الطب النفسي...نظرة خوف
- د. المغربي: الطب النفسي في مجتمعاتنا العربية لا ينظر اليه بتقدير كبير كباقي فروع الطب وانما بخوف
- د .المغربي امراض نفسية تصيب المراة وحدها كاضطرابات المزاج أثناء الحمل و الاضطرابات الذهانية عقب الولادة و متلازمة ما قبل الدورة الشهرية .
- د. التميمي استخدام العلاج السلوكي المعرفي في كثير من حالات العلاج النفسي للاكتئاب
- د. التميمي للزوج دور مهم باعتباره الشريك الداعم للمراة بالعلاج النفسي
- د. التميمي العلاج النفسي للمراة اصبح " متنفسا " يشهد اقبالا عليه
تحتاج المراة احيانا الى من يسمعها ويقف الى جانبها عندما تعجز عن حل مشكلة تصادفها في الحياة اوربما عانت من وفاة عزيزفجاة فتصبح حبيسة لمشاعر حزن او الم لا تعرف كيف تخرج منه ,وربما كان لمشكلة زوجية او طلاق او مشكلة في العمل اوموقف عاش معها كرفيق طفولة لا تستطيع التخلي عنه سببا يدفعها لطرق باب الطبيب النفسي .
لماذا لا نسمع ما تمليه علينا انفسنا عندما تحتاج المراة الى استشارة نفسية ووقوفها خائفة من قرع الجرس وفتح باب عيادة الطبيب النفسي ولقاء الطبيب .
هيأت "ديما "منذ كان عمرها 28 عاما نفسها لتقبل ما يستجد على حياتها ,خاصة وان وضع عائلتها المادي لم يكن جيدا في اكثر الاحيان فلجات الى العمل كمحاسبة كاشير وخلال عملها كانت تدرس باحدى الجامعات الخاصة وبعد التخرج حصلت على وظيفة استطاعت من خلالها ان تحقق جزءا مما ارادت ان تشبع به طموحها .
ففي الماضي حاولت الانتحار بعد ان كانت مرتبطة بعلاقة عاطفية مع شاب يكبرها وابتلعت كمية من الحبوب المهدئة ومع هذا لم تكشف عن ضعفها امام عائلتها اوامام حبيبها,واستمرت باخفاء فشلها دوما الا ان نوبات البكاء كانت تشعرها بالراحة دائما .
ومضى على "ديما" وقتا طويلا وهي تحاول اقناع نفسها بمراجعة طبيب نفسي لمعالجتها من الكابة بعد ان تخلت عن حبيبها بسبب ظروف الحرب العراقية الكويتية ,وعدم حصولها على مقعد جامعي ,مرورا بمرض والدتها المفاجئ واصابتها بالشلل وسوء الاوضاع الاقتصادية للعائلة .
خوف "ديما " من المستقبل ومناقشتها وضعها النفسي مع اخصائية نفسية باحدى المنظمات التي تعنى بالمراة اعادها الى حالة تصالح مع النفس حتى تلاشى خوفها من شبح العنوسة الذي كانت تراه امام عينها خاصة بعد ان فشلت في كل علاقة عاطفية سعت من خلالها للزواج .
وعلى حد قولها "حاولت مراجعة طبيب ..كنت بوصل لباب العيادة بخاف وبرجع.. ما بدي حدا يعرف شو مالي او شو عندي من مشاكل او شو صار معي .. بقدر اساعد نفسي ..انا قوية لازماتحدى الظروف ..الطبيب راح يعطيني مهدئات ويسمعني ..صح بيريح بس بخاف احكي " .
ديما انموذجا لفتاة عاشت حالة من الانكسار والضعف بسبب ماضي اخفته وقررت الاحتفاظ لنفسها به ,حاليا تشتهر ديما بشخصية قوية بين صديقاتها لكنها في الواقع تناقض ما تدعي بتشبيه نفسها ب " القنبلة الموقوتة " التي ستدمر كل من يلمسها باستمراها بكبت مشاعرالغضب والحفاظ على كبريائها.
