السوريون في الزعتري.. استقبال العيد بمرارة الشتات

السوريون في الزعتري.. استقبال العيد بمرارة الشتات
الرابط المختصر

يخيب أمل الطفلة آمنة "10 أعوام" اللاجئة في مخيم الزعتري بعد وقوفها الطويل على عتبة باب كرفان عمتها التي احتضنتها بعد فقدانها لأمها وأبيها المعتقل منذ ثمانية شهور، وهي بانتظار قدوم أحدهما حاملاً دمية أو قطعة حلوى مع حلول عيد الفطر السعيد.

تبث آمنة حزنها واشتياقها لأبيها بكلماتها البريئة "ما في فرحة بالعيد دون أبي المعتقل في السجن" كما تفتقر طقوسها الطفولية في العيد "هنا لا توجد ألعاب ولا يوجد أصحاب ولا عم ولا خال".

عيد فطر قد لا يكون سعيداً، بلا كعك ولا ثياب جديدة ولا رفقة ولا أهل يمر على اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء وخارجها، يجدد بقدومه حسرات أم فقدت ابنها أو طفل وحيد اعتاد مفاجأة والديه له بدمية أو لعبة في أول أيام العيد.

على غير عادتها لم تقم ربة الأسرة أم محمد "49 عاما" بخبز عجينة كعك العيد، يأتي عليها العيد بلا بهجة في ظل الغربة والتهجير الذي يعيشه اللاجئون بعد أن فقدوا شهداء بالآلاف وتفرق شملهم بفعل الأحداث الدائرة في سورية.

تقول أم محمد إن حسن الضيافة في مخيمات اللجوء لا يعوض عن الوطن والأهل والخلان، وتدعو الله أن يتجدد لقائها بذويها في ساحة بيتها في درعا بعد ترميم ما هدم منه إثر القصف من قبل قوات النظام.

أبو مراد فتّق قدوم العيد جرحه الغائر بفقدان ابنه خلال الأحداث في سورية، كما رزقه الله بطفلة جديدة ولدت في المخيم، هو لاجئ في مخيم الزعتري ونصف أهله لاجئون في لبنان ونصفهم الآخر لا يزالون تحت القصف في سورية.

يقول  أبو مراد "أي فرحة وكل عائلة سورية إما تشتت شملها أو فقدت شهيداً أو فقيداً أول لا تملك ثمن كعك العيد".

سيقوم أبو مراد بشراء كعك العيد وبعض الحلويات التي يتم صناعتها داخل المخيم، وسيقوم بزيارة الجيران في كرفاناتهم أو خيامهم وسيشتري لزوجته وطفلته ثياباً جديدة تحدياً للجوء "وبالنهاية راح تمشي الحياة".

فيما تجهد منظمات المجتمع المدني بتوفير أجواء الفرح للاجئين السوريين، بحسب الناطق باسم مخيمات اللاجئين غازي السرحان، حيث تم توزيع حوالي 1500 لعبة على أطفال اللاجئين مقدمة من مؤسسة ميرسي كور كما تبرع أحد النواب ب 2000 لعبة ستوزع أول أيام العيد.

ويضيف السرحان أن الإدارة ستقوم بتوزيع الحلويات والألعاب على اللاجئين مقدمة من جمعية الكتاب والسنة، إضافة لمساعدات من جمعية الإغاثة الأردنية.

وأشار إلى أن الإدارة حددت سقفاً أعلى لعدد اللاجئين الراغبين بقضاء عطلة العيد خارج المخيم سواء لزيارة الأقارب أو عيادة المرضى بـ 50 تصريحاً فقط ضمن أسس أمنية وتنظيمية واضحة ومحددة.

قد يتفاوت اللاجئون السوريون داخل مخيم الزعتري بقدرتهم على الفرحة وشراء الثياب الجديدة والحلويات لكنهم تحت سقف خيمتهم أو كرفانهم يتشاركون صفة اللجوء والأمل المتجدد بالعودة ولو بعد حين.

أضف تعليقك