الصحة لن تتخذ اي اجراءات بحق المقصرين في قضية دينا

الرابط المختصر

رفض وزير الصحة اتخاذ اي اجراءات عقابية

بحق الكوادر الطبية والتمريضية التي ثبت تقصيرها واهمالها في معالجة الشابة دينا عبد العال التي قضت ليلة كاملة قبل وفاتها متنقلة بين مستشفى الامير حمزة والبشير وبرر الدكتور نايف الفايز عدم اتخاذه لاي عقوبات بحق الكوادر المقصرة لوجود القضية امام القضاء لكنه حمل في الوقت ذاته بعضا من المسؤولية لاهل الفتاة الذي رفضوا الاستجابة لطلب الطبيب المعالج في مستشفى الامير حمزة بضرورة التوجه الى قسم الجراحة مغادرين المستشفى الى منزلهم.

وقال الدكتور الفايز لـ "الدستور" ان اللجنة العليا المشتركة التي شكلها برئاسة امين عام الوزارة وجدت التقصير والاهمال من قبل الكوادر الطبية والتمريضية التي تعاملت مع حالة الشابة دينا ، مشيرا في الوقت ذاته الى صعوبة وضعها وحالتها الطبية في مستشفى الامير حمزة لانها كانت تعاني من نزيف في الامعاء .
 
وقال وزير الصحة انه بعد حادثة الشابة دينا لن يتم رفد قسم الاسعاف والطوارئ باي طبيب مقيم او امتياز تكون خبرته اقل من سنة" مشددا على أهمية رفد هذه الاقسام باختصاصيين وسد النقص الحاصل في الطوارئ والاسعاف باعتبارها من"الاقسام التي تساهم في انقاذ حياة البشر" موضحا ان الوزارة بصدد اتخاذ خطوات جذرية حول ما يتعلق باقسام الاسعاف والطوارئ في كافة المستشفيات الحكومية التي تشهد الكثير من الضغط عن طريق رفدها بالكوادر الطبية المؤهلة والمدربة للحيلولة دون تكرار هذه الحوادث في المستقبل قدر الامكان ، مشيرا الى ان الوزارة اتخذت قرارا باعادة تاهيل وتدريب كافة الكوادر الطبية الموجودة في المستشفيات من خلال برامج خاصة.
 
وكان تقرير الطب الشرعي قد ادان مستشفيي البشير والامير حمزة لعدم اعطاء المريضة الاهتمام الكافي والرعاية الطبية اللازمة التي كان يجب ان تعامل بها وعدم تقديم الرعاية الصحية المتوقعة للمريضة ، حيث راجعت دينا المستشفيين وهي تعاني من الام مغص حادة ناتجة عن نزيف لوجود التهاب في الاوعية الدموية في بطانة الامعاء.
 
وقدر التقرير الشرعي ان مستوى النزيف بما يقارب الليتر ونصف الليتر من الدماء. مؤكدا ان هناك علامات واضحة على الاهمال والتقصير من خلال ان المرحومة دينا راجعت مستشفى الامير حمزة بسبب الام مغص شديد ولم يتم اجراء اي تشخيص صحيح للحالة ، مشيرا الى ان حالة دينا لم يكن فيها اي تشخيص دقيق للاطباء او الاستشاريين ، ما يعتبر اهمالا وتقصيرا ويدخل في اطار الخطأ الطبي.
 
وبالعودة الى تقرير اللجنة العليا التي شكلها وزير الصحة عقب وفاة دينا عبد العال حمّلت في تقريرها النهائي بعض الكوادر الطبية مسؤولية الاهمال والتقصير في تعاملها مع حالة دينا المرضية. بعد ان استمعت الى شهادة كافة الاطراف بما فيها اقوال الاهل الذين رافقوا دينا في رحلتها الاخيرة الشهر الماضي بين مستشفيي البشير وحمزه الحكوميين واشار تقرير لجنة وزارة الصحة ، الى ان حالة الشابة دينا كانت تحتاج الى عناية واهتمام اكبر من قبل الطبيب المناوب اولا في مستشفى الامير حمزة الذي راجعته دينا في بداية شعورها بآلام حادة في البطن ، حيث ان الطبيب لم يقم بواجبه على اكمل وجه ولم يقم باجراء اي فحوصات مخبرية لها ، بل قام باعطائها المحلول اضافة الى العلاج دون ان يقوم بتشخيص حالتها الصحية او البحث عن الاعتلال الموجود لديها ، وهو اول ما يبحث عنه الطبيب ، رغم ان تقرير لجنة تحقيق مستشفى الامير حمزة اكد ان الطبيب قام بتحويل دينا الى قسم الجراحة ، ذلك ادى الى تضارب تقرير المستشفى مع اقوال الاهل الذين اكدوا ان الطبيب قام بكتابة التحويل لها الى قسم الباطني والجراحة بناء على طلبهم ، مع تأكيده لهم ان لا حاجة الى ذلك كونها تعاني من التهاب في الامعاء ، والحقيقة انها كانت في مرحلة نزيف داخلي حاد بالامعاء.
 
كما ان الطبيب المناوب في مستشفى الامير حمزة لم يتحر فعليا وعلميا وطبيا عن واقع حالة المريضة ، بحسب التقرير الذي اكد ان ذلك شكل - اهمالا وتقصيرا في اداء الواجب الطبي ، وكان على الطبيب اعطاء المريضة عناية اكبر باجراء الفحوصات المخبرية ، واجراء التصوير الشعاعي ان لم يتحقق من اكتشاف اسباب الآلام ، وكل ذلك برأي اللجنة لم يتم ، ولو تم لشكل مرجعا لاطباء طوارئ مستشفى البشير الذي راجعته دينا بفارق زمني بسيط. بحسب ما افاد به التقرير اما بالنسبة الى اطباء مستشفى البشير ورغم انهم قاموا باجراء فحوصات مخبرية للفتاة مثل الدم والبول ، بينت وجود ارتفاع في السكر ، الا انهم ايضا لم يقوموا باعطاء الموضوع اي اهتمام ولم يتبينوا حقيقة ما تعانيه دينا التي كانت حالتها تستدعي من اطباء البشير وطبيب مستشفى الامير حمزة المناوب وضعها تحت المراقبة وعدم السماح لها بالخروج حتى اخذ تفاصيل كاملة عما تعانيه ، لا سيما انها كانت تعاني من فترات استفراغ انتابتها في كل من المستشفيين.
 
كما حمل التقرير الاطباء مسؤولية تضارب التشخيص بين المستشفيين ، على الرغم من ان الفارق الزمني بسيط جدا بين مراجعتها لهما ، حيث اكد الاهل انهم غادروا مستشفى الامير حمزة في الساعة الحادية عشرة ليعودوا الى البشير في الساعة الثانية عشرة.
 
ولم يقتصرالاهمال على الكادر الطبي بل تعداه الى الكادر التمريضي ، فبحسب التقرير فإن المسؤولية تطال كادر التمريض الذي تواجد او تعامل مع الحالة ، حيث ان دينا لم تجد سريرا لها في مسشتفى الامير حمزة ولم يقم اي من الكادر التمريضي بالبحث لها عن سرير رغم ألمها وترك معاناة البحث لشقيقها ، .
 
كما انها انتظرت نتائج الفحوصات في مسشتفى البشير ساعة ونصف الساعة وهي في قاعة الانتظار. ولفت المصدر الى ان الاهمال والتقصير يدخلان في اطار الاخطاء الطبية ، ولكن الشيء المؤكد ان تضارب التشخيص خطأ طبي واضح.