العلاج النفسي ومراجعة الطبيب النفسي باقبال النساء عليه تفسره المعالجة النفسية في مركز الحسين للسرطان - رئيسة قسم الارشاد النفسي د .امينة التميمي على انه اصبح امرا ضروريا في حياة الفرد , ورغبة من النساء اللاتي اثقلت المسؤوليات العديدة كاهلهن " متنفسا "اخذ مع الوقت يشهد اقبالا أكبر من قبلهمن للحصول على العلاج النفسي بغية التخلص من ضغوطات الحياة و للتغلب على توترات العصر.
وتقول د . التميمي تخفي العديد من النساء والرجال امر العلاج النفسي وذلك لعدة امور فكلا الجنسين ينظر الى المرض النفسي نظرة سلبية، والمراة تكون غير مقتنعة هي واسرتها أساسا بالعلاج النفسي،كما قد يفضل البعض ممن في ثقافتنا إلى اللجوء الشيوخ وذلك لاعتقادهم أن المرض النفسي مس شيطاني.
فالمرض النفسي و حسب د التميمي هو اضطراب وظيفي يتميز بوجود صراعات داخلية وتصدع في العلاقات الشخصية مما يؤثر على حياة الشخص الشخصية او المهنية، وتلعب الحالة النفسية للمريض وتقبله للعلاج وتعاونه واستعداده لاتباع ارشادات المعاج دورا كبيرا في نجاح خطة المعالج النفسي.
وترى د التميمي ان للزوج دور مهم باعتباره الشريك الداعم للمراة بالعلاج النفسي و له أثر كبير في الحصول على نتائج ايجابية، ويتجه العالم الآن نحو الاهتمام بالارشاد الاسري كخطوة اساسية للصحة الاسرية فالاسرة هي نواة المجتع وصحة أفرادها والعلاقات الصحية التي تربط بينهم لها انعكاسها على المجتمع ككل.
وتقول د امينة "هناك بعض الأنماط السلوكية والتعاملات الخاطئة والتي تحدث داخل الأسرة التي قد تكون سببا في الازمة النفسية للزوجة، وفي كثير من الاحيان كيفية ردة فعل الأسرة عند مواجهتها للأزمات أو عدم امتلاك الاسرة للكفاءة في تحديد أولوياتها و فيما يتعلق بتلبية احتياجاتها وعدم قدرتها على صنع القرار داخلها نظرا لعدم امتلاك الابوين لمهارة صنع واتخاذ القرار، فالانماط الأسرية الخاطئة والعلاقات المضربة أو غير ناضجة قد تكون من اهم الاسباب التي تستدعي اللجوء للعلاج الاسري .
وتفسر د. امينة الفرق بين المرض النفسي والحالة النفسية مبينة ان المرض النفسي: هو اضطراب وظيفي يتميز بوجود صراعات داخلية وتصدع في العلاقات الشخصية مما يؤثر على حياة الشخص الشخصية او المهنية، وتلعب الحالة النفسية للمريض وتقبله للعلاج وتعاونه واستعداده لاتباع ارشادات المعاج دورا كبيرا في نجاح خطة المعالج النفسي.
وتنطوي المعالجة النفسية على استخدام شتى الوسائل المرتكزة على مختلف الأفكار والنظريات التي تدور حول أسباب الاضطرابات النفسية،وعادة ما يستخدم المعالجون النفسيون شكلاً واحدًا من العلاج مع جميع مرضاهم، لكن معظم المعالجين يتبعون علاجات متنوعة تبعًا لتباين طبيعة مشاكل مرضاهم، فهناك العلاج النفسي التحليلي، العلاج النفسي السلوكي،العلاج الجمعي وأشكال أخرى من العلاج النفسي.
