الشاعر سمحان امام جزاء عمان الخميس القادم
يمثل الشاعر اسلام سمحان امام أمام محمكة بداية جزاء عمّان الخميس القادم 6 تشرين الثاني الجاري بتهمة "إطالة اللسان علنا على أرباب الشرائع السماوية"، استنادا إلى المادة رقم 237 من قانون العقوبات، وعقوبتها الحبس من سنة إلى ثلاث سنوات.
وكان الشاعر سمحان اوقف لمدة 4 أيام بين 19 و 22 تشرين الأول الماضي، على إثر دعوى قضائية رفعتها دائرة المطبوعات والنشر بعد أن كانت أجازت نشر ديوانه "برشاقة ظل".
لكن الدائرة، وبعد انتقاد موقع إلكتروني لما ورد في الديوان من قصائد حب مقتبسة من آيات قرآنية، لجأت إلى قانون العقوبات الذي يجيز وقف وحبس الشاعر.
والتهمة الموجهة إلى إسلام سمحان هي الإساءة لأرباب الشرائع وإهانة الشعور الديني. وقد سبق لمفتي المملكة الأردنية الهاشمية نوح القضاة أن أفتى بتكفير الشاعر على إذاعة "حياة إف إم" في الأردن.
من جهته ادان اليوم الثلاثاء مركز "سكايز" (مركز الدفاع عن الحريات الاعلامية والصحافية في الشرق الاوسط ) محاكمة الشاعر سمحان ، واعلن المركز الذي يتخذ من بيروت مقرا له "شجبه واحتجاجه لتوقيف الصحافي والشاعر، ومحاكمته بتهم تعود إلى تفسير متزمت للدين، وإلى تجاهل كامل لضرورات الكتابة الشعرية والفنية".
ودعى المركز في بيان له " جميع المثقفين والصحافيين في الأردن والعالم العربي إلى أوسع حملة تضامن مع إسلام سمحان وتوفير السلامة له ولكل كاتب وصحافي يملك حق التعبير خصوصا بلغة أدبية وشعرية، وذلك عبر القيام بملاحقة قضائية بحق كل من حرّض أو فهم أنه يحرض على التكفير والقتل، وهو حق عام يستدعي تدخل الإدعاء العام".
حول القضية وسياقها:
كان ديوان "برشاقة ظل" متداولا في السوق لمدة ثمانية أشهر ولم تُثر حوله أي ضجة، بل كتب عنه مقالات في صحف ناقشت أسلوبه الأدبي وقد مالت التغطيات إلى الإحتفاء به. كما كان للكتاب رقم في المكتبة الوطنية. لكن الموضوع أثير في شهر رمضان- وفي حمى الفتاوى الدينية في المنطقة- من قبل صحافي في موقع إلكتروني، واستضاف صحافي آخر مفتي المملكة على برنامج إذاعي وجرى تكفير إسلام مباشرة على الهواء، ثم مالبثت دائرة المطبوعات والنشر لسحب ديوانه ورفعت دعوى ضده.
يقول إسلام في مقابلة مع مركز "سكايز" ومع "راديو البلد":القرآن له مئات التفاسير، أنا تربيت عند جدي وكان رجلا متصوفا. كان يأخذني معه إلى حلقاتهم، كل اثنين وخميس ومنذ كان عمري 4 سنوات، وكانوا يغنون القرآن غناء. أنا تسكنني موسيقى القرآن
لم أستخدم آيات قرآنية، ولكني متأثر بأسلوب القرآن ،اقرأوا لغة الشعر بلغة الشعر ولغة القرأن بلغة القرأن، وكأن الزمان يعود بنا إلى الصكوك الدينية ومحاكم التفتيش. أنا لم أقصد الإساءة لأي دين سماوي. الشعر يحتمل الأخيلة والإيماء والترميز والمجاز. والشعر يتكئ على الميثولوجيا أي الأساطير ويتكئ على النصوص المقدسة أو الكتب السماوية ويتكئ أو يتأثر بالتراث العربي أو
الإسلامي أو يتأثر كما هو الأدب الحديث بالآداب الأوروبية.
يشرح الشاعر وجهة نظره في الابيات الجدلية في ديوانه ويقول في المقابلة مع مركز "سكايز"في آية "ولم يكن له كفو أحد" على خلاف ما كتبته "رصيف البار ليس له كفو أحد"، فإن "لم يكن" تفيد بالنفي التام، أما "ليس له" فهي صيغة لحظية من جواز الجنس وهو رصيف البار. أما في قصة النبي يوسف، فماذا قلت؟! "مشنوقا من سرّتي، أتدلى في البئر، واحدا كنا، يوسف وأنا". أنني أشعر بأنني مع يوسف في وحدتي. هذا مجاز. يكفرونني على مجاز وأنا لم أقترب من النبي يوسف بالسلب، بل على العكس تأثرت بتجربته!
لقد مرّت أظافر هؤلاء على "الفتوحات المكية" لإبن عربي، وعلى "ألف ليلة وليلة" وحكمت عليها بالإعدام، ولم توفر في طريقها حسين مروّة ومهدي عامل، واعتبرت "أولاد حارتنا" لنجيب محفوظ زندقة. إن هؤلاء وأمثالهم في العالم الإسلامي ينصبون ذواتهم وكلاء عن الله.
بدوره، علق رئيس رابطة الكتاب الأردنيين سعود قبيلات على قرار توقيف إسلام بالقول: "من المعروف أن الأدب والابداع عموما يستند في الاساس على الخيال والمجاز والازاحة اللغوية، وبالتالي حين نرجع الى شخص مختص يعرف بهذه الامور ويعرف ان الكلمات في الأدب تعني غير معانيها الظاهرة، وربما أبعد منها احيانا مستشهدا في ما نجده عادة في شعر الصوفيين الذين في معرض كتابتهم لقصائد دينية وايمانية قالوا كلاما وقدموا صورا اذا نُظر اليها بسطحية سيتم ادخالها في خانة الكفر". وأضاف قبيلات من أنه اذا استمر هذا النهج فانه سيؤدي "الى كبت حرية التعبير في المجال الابداعي تحديدا". وأصدرت الرابطة بيانات تطالب بالافراج عنه. كما وقع كتّاب ومثقفون عريضة مطالبين بالأمر ذاته.
ويعمل الشاعر والصحافي إسلام سمحان (مواليد العام 1981 في مدينة الزرقاء وهو من سكانها) محررا ثقافيا في يومية "العرب اليوم" الأردنية. عمل في الصحافة ستة أعوام حيث كان محررا ثقافيا ومدير تحرير صحف أسبوعية عدّة. نشرت له قصائد في مواقع الكترونية ثقافية مختلفة، كما كان مديرا لنادي اسرة القلم الثقافي، وهو من أقدم الأندية في المدينة، ورئيس لجنة الابداع والشباب فيه. وكان يعمل على كتابة ملحمة شعرية متأثرة برواية الراحل عبدالرحمن منيف "قصة حب مجوسية".
حوى ديوانه "برشاقة ظل" عددا من المقاطع الشعرية القصيرة جداً وإحدى عشرة قصيدة من الشعر الحر: "قصيرة للغاية"، "قصيرة جدا"، "على قلق كأن الريح تحتي"، "برشاقة ظل"، "أمس النهايات"، "نهدك للشيطان"، "قريبا من البحر"، "لسمائك"، "مرة واحدة فقط"، "عندما تتضح الملامح" و"الرسم بالقش".











































