"الشعب يتكلم بالعربية يا أمانة العاصمة"

الرابط المختصر

 

استفزني منظر اللوحات الاليكترونية الموزعة في العديد من المواقع الاستراتيجية في العاصمة عمّان. لم يزعجني مواقع وجود اللوحات أو الرسائل التي تحملها، بل أزعجني أنها بمجملها باللغة الانجليزية، وكأننا في لندن أو نيويورك. أفهم أن هناك شعورا بأن التحدث بلغة أجنبية يعطي انطباعا معينا، إلا أن اللوحات تهدف إلى إيصال رسائل لأكبر شريحة من السكان، وفي هذه الحالة فإن فكرة كتابة عبارات" "صباح الخير" أو "مساء الخير".. باللغة الانجليزية، يعدّ أمرا مهين للشعب.

 

كنت أنوي الكتابة في الموضوع قبل بداية أزمنة كورونا، إلا أنني لاحظت تغييرا ما وبداية لوضع نصوص باللغة العربية. ولكن بعد عودة حركة المركبات والنقل العام، فوجئت بعودة اللغة الانجليزية إلى اللوحات.

 

حق التعبير أمر مكفول للجميع بما فيهم شركات الإعلانات، ولكنني لم أعرف إلا مؤخرا أن مشروع تلك اللوحات ليس عملا خاصا لشركة Seagulls الإعلانية كما هو وارد بصورة دائمة، على اللوحات، بل هو مشروع مشترك مع أمانة العاصمة.

 

إذن، الأمر أسوأ بكثير مما كنت أعتقد. فهل يعقل أن تخاطب أمانة العاصمة الأردنيين والمقيمين في المملكة من لاجئين عراقين وسوريين وغيرهم باللغة الانجليزية؟ ألا توجد في لغة الضاد ما يكفي لإرسال معلومات واضحة. هل يصعب على الأمانة قول كلمة صباح الخير بدل من  good morning؟! و hello Amman وغيرها.

 

طبعا، حسب المعلومات التي تم نشرها، للأمانة ما نسبته 35% من أرباح هذا العمل المشترك. فهل أصبحت الامانة مؤسسة تجارية تتنازل عن سمعتها واهتماماتها العامة من أجل زيادة أرباحها، علما أن مخاطبة الشعب باللغة العربية لن يقلل من الأرباح، ولكن الاستماع إلى بعض مدراء شركات الإعلان والذين يعتقدون أن المخاطبة باللغة الانجليزية هي الطريق لمدراء التسويق في الشركات المهمة؟

 

قبل الكورونا ذهبت إلى أحد المطاعم في منطقة عبدون، ورغم أن مطعم "لاميرابيل" تابع لعائلة زلاطيمو المقدسية ورغم أن المترددين على المطاعم أغلبهم من العرب، إلا أن قائمة الطعام كانت باللغة الانجليزية، وعند سؤالي لنادل عن قائمة الطعام بالعربي قال لي إنها غير موجودة علما أن سلسلة المطاعم الأجنبية مثل ماكدونالدز و برغر كينغ و بوفالو وينغز وكنتاكي كلها توفر قائمة باللغة العربية. فما هو منطق عدم توفير قائمة الوجبات بالعربية المرتادين غالبيتهم العظمى من العرب.

 

البعض يقول انها عقدة الخواجا  وأن النصوص الانجليزية في قائمة الطعام  مثل اللوحة الالكترونية هي عبارة عن رقي أو حضارة القائمين عليها!! 

ه

 

نصيحة لأمانة العاصمة. الشعب في الأردن يتكلم العربية. فاحترموا الشعب إن أردتم أن يحترمكم.