الصفدي من فلسطين: رسالتنا ثابتة وتاريخية ومنع الضم حماية للسلام
استقبل رئيس فلسطين محمود عباس، الخميس، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، وزير الخارجية أيمن الصفدي.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في مؤتمر صحفي مشترك مع الوزير الصفدي عقب اللقاء، "استقبل الرئيس، اليوم وزير الخارجية الأردني، الذي تأتي زيارته كجزء من التنسيق المستمر والدائم بين الرئيس الفلسطيني والملك عبد الله الثاني".
وأضاف، "ان اللقاء مع الوزير الصفدي كان مركزا حول كيفية منع التوجه الإسرائيلي لضم أجزاء واسعة من الأرض الفلسطينية المحتلة، وتنسيق الخطوات المشتركة الفلسطينية– الأردنية للوصول إلى ما نعمل عليه وهو منع الضم".
وأشار المالكي إلى أن الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني، يبذل جهودا مضنية وكبيرة وشجاعة على مستوى العالم أجمع لمنع الضم الإسرائيلي، وهذا كان واضحا في اتصالات الملك مع مجلس النواب الأميركي واللجان المختلفة، وما يقوم به الوزير الصفدي أيضا على كافة المستويات، وهو ما ساعد كثيرا على إيصال الصورة بكل وضوح إلى مختلف دول العالم لحشد أكبر موقف دولي ضد سياسة الضم".
وقال: "النقاش الذي جرى اليوم مهم، حيث تحدثنا بكل وضوح في كيفية بذل جهود مضاعفة وتنسيق الجهود المشتركة الفلسطينية الأردنية للوصول إلى قرار واضح لمنع الضم، والتأكيد على جاهزية دولة فلسطين وبدعم من المملكة الأردنية للجلوس والتفاوض على أساس الشرعية الدولية والمرجعيات الدولية".
وأضاف: تم الاتفاق خلال اللقاء على كيفية متابعة تنسيق هذه الجهود، ليضاف على تلك المبذولة من أجل منع الضم الذي ستكون انعكاساته على السلم والأمن في المنطقة.
من جانبه، قال الصفدي "تشرفت بنقل رسالة من جلالة الملك عبدالله بن الحسين الثاني إلى أخيه الرئيس محمود عباس في إطار عملية التنسيق والتشاور المستمرين بين المملكة والأشقاء في دولة فلسطين.
وأضاف ان الموقف الذي حملته اليوم هو موقف المملكة التاريخي والثابت القائم على تلبية حقوق أشقائنا في الحرية وإقامة الدولة الفلسطينية الكاملة وعاصمتها القدس المحتلة على حدود الرابع من حزيران 1967، وهو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل؛ السلام الذي تقبله الشعوب، والذي يشكل خيارا استراتيجيا لأشقائنا في دولة فلسطين ولنا في المملكة ولجميع الدول العربية.
وتابع الصفدي: "رسالتنا الثابتة والتاريخية بأن المملكة بتوجيه دائم من الملك تقف بكل إمكانياتها إلى جانب أشقائنا في دعم حقوقهم المشروعة كاملة".
وقال: "إن قرار الضم غير مسبوق على العملية السلمية، وسيقتل حل الدولتين وسينسف كل الأسس التي قامت عليها العملية السلمية، وسيحرم كل شعوب المنطقة من حقهم في العيش بأمن وسلام واستقرار".
وأضاف الصفدي، أن منع الضم هو حماية للسلام، وكل جهودنا منصبة على منع الضم وإيجاد أفق حقيقي للعودة لمفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام على أساس حل الدولتين الذي أجمع العالم أنه السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل.
وتابع "المملكة كانت وستبقى تقوم بكل جهد ممكن وبكل ما تستطيع من أجل اسناد الأشقاء في فلسطين، وتحقيق السلام العادل والشامل الذي يحمي المنطقة من تبعات صراع سيكون طويلا وأليما، إذا ما قامت إسرائيل بضم ثلث الضفة الغربية المحتلة".
واستطرد: "قلنا بالأمس إن الضم يعني أن إسرائيل اختارت الصراع بدلا من السلام، وتتحمل هي تبعات مثل هذا القرار، ليس فقط على العلاقات الأردنية الإسرائيلية بل على جهود كل المنطقة لتحقيق السلام العادل والشامل".
وقال الصفدي إن الأردن مستمر بالعمل مع الأشقاء والعالم من أجل منع الضم، وإيجاد أفق حقيقي لإطلاق مفاوضات فاعلة توصلنا إلى السلام العادل، وهو سلام يشكل ضرورة للأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.
من جهته، غرد وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، على حسابه في "تويتر":"إن لقاء الصفدي مع عباس يأتي في إطار الجهد المشترك لمواجهة مخطط الضم الإسرائيلي لأراض فلسطينية وتداعياته على المنطقة".
وشددت الحكومة الأردنية على أن تنفيذ إسرائيل قرار الضم "سيقتل كل فرص تحقيق السلام الشامل ما يشكل خطرا على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين".
حماس تثمن
بينما ثمّن عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عزّت الرّشق، موقف الأردن الرَّافض لخطة ضمّ أراضٍ من الضفة الغربية والأغوار التي تقودها حكومة الاحتلال.
وعبّر الرشق عن تقديره لهذا الموقف المشرّف معتبراً أنه امتدادٌ لمواقف المملكة الأردنية الهاشمية التاريخية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
وقال الرّشق في تصريح صحفي له اليوم "إنَّ حركة حماس تجدّد دعمها وإسنادها للموقف الأردني، في رفض هذا المشروع الخطير الذي يستهدف الاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية وجزء من أراضي الأغوار، ويشكّل تهديداً وجودياً لحاضر ومستقبل فلسطين وقضيتها العادلة، وخطراً حقيقياً ضد الأردن الشقيق".
وأعرب رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة "حماس" عن استهجانه ورفضه لمحاولات بعض الأطراف ممارسة الضغط والابتزاز السياسي ضد الأردن بسبب موقفه الشجاع من رفض هذا المخطط الإجرامي، وكذا كل مشاريع الاحتلال التي تستهدف الأرض والشعب الفلسطيني والقدس والمسجد الأقصى المبارك.
ودعا الرّشق الدول والحكومات العربية والإسلامية إلى توحيد الجهود في رفض مخططات الاحتلال ومشاريعه في الضمّ والتهويد والاستيطان، ودعم صمود الشعب الفلسطيني وثباته على أرضه مدافعاً عن حقوقه حتى زوال الاحتلال وتحقيق تطلعاته في التحرير والعودة.