كما ويعرف الإرشاد والعلاج النفسي بأنه أحد قنوات الخدمة النفسية، التي تقدم للأفراد أو الجماعات بهدف التغلب على بعض الصعوبات التي تعترض سبيل الفرد أو الجماعة وتعوق توافقهم وإنتاجيتهم بحيث توجه هذه الخدمة إلى الأفراد والجماعات الذين مازالوا قائمين في المجال السوي ولكنهم يواجهون صعوبات ذات صبغة انفعالية حادة، او تتصف بدرجة من التعقيد والشدة بحيث يعجزون عن مواجهة تلك الصعوبات بدون عون او مساعدة من الخارج.
وتشير د امينة الى استخدام العلاج السلوكي المعرفي في كثير من حالات العلاج النفسي للاكتئاب ففي هذا النوع من العلاج يعمل على حث المريض الانخراط في نشاطات يستمتع فيها وذلك بهدف تشتيت الأفكار السلبية والتلقائية للمريض ، وقد يكون ذلك بالطلب من المريض القيام بعمل جدول للنشاطات الممتعة والتي كان يفضل ممارستها قبل شعوره بالاكتئاب ثم يسجل درجة الاستمتاع في كل منها ، والتي يسجل فيها درجات أعلى يكررها في الأسابيع القادمة .
وفي الخطوة التالية يتم تشجيع المريض أن يقوم بتجزيئ المهام الكبيرة في حياته اليومية إلى عدة مهام صغيره يستطيع تحقيقها لتعطيه خبرات من النجاح المتدرج وتزيد من ثقته بنفسه .
العلاج المعرفي : يتم تحديد الأفكار السلبية (التلقائية) .
اما العلاج المعرفي فيقوم المعالج هنا بتعليم المريض التعرف على أفكاره السلبية والتي تسبق المزاج المكتئب ومن ثم ربط هذه الأفكار بالأحداث الخارجية .
وتقول د التميمي"ومن ضمن النشاطات التي ابتدعتها ووجدت انها مفيدة أثناء خبرتي بالتعامل مع المرضى والتي تعمل على تشتيت الانتباه وتوجيه التفكير موضوع آخر هو زراعة نبته يقوم على رعايتها والتحدث معها ويرى نموها البطيئ أمامه فيخرجه هذا النشاط من عزلته ونقص الطاقة الذي يشعر به وينشأ ارتباط ونوع من التعلق بينه وبين النبات، ثم يطلب منه اهداء أجزاء مما زرع إن كانت من نباتات الزينة للمعالج ومن يحب، وذلك تشجيعا من المعالج للمريض في تكوين علاقات مع اشخاص آخرين يتبادل معهم الحديث والاهتمامات، وبهذا يتجدد الامل ويمتلك المريض نظرة ايجابية مستبدلا أفكارة السلبية".
العلاج الاسري والزواجي
وتحتاج المراة الى معالجة نفسية عند اصبتها بمرض خطير كالسرطان الى معالجة نفسية فبقال ان الجزء الاكبر في حالات السرطان يعتمد على نفسية المريض .
وتوضح د التميمي من جهتها الى ان مرض السرطان والذي تعاني منه المريضات يعتبر من أقسى انواع التجارب التي تحوضها في حياتها للانتصار على المرض و التي تتعرض له في حياتها فتواجه بسببب المرض العديد من الاضطرابات النفسية والتحديات وقد تضطر للتعامل مع آليات الفقد (فقدان الحياة ، فقدان الصحة ، فقدان الدور، فقدان السيطرة)، وآليات عدم الامان بسبب الخطر الداهم و المستقبل المجهول، كما قد تتحول حياة المريضة بسبب العلاج الى سلسلة من الازمات بكاففة مناحيها ففقدان الشهية للاكل واضطراب النوم وفقدان الطاقة والنشاط وامتهان صورة الجسد بسبب البتر أو الجراحة تزي من فرصة ظهور اضطرابات الخوف والقلق وشعور عدم الطمانينة والاكتئآب .
وتضيف ان مشاركة الزوج وافراد العائلة و المعالج النفسي يساهم في السيطرة على الاعراض السابقة ويساعد في التقليل من مشاعر الحزن واليأس ومعالجة الكآبة ويساعد على التكيف مع الظروف الجديدة ويمنح المريضات القوة لتجاوز العوائق والاعاقات التي يخلقها المرض .
