الشعب الأردني يخرج ليلا إلى الشوارع

الرابط المختصر

هدوء نسبي، أصوات سيارات وسائقون مثقلون بالتعب، أنه صيف عمان في الشوارع، فإذا أراد الزائر إلى الأردن أن يمشي في شوارعه ظهراً وحتى عصراً، له أن يأخذ راحته في الحديث بصوت عال، وبمطلق حريته، فعمان في هذه الأوقات خالية من الموطنين. هذه الأحوال لا تستمر حتى ساعات المغرب؛ فالضجيج والأزمات على أشدها، وأناس يبحثون عن أماكن للجلوس فيها؛ مطاعم ومقاهي على الأرصفة، وسيارات مركونة يمينا وشمالا في شوارع عبدون والصويفية ودير غبار وجبل عمان والحسين، يحتسي من بداخلها القهوة والشاي والمأكولات.



الحر يجتاح المملكة هذه الأيام، يقول سمير البشتي، "من حقنا أن نتنزه بشوارع عمان، الجلوس يكلفنا الكثير وأنا لدي أطفال وأريدهم أن يستمتعوا في عطلتهم، والمشوار في السيارة أمر ممتع، أطفالي يطلبون دوما أن أخذهم إلى القرية المائية، لكنني بالتأكيد لا أفكر بأخذهم فدخول كل شخص يكلف الشيء الكثير، وهنا أخذهم بجولة داخل السيارة ".



ويضيف سمير "نحب أن ننظر إلى الناس، ونقصد الأماكن التي تشهد الأزمات. العالم كله يمشي على الأرصفة والشوارع وفي الأسواق لا لأجل التسوق وإنما حبا بالمشي، فإما أن نخرج من سياراتنا ونمشي وإما بالسيارة مستمتعين بالإذاعات الجديدة الخاصة والتي تضع الكثير من الأغنيات ما يجعلنا حقا نستمتع".



التسوق بالنظر

ويوافق شادي خوري سمير، حول خروج الناس إلى الأسواق للمشي فقط، ويقول "نحن أصحاب المحلات نُحسد على ضغط العمل الذي نواجهه في الصيف، وهذا أمر خاطئ جداً، نخرج من محلاتنا ننظر إلى الموطنين وهم يقفون على الفاترينا فحسب ثم يذهبون، أنهم يتسوق بالنظر".



لكن، رغم ذلك تشهد بعض الأماكن السياحية إقبالاً منقطع النظير، فقد بدأت المناطق السياحية والنوادي الصيفية التي تضم المسابح باستقبال آلاف المواطنين الباحثين عن الراحة والاستجمام والابتعاد عن حرارة الشمس الحارقة، كذلك المهرجانات الصيفية والتي تضم السلع التسويقية كأسواق السيفوي والسي تاون ومكة مول وعمان مول والقرية العالمية.



عدد زوار أحد الأندية الرياضية والترفيهية في عمان قل الضعف، يعلق أحد مسؤولي نادي رياضي وترفيهي، مبدياً استياؤه من انخفاض عدد زوار النادي، قائلاً "رغم حرارة الصيف المرتفعة إلا أن الزوار قل عددهم، لا أعلم لماذا رغم ازدياد عدد السياح وخصوصاً العرب وتحديداً العراقيين، والذين لا يرغبون في الانتساب إلى النوادي"، معتقداً أن السبب وراء ذلك يعود إلى "انجذابهم إلى المقاهي والمولات فقط".



كل العالم يمشي ليلاً

فيما تقوم ليلى الأفندي باللجوء عصراً إلى المولات "المكيفة" مصطحبة أطفالها للعب والمرح، أما ليلاً "الوضع مزعج كل العالم يمشي ليلا بسياراتهم وأقدامهم، لذلك أبقى في البيت جالسة أمام التلفزيون".



ويتجمهر الكثير من المواطنين في حديقة أمانة عمان الكبرى الكائنة في منطقة رأس العين التي تحتوي على نافورة ماء كبيرة، يجد الناس فيها المتعة والفرصة للهروب من أعباء الحياة، لكن وبحسب بعضهم فإنها بحاجة إلى "عناية أكثر كون بعض النفايات ملقاة هنا وهناك وقرب المقاعد".



ويعلق الموظف سمير الساعد إن المتعة في الصيف تكمن في "جمعة الناس"، ويردف قائلاً "أسعد جداً وعائلتي خلال مشينا في شوارع جبل الحسين، وأزمة المواطنين".



هل أصبحت عمان مدينة السهر، وتغير أحوال مواطنيه وباتوا يحبون السهر، أم أنهم في يسهرون فقط في الصيف وهرباً من الحر، وباتوا يلجأون إلى السهر خارج منازلهم حتى ساعات متأخرة من الليل، وعندما تخف درجات الحرارة تعود العائلات إلى بيوتها تسهر على التلفاز كما كانت معتادة.

أضف تعليقك