الطلبة السوريون في الأردن شهادات في مواجهة سوق عمل مغلق
بعد أن تلاشت أحلامهم في إكمال تعليمهم بسبب الحرب السورية عاد لهم الأمل مجددا من خلال منح دراسية في بلدان اللجوء لكن طموحاتهم توقفت عند حد الدراسة ففرص العمل بعد التخرج تكاد تكون معدمة بسبب ما المهن المغلقة أمامهم.
محمد (اسم مستعار) تخرج في المرتبة الأولى من كلية هندسة الطاقة بمعدل امتياز يقول "العقبات اللي خلتني ما فكر كمل مستقبلي هون أولا تصاريح العمل وثانيا هو استغلال الشركات اشتغلت بشركة وكنت اشتغل لبعد الدوام ساعات إضافية وطبعا هاد الشي كان بموافقة مني لما وقعت العقد لأن كنت حاب أحصل على فرصة بس للأسف هاي الساعات ما كانت تحسب لي إضافي ع الراتب ".
الطموح والتميز لم يوقف محمد رغم هذه العقبات إذ يقول "بعد شهر ونص قررت أترك الشغل وفكر بالسفر لبرا لأن طموحي كون مدير شركة وما شفت هالشي ممكن بالنسبة للاجئ سوري بالأردن لهيك بلشت اتعلم لغة ألمانية بعد 6 أشهر قدرت اجتاز امتحان اللغة وبلشت قدم على شركات ألمانية الحمد الله قبل 3 أشهر لقيت شغل وحصلت على الفيزا وسفري بأخر الشهر الحالي".
قانون العمل الأردني
رغم أن قانون العمل الأردني ينص على عدم السماح عمل غير الأردنيين في ما يعرف ب"المهن المغلقة" والتي تشمل المهن الطبية والهندسية والإدارية عدا عن كثير من المهن الأخرى، تفاجئ العديد من الطلبة بهذه القوانين بعدما قطعوا أشواطا في تخصصاتهم الجامعية.
"تخرجت قبل سنتين وطبعا كخريج اعلام بقوانين العمل ما بحقلي اشتغل بأي وسيلة إعلام حكومية او انتسب للنقابة غير هيك الكل بطالبك بخبرة بمجال الإعلام اضطريت اشتغل كاشير بمحل شاورما لغطي مصاريف البيت وبنفس الوقت فريلانسر من البيت مع عدة جهات لأخذ خبرة ولهلى الوضع مكمل على هاد الحال لحتى لاقي شي فرصة بالقطاع الخاص" هذا ما عبر عنه عبدالسلام الحموي الذي تخرج من كلية الصحافة والإعلام.
تمارا السلمان تمكنت من دراسة الصيدلة بفضل حصولها على منحة ايديو سيريا تقول "صرلي سبع شهور متخرجة واكبر مشكلة بعاني منها هي مزاولة المهنة والخبرة اللي بيطلبوها ما عم اقدر اشتغل بصيدلية الا كمتدربة ومع العلم صرلي سنة ونص تقريبا بتدرب بصيدلية بدون مقابل مادي من قبل التخرج لهلئ طبعا صعب أي صيدلية تشغلني بدون مزاولة لان بتتغرم بغرامة مالية كبيرة ومحد مضطر يخاطر هيك مخاطرة ".
وللحديث عن أهم العقبات التي تواجه الطلبة بعد التخرج يقول رئيس تجمع الطلبة السوريين في الأردن سامر عدنان "عنا أعداد كبيرة من خريجي الهندسة والصيدلة وغيرها وأهم مشكلة بتواجههم هي تصاريح العمل لهيك بيضطروا يشتغلوا بطريقة غير قانونية أو بشفت مسائي بالصيدلية كمان رخصة السواقة مشكلة كبيرة في حال قرر الطالب يشتغل بالتسويق مثلا هو ما بحقلوا يطالع رخصة الا خلال دراستو بالجامعة وهي عقبة كبيرة بالنسبة الهن".
وللحد من تنامي البطالة بين صفوف الخريجين وفسح المجال أمام الطلبة الذين لا يستطيعون الحصول على منحة دراسية يوضح سامر عدنان "التوجه العام للمنظمات والجهات المانحة تحول للتدريب المهني لان المنح الدراسية قلت ما في ولا منحة حاليا بتغطي دراسة خمس سنوات منح ايديو سيريا كانت تاخذ 300 طالب تقريبا بالفصل حاليا 40 أو 50 طالب بالفصل فقط لهيك تعاقدنا مع كلية لمينوس لتقديم تدريبات بتخصصات مختلفة للشباب مثل الكهربا ,التصميم ,الهايبرد,البرمجة وحتى التجميل للبنات وغالبا بتكون التدريبات منتهية بتشغيل والأهم انو ما بتحتاج تصاريح عمل لممارستها".
ويوضح الخبير الاقتصادي قاسم الحموري سبب عدم السماح لغير الاردنيين بالعمل في المهن المغلقة بقوله " فعليا الاردنيين نفسهم بعانوا من بطالة مرتفعة جدا لهيك ما فينا نقول في تمييز ضد الخريجين السوريين هم فقط ما بلاقوا فرص عمل بسبب ارتفاع معدلات البطالة وليس بسبب جنسيتهم ولكن اعتقد ان كان في سوء ادارة للازمة من البداية كان فينا نحول التحد الى فرصة من خلال استقطاب المستثمرين وأصحاب المصانع السورية وبالتالي بيستفيد الطرفين".
ويضيف الحموري "أن هناك تقصير من المجتمع الدولي اللي ما دعم الأردن بأزمة اللجوء ولحتى الأردن يقدر يعطي فرص عمل للخريجين السوريين بحاجة لدعم كبير والحقيقة انو التزام العالم تجاه الأردن ما كان يصل الى 30% واحنا بحاجة لمعدلات نمو ما لا يقل عن 6 أو 7 بالمئة سنويا لخلق فرص عمل كافية ولزيادة هذا النمو بحاجة لدعم دولي لأن الاقتصاد الاردني ما بيقدر يوفر نفقات رأسمالية لتحريك الاقتصاد ".
وذكر سامر عدنان رئيس تجمع الطلبة السوريين في الأردن في حديث سابق لوسائل اعلامية، ان عدد الطلبة السوريين في الجامعات الأردنية يعتمد على الاحصائيات التي تقدمها التجمعات الطلابية الموجودة في الجامعات وبشكل تقريببي يصل عدد الطلبة السوريين من (4500 الى 5000) سواء كان منح أو على نفقتهم الخاصة، بالإضافة الى العدد السنوي للطلبة الخريجين يصل من (550 الى 600) طالب، حيث أن أعداد الطلبة تقل فمنهم من يهاجر او يخرج لإكمال دراسته خارج الأردن.