"الشغل مش عيب": التكافل الاجتماعي والتأقلم مع التحديات الاقتصادية في الأردن

اضطر أبو يزن للعمل في العتالة لساعات طويلة في نفس الشركة التي كان فيها مديرا للمستودعات، حتى لا يخسر راتبه، بعد أن استغنت الشركة عن هذا الشاغر بسبب ظروف اقتصادية صعبة تمر بها.

كغيره من الآباء الأردنيين الحريصين على تأمين احتياجات عائلاتهم، تصرّف أبو يزن بدون طلب مساعدة أو استسلام للعوز، كاسرا بهذا حاجز ثقافة العيب في العمل، ليغير طريقة تفكيره تجاه بعض الأعمال، ويتعامل مع واقع اقتصادي صعب يتطلب تأقلما عمليا.

عندما تعرض أبو يزن لإصابة في العمل، لم تتردد زوجته، أم يزن، وجيرانهما بمساعدته في استكمال ما أوكل إليه من أعمال، تجنبا لتعيين موظف بديل، الأمر الذي أكد التكافل الاجتماعي والمسؤولية الاجتماعية لدى الأردنيين.

مدونة "حياة عيلتنا"، التي تعنى بشؤون العائلة والتربية، تسلط الضوء على ذلك، عبر حملة جديدة أسمتها "إنتوا قدها"، استوحتها من خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي أكد ثقته بأن الشعب الأردني على مستوى المسؤولية في ظل ظروف استثنائية صعبة يمر بها الأردن.

الحملة، التي قدمتها المدونة في فيديو "شكرا يا نشامى"، تسهم في نشر التوعية بين الناس، وترسيخ مبدأ "الشغل مش عيب"، وتعزيز التكافل الاجتماعي بين الأردنيين.

ويبرز التكافل الاجتماعي في مساعدة الزوجة لزوجها، والجار لجاره، والمدير للموظف، الذي يقدّر حجم المسؤولية نحو عائلته وعمله.

كل ذلك يسهم في تمكين الناس من التأقلم مع ظروف اقتصادية صعبة والتغلب عليها، وتوفير ظروف مناسبة من قبل أصحاب العمل تضمن حقوق العاملين وتحفظ كرامتهم، بغض النظر عن مواقعهم واعمالهم، حتى يتغلب الناس على ثقافة العيب وينهض المجتمع كاملا.

أبو يزن لم يتغلب فقط على ثقافة العيب، بل تأقلم أيضا، بدون تردد أو شعور بنقص، مع حقيقة ان معدل البطالة في الأردن بلغ بنهاية العام الماضي 19%، بحسب دائرة الإحصاءات العامة.

خلال الأعوام الماضية، بدأت الحكومة الأردنية التركيز على التشغيل، وليس التوظيف، لمعالجة تحديات الفقر والبطالة وفق منهجية ترتكز على تعزيز وتحفيز النمو الاقتصادي وتشغيل الأردنيين والأردنيات وفق احتياجات ومتطلبات سوق العمل.

في نفس الوقت، كفلت تلك المنهجية حقوق الأردنيين والأردنيات، عبر إقرار تعديلات لتشريعات العمل والخدمة المدنية، وتعزيز فرص شمول العمال في الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي، لتشجيعهم على الاستمرار في العمل، إضافة إلى إلزامية رياض الأطفال، للإسهام في تشغيل المرأة وخفض نسبة بطالة الإناث، التي وصلت إلى 24%.

 

يذكر ان "حياة عيلتنا" مدونة أطلقتها شركة قصص للتصميم والمحتوى الرقمي Digitales، تقدم محتوى للعائلة في منصات التواصل الاجتماعي، من ضمنها منصة يوتيوب.

كتاب المدونة آباء وأمهات يحاولون كل يوم ان يكونوا أفضل؛ أحياناً ينجحون، لكنهم مستمرون في المحاولة والتعلم، ومشاركة تجاربهم ونجاحاتهم وتحدياتهم مع الآخرين.

 

أضف تعليقك