن التطورات الراهنة تحتم اشراك كافة قوى المجتمع المدني عند الشروع في صياغة التشريعات والقوانين الناظمة للحياة السياسة.

وفي معرض رده على أسئلة الشباب عقب المحاضرة قال العدوان عن سبب عدم مرور عجلة الإصلاح على الإعلام الأردني الذي ما يزال يشهد تضييقا للحرية الإعلامية، إضافة إلى انتهاكات تقع على بعض الزملاء "نحن بصدد إعادة هيكلة الدولة الأردنية استنادا للقانون واحترام حقوق الإنسان".

وأضاف "هناك من يلقون مسؤولية كبيرة من المواقف على الحكومة سواء تجاه الإعلام أو غيره، وبغض النظر عن ذلك فإذا الحكومة كانت ديمقراطية تماما لما كانت هناك مطالبات بالإصلاح"، وأكد على أن هذه المرحلة تشهد رغبة حكومية حقيقية لوضع إستراتيجية إعلامية وقوانين ناظمة للحرية الإعلامية.

وأكد العدوان ردا على سؤال تردد على لسان أكثر من شاب وهو قلة مشاركة الشباب في اللجنة الوطنية للحوار ان الشباب ممثلون في اللجنة بصورة جيدة وان لم يكن من قبل صغار السن فقط، مبينا ان العديدين من أعضاء اللجنة يحملون افكار الشباب وتطلعاتهم وهمومهم.

الصورة المرفقة من الموقع الالكتروني لوكالة "بترا"

أضف تعليقك