الصحة تحذر من شراء مطعوم الانفلونزا
يعاني العديد من الناس هاجس الإصابة بمرض الانفلونزا خلال فصل الشتاء، لما لهذا المرض من أعراض جانبية شديدة قد تقعد الناس
عن أعمالهم وتعيق حياتهم اليومية، وفي الآونة الأخيرة أصبح المطعوم متوفراً في الأسواق بشكل كبير.
وأصبح المطعوم يباع في معظم صيدليات المملكة، بالإضافة إلى إلزام بعض الشركات موظفيها بتناول هذا المطعوم، إلى أن وصل انتشاره في المدارس الخاصة وبيعه لطلابها الراغبين في أخذه.
مدير رقابة الأمراض في وزارة الصحة د. بسام الحجاوي حذر المواطنين من شراء هذه المطاعيم من الصيدليات إلا في حال خضوعها لشروط السلامة العامة واستشارة الطبيب المختص، وقال:" إن هذا المطعوم يقلل من أعراض الإصابة بمرض الأنفلونزا لكن يجب ضمان سلامة حفظها في الثلاجة وان تكون خاضعة لشروط السلامة العامة، ويجب على المواطن ان لا يشتريها من الصيدليات ويأخذها على عاتقه دون استشارة الطبيب المختص ".
وحول دور وزارة الصحة في المراقبة على المطاعيم يؤكد د. الحجاوي:" تقوم وزارة الصحة بالإشراف على المطعوم عند دخوله إلى الأردن عن طريق استخدام أسس معينة وتعليمات صارمة عند إجراء عمليات الفحص".
وقامت وزارة الصحة بإلزام كوادرها الصحية تحديدا الفئات التي تعمل في وحدات خاصة كوحدة غسيل الكلى والجراحة بالإضافة للكوادر التي تتعامل مباشرة مع المواطنين بتناول هذا المطعوم للحماية والوقاية من الإصابة بالمرض.
هناك نوعان لمرض الأنفلونزا، العادية(سلالاته A,B,C) والموسمية، والثانية تنتقل عندما يكون هناك تجمهر للناس أو نتيجة تغير درجات الحرارة وتغير المناخ، ووفرت الوزارة المطعوم المناسب لهذا النوع من الأنفلونزا ما يقارب 35000 جرعة تم توزيعها على الفئات الأكثر تعرضا للإصابة بخطر مرض الأنفلونزا الموسمي.
وأجرى راديو عمان نت استطلاعا للرأي مع المواطنين حول مدى تقبلهم لتناول مطعوم الانفلونزا، المواطن وليد (35 عاما) لم يأخذ المطعوم من قبل لارتفاع تكلفته:" لم اخذ المطعوم لأن تكلفته عالية مقارنة مع دخلي حيث وصلت قيمتها ما يقارب 30 دينار بحسب ما علمت، اعتقد أنها جيدة لكن درهم وقاية خير من ألف علاج".
ومواطن آخر يؤيد اخذ هذا المطعوم ويرى ان سعره مناسبا، وقال:" لم أفكر في اخذ هذا المطعوم كونه لا يتعرض للإصابة بالأنفلونزا، لكن شقيقه يأخذ المطعوم بشكل مستمر ولم يتبين أن لها أي آثار جانبية، واعتقد أنها غير مكلفة لأنه يتم أخذها مرة في السنة ويتم الدفع مرة في السنة وليس بشكل يومي".
وشاهد، رجل مسن (55 عاما) هذا المطعوم معروض في مختلف الصيدليات، وقال:" شاهدتها في الصيدليات من خلال الإعلانات والملصقات المعلقة، لكن لم أتناولها كوني لا اشعر أني بحاجة لها".
ويرى المواطن عبد الله ان هذا المطعوم غير مقنع مقارنة مع الأدوية الأخرى:" في طبيعتي أنا لا أتناول المطاعيم، لكن مطعوم الأنفلونزا بالتحديد أنا غير مقتنع به وعندما أصاب بالمرض أفضل أن أتناول حبوب الأسبرين".
ومن جهتها، تبين الصيدلانية شروق أن إقبال المواطنين لشراء المطعوم كان جيدا لهذا العام، وقالت:" الإقبال في العام الماضي كان أفضل من العام الحالي بسبب مرض أنفلونزا الطيور".
أما بالنسبة لسعر مطعوم الانفلونزا، أضافت:" صاحب الصيدلية هو الذي يضع الثمن الذي يناسبه، حيث يتراوح سعر بيعها بما يعادل 6.500 دينار- 8 دنانير، لأنه لا يوجد لها سعر محدد من قبل وزارة الصحة".
وبينت انه لا يتم إعطاء المطاعيم في الصيدليات وإنما تباع فقط، والطبيب المختص هو الذي يعطيها للمواطن.
وحول شمول مطعوم الانفلونزا في التامين الصحي للموظفين، يقول د.الحجاوي:" شمول المطعوم في التامين تعتبر خطوة صعبة جدا في الوقت الحالي لأنها مكلفة على الدولة، بالإضافة لعدم معرفة النوع النمطي لفيروس الأنفلونزا في الأردن، بحيث تحمي من النوع المسبب مثلا B ولا تحميني من المسبب A".
وفي بعض الشركات الأردنية يتم إجبار الموظفين على تناول مطعوم الانفلونزا، لكي تقلل من إصابتهم بالمرض من اجل عدم تغيبهم عن العمل.
كفاح عبد الهادي، موظفة في شركة مصفاة البترول الأردنية بينت لعمان نت أهمية تناول المطعوم الذي أخذته بعد قرار الشركة، وقالت:" يعتبر مطعوم الأنفلونزا مفيد لأنه يخفف من أعراض الإصابة، وحتى عندما أصاب بالمرض فان الأعراض تكون اخف من المعتاد، ومن فوائدها أنني استطيع ان بممارسة عملي وأتنقل بكل راحة خلافا عن الماضي".
وأضافت كفاح،"تم أعطاء المطعوم في الشركة للموظفين ما فوق الأربعين عاما، وبعدها طبق القرار على باقي موظفي الشركة الى ان شملت في التامين الصحي لكل موظف".
ويعطى اللقاح عادة في بداية فصل الشتاء (شهري تشرين الأول والثاني) عندما تكثر الاصابة بالأنفلونزا، يمكن تأخير التطعيم إلى ما بعد ذلك، ولكن في هذه الحالة لا تحصل المناعة لذلك الفصل وإنما للسنة التالية لأن المناعة تبدأ بالتكون بعد مرور شهر من التطعيم وتستمر لمدة سنة.
وتتعاون حاليا وزارة الصحة مع مختبرات "النمرو" الإقليمية والتي تتخذ القاهرة مقرا لها، لرصد مرض الانفلونزا والنوع المسبب للإصابة به وللتعرف على خصائص المرض ونوعيته، للتمكن في المستقبل من استخدام المطعوم المناسب للوقاية من هذا المرض.
إستمع الآن











