واحدى طرق العلاج النفسي التي قد تسخدم مع الزوجين خاصة عند تأثر العلاقة الزوجية فيما بينهم تعليمهم مهارة حل المشكلات، فيقوم المعالج بتدريب الزوجين على التواصل الفعال وانصات كل منهما لمشاعر الآخر، ومن ثم يطلب المعالج منهما تحديد مشكلة معينة في علاقتهما تتطلب حلاً، وتقييم الحل الذي يتم التوصل إليه بحيث يكون حلاً عملياً ومناسباً لها وتنفيذ الحل المختار، ويستخدم المعالج هنا أيضا تعليمات لفظية وكتابية، وأسلوب النمذجة Modelling وعمل (بروفة) مع تدريب الزوجان على تطوير تواصل فعال لحل المشكلات الناشئة بينهم.
بعض الحالات التي تمت متابعتها بالعلاج الاسر.
وتشير د التميمي الى ان فتيات تمت معالجتهن كن في اعمار ننراوح مابين 23 عاما و27 عاما عانين من الاكتئاب وعدم الثقة بالمستقبل ونظرة الذات المتدنية اي لديهن تقدير ذات متدني، وبالمتابعة واستخدام خطوات العلاج السلوكي المعرفي والذي سبق شرحة، إحداهن تعمل في شركة الآن والاخرى طالبة في الجامعة تكمل دراستها الأكاديمية، والثالثة تعمل في حياكة الملابس، أما الرابعة فوجدت طريقها بدراسة القرآن وتعليمه، وأخريات بدأن بالتركيز على متابعة أطفالهن مقتنعات أن الام هي التي تربي ليست فقط من تقوم بالتنظيف والطهي كن عانين من الاكتئآب لفقدان صحتهن وعدم قدرتهن على القيام بالاعمال المنزلية
العلاج بالرسم
وتلجا د التميمي الى معالجة بعض الحالات بالرسم او الزراعة حسبما تراه اذ يعد خطوة هامة في مراحل العلاج النفسي، لأنها تعكس تفكير الإنسان بصورةغير مباشرة يفهمها المتخصصون ويضعون من خلالها خطوات العلاج، فالمريض يسقط مشاعرة الداخلية على ورقة الرسم، و يعتبر المعالج النفسي العلاج بالرسم شكل من أشكال التواصل غير اللفظي مع مريضه حينما لا يمتلك القدرة عن التعبير عن الإنفعالات التي يشعر بها، فيشجع المعالج المريض القيام برسم بعض الرسومات بغض النظر عن قدرته على الرسم وذلك من باب التنفيس الانفعالي والتفريغ للعواطف والمشاعر الكامنة، حيث تمثل الرسومات والتي يرسمها المريض انعكاساً لحقيقية مشاعره نحو نفسه والآخرين، وبالتالي يستطيع المعالج فهم العوامل النفسية وراء السلوك المشكل. وقد أثبتت الدراسات النفسية التحليلية للأطفال أننا نستطيع من خلال الرسم الحر الذي يقوم به الطفل أن نصل إلى الجزء غير المفهوم من سلوكه ومشاعره التعبير عن الحاجات والرغبات والدوافع التي لا يستطيع الأطفال التلفظ بها شفهياً .
فهناك مثلا العديد من المشكلات السلوكية والانفعالية التي يعانيها الطفل والتي تبدو واضحة في رسوماته، قد نتعرف على الأشخاص المهمين والمؤثرين في حياته، حتى المشاعر الايجابية أو السلبية التي يكنها الطفل أو المريض نحو الآخرين قد تضح في رسوماته.
ويستخدم العلاج بالرسم أيضا لتفريغ الشحنات الانفعالية السلبية كالغضب والعدوان والخوف، ووسيلة من وسائل التواصل لدى الاشخاص الانطوائيين في التعبير عن النفس.
الشكل السابقة لوحة رسمتها إحدى الاطفال اللذين يتلقون العلاج بالكيماوي داخل المركز، نلاحظ بها مجموعة من المشاعر المختلطة فالاحساس بالغضب والالم الواضح بالتعبير عن الكيماوي بالجماجم والطفل النائم بلاشعر على راسه لا يشابه الاطفال الآخرين بطرف الصفحة وهم يلبسون الالوان وشعرهم طويل. حتى شمس هؤلاء الاطفال مختلفة فهي سعيدة ومشرقة تشارك الاطفال مرحهم، أما القمر والشمس أي تعاقب الليل والنهار أثناء تلقيها العلاج كما قصدت الطفلة يتضح عليهم الحزن والغضب لالمهاوعدم قدرتها مشاركة قرناءها بالعب، كما تعكس الصورة الامل ورغبة الطفلة بالشفاء.
استشاري الطب النفسي د خالد المغربي
ويكشف استشاري الطب النفسي د خالد المغربي النقاب عن وجود بعض الأمراض النفسية التي تزيد نسبتها في الإناث أكثر من الذكور و من أهمها مرض الاكتئاب و مرض تجسد الأعراض و الاضطرابات التحولية و توهم المرض . و هناك أمراض تقتصر على النساء دون الرجال و من أهمها اضطرابات المزاج أثناء الحمل و اضطرابات المزاج أو الاضطرابات الذهانية عقب الولادة و متلازمة ما قبل الدورة الشهرية .
و تعتبر الاضطرابات النفسية التي تصيب الفتيات المراهقات في مرحلة متوسطة ما بين اضطرابات البالغين و اضطرابات الطفولة ، و كلما اقتربت المراهقة من سن الرشد كلما صارت اضطراباتها النفسية مشابهة اكثر لمثيلاتها البالغين .
وتعاني العديد من الاناث من أعراض تغير أو تقلب في المزاج مباشرة قبل ابتداء الدورة الشهرية ، و تتمثل في سرعة الاستثارة و النزق و العصبية الزائدة ، و الشعور بالتوتر بدون سبب واضح ، و الميل للجدال و العدوانية أحياناً ، أو الرغبة في البكاء و الابتعاد عن الآخرين ، و عدم تحمل الأصوات العالية ، و غالباً ما تنتهي هذه الأعراض في أول يوم تبدأ به الدورة فعلاً .
و يصل نسبة الإناث اللواتي يعانين من هذه التقلبات إلى 13% من الإناث ، لكن نسبة من تشتد الأعراض لديها لدرجة البحث عن علاج لا تتعدى غالباً 3 – 3.5%" .
ويشير الى الحمل يمكن أن يخفف من حدة بعض الاضطرابات النفسية عند المرأة كما يمكن أن يزيد منها و لا سبيل للتأكد من ذلك مسبقاً . و تعاني أكثر من نصف النساء من أعراض اكتئابية عابرة بعد الولادة مباشرة و لا تحتاج لعلاج ، غير ان البعض يعاني من اضطرابات المزاج خاصة اكتئاب ما بعد الولادة و بنسة أقل الاضطرابات الذهانية ما بعد الولادة . و هنا تحتاج المرأة لرعاية طبية خاصة و عاجلة .
اما العنف الأسري و مدى تأثيراته على المرأة يقول د المغربي " يتخذ العلاج أشكالاً متعددة أحياناً لكن الهدف الأولي ضمان السلامة الجسدية للمرأة و ضمان حمايتها من استمرار التعرض للأذى ، ثم محاولة تهدأة المخاوف المباشرة و التعامل مع تبعات العنف على الصعيد الانفعالي و محاولة علاج الآثار الناجمة عن الصدمة النفسية و إعادة الثقة بالنفس" .
ويقول د المغربي في مجتمعاتنا العربية لا ينظر للطب النفسي بتقدير كبير كباقي فروع الطب ، بل يتم النظر إليه بخوف كبير يتماشى مع درجة الجهل بأهميته الكبرى في الحياة اليومية ، و غالباً يتم عرض المريض متأخراً على الطبيب النفسي بعد إفساح المجال للمعالجين الشعبيين و الدجالين و محاولات عزل المريض أو المريضة في غرفة داخل البيت لحين انفضاح الأمر ، أو محولات الأهل و الأصدقاء نفي وجود المرض النفسي و استثارة قوة الإرادة لدى المريضة و هذا بالضبط ما يزيد الأمور سوءاً بحيث تشعر المريضة بأن من حولها يعتبرونها متمارضة و انهم لا يصدقونها في معاناتها .
و تعتبر الوصمة الاجتماعية من الأسباب المهمة في عزوف الذكور و الإناث عن مراجعة الطبيب النفسي , و يخاف الأب أو الأم أن يعلم أحد بأن ابتهم قد راجعت أو هي تراجع طبيباً نفسياً لأن ذلك من شأنه التأثير بشدة على إمكانية أن يتقدم أحد للزواج منها لاحقاً .
ويقول تنوع الأساليب العلاجية في الطب النفسي و لحسن الحظ فقد ساهمت الأبحاث العلمية و المكتشفات في مجال العلوم العصبية تشريحياً و كيميائياً و وظيفياً و شعاعياً في التوصل إلى أدوية مفعولها العلاجي جيد جداً وآثارها الجانبية قليلة أو غير ذات بال ، و من الملاحظات الجديرة بالاهتمام أن التحسن على العلاج الدوائي ممتاز غالباً .
غير أن العديد من الأشخاص ذكوراً و إناثاً لا يحبذون استعمال الأدوية و غالباً خوفاً من اعتقاد خاطىء أنها مهدئات فقط و تؤدي للإدمان ، و أود تطمين هؤلاء بأن استعمال الأدوية النفسية تحت إشراف الطبيب النفسي لا يؤدي للإدمان ، بينما استعمالها بدون استشارة الطبيب و إشرافه يعد توطئة للإدمان . و مع ذلك ، فإن هؤلاء الأشخاص يمكن أن يستفيدوا من أشكال أخرى للعلاج النفسي و من أهمها العلاج المعرفي السلوكي و العلاج السلوكي ، و هناك العلاج في مجموعات صغيرة ، و العلاج العائلي خاصة في حالات الأطفال ، و هناك العلاج الزوجي المقتصر على الزوجيين فقط ، و هناك العلاج الجنسي في حالات خاصة .
و يمكن أن تستعمل طرق أخرى في العلاج بحسب طبيعة المرض و طبيعة الأهداف المرجوة من العلاج ، كالعلاج بالرسم أو باللعب أو بتبادل الأدوار ، كما تستعمل تمارين الاسترخاء لمكافحة القلق و التوتر ، و يمكن اللجوء إلى تعليم مهارات خاصة تساهم في تواصل اجتماعي أفضل مثل السيطرة على النفس و مهارة حل المشاكل أو زيادة أو بناء الثقة بالنفس أو توكيد الذات ، و يتم اللجوء إلى هذه الطرق بعد دراسة و تقييم الحالة من الطبيب النفسي المعالج . و لا يشترط في العديد من طرق العلاج النفسي أن تتم من قبل الطبيب النفسي فقط ، بل هناك أخصائيون نفسيون متمرسين في العلاج النفسي بأنواعه ، و هناك تكامل في الأدوار لمصلحة المريض .
و من أشكال العلاج العلاج الأخرى في الطب النفسي التدخل المبكر في حالات الكوارث و الحروب و الصدمات و محاولة تقليل أو إلغاء آثارها المدمرة على الأفراد .
يعتبر الطبيب النفسي صديقاً للعائلة ، و غالباَ ما يتم التخلص من الأعراض المزعجة بسرعة أكبر إذا قورنت بالمرض العضوي ، و لا أنصح النساء باستعمال الحبوب المهدئة بدون ضوابط طبية.